صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

من هو المرجع ؟
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كلمة المرجع او المرجعية تكاد تكون حديثة وقد يكون اول من اطلقت عليه هو السيد السيستاني حالما سقط نظام الطاغية ، نعم هنالك كتاب لعادل رؤوف عنوانه مرجعية الميدان ، ولكن بالمفهوم المتعارف عليه اليوم باعتباره الجهة العليا لرجوع اغلب الشيعة اليه تكاد تكون حديثة على حد علمي باقل تقدير.

سابقا كانت التسمية زعيم الحوزة كما هو عليه السيد ابي القاسم الخوئي وكذلك شيخ الطائفة واية الله العظمى ، واما من كتب حديثا عن علماء الشيعة فيكتب عبارة المرجع ، ولكن بماهو عليه اليوم يكاد يكون مستحدث .

غايتنا ليست من عبارة المرجع ولكن عن تاريخ حوزة النجف او قم وزعمائها ، كانت هنالك شخصية علمائية يكون الرجوع اليها ولا يوجد اي تشتت ، نعم تتدخل الحكومات في بعض الاحيان لمحاولة يائسة في التلاعب بهذه القيادة التي لم ولن تخضع لاي حكومة منذ الغيبة الكبرى والى الان ، مسالة المرجعية العربية والفارسية مسالة يعمل عليها عملاء الصهيونية اعداء المذهب ، ولان المرجع يكون اختياره وفق مميزات معينة ولا توجد جهة رادعة او مانعة لمن يدعيها فمن السهولة ان تجد الحكومات العميلة لمن تسول نفسه ليعلن انه مرجع .

عندما يبعث شاه ايران المقبور رسالة تهنئة للسيد الحكيم لزعامته الحوزة ليست غايته الزعامة ولكن لابعادها عن ايران ، وفي الوقت ذاته عندما يستهدفها طاغية العراق في العراق ليست غايته العروبة والعربية بل اختراق المرجعية ولو ان السيد محمد باقر الصدر قدس سره وافقهم الراي بمؤامرتهم لنصب زعيم الشيعة بين ليلة وضحاها ولكنه دفع دمه ثمنا من اجل وحدة الشيعة .

الدراسة والتحصيل العلمي ونيل مرتبة الاجتهاد ليست حكرا على احد عندما يقتحمها اي شخص راغبا بها وباصولها ، وحتى عند اتقانها فهنالك صفات الهامية او فطرية تساهم في خلق شخصية المجتهد وجعله يتربع على كرسي الاعلمية .

من جانب اخر لم يسبق لتاريخ الحوزة ان ظهر مجتهد ليعلن اجتهاده وتصديه للفتوى والاعلمية وزعامة الحوزة فان هكذا امر غير مالوف ، ونلاحظ ان من قد يخلف الاصل ان المقلدين وبطريقة فطرية يلتفون حوله ويكون محل ثقتهم .

المؤسف له وعليه عندما تتعدد المرجعيات فان الاتباع ينال احدهم من الاخر بينما الحقيقة واضحة كالشمس في رابعة النهار ، هنالك قصص وحكايات عن علماء اجلاء لا يتسرب الشك الى اعلميتهم الا انهم آثروا الانعزال والهروب من الزعامة لما فيها من تكاليف شرعية خطيرة ، وتكون الغرابة هنا عندما ياتي من يريد ان يقتحمها ويدعيها لنفسه ، لسنا بصدد التشكيك بالعلمية ولكن بخطورة الامر الذي يهرب منه العلماء الاجلاء فياتي من يستسهل اقتحامه .

حكايات الاستعمار والحكومات العميلة التي حاولت وبشتى الطرق شراء ذمة زعماء الحوزة بالمال كثيرة وكلها باءت بالفشل ومنها مثلا بعد توسل نوري السعيد بالسيد الاصفهاني لمقابلة المندوب الانكليزي وموافقته على ذلك، تبرع المندوب الانكليزي للسيد مبلغ عشرة الاف دينار ، فقبلها السيد وتبرع بها الى العوائل المسلمة من الهنود الذي قتلوا مع الانكليز ، فصفع المندوب الانكليزي صفعة لم يتوقعها فقال الانكليزي بالحرف الواحد : جئنا لنشتريه فاشترانا .

هذه المكانة المرموقة لحوزة الشيعة لازالت محل تآمر من قبل الامريكان اليوم وهي لا تكل ولا تمل بعدما فشلت فشلا ذريعا في الاعلام للنيل منها فانها تلجا لان تجد من يحاول تفرقة الشيعة من خلال اشخاص يدعون الاعلمية والتلاعب بعقول الناس .

حتى لا يفهم المعنى خطا فالكل لهم حق المعرفة والاجتهاد فالمسلم اما مجتهد او محتاط او مقلد ، والمجتهد ليس بالضرورة واحد فالحوزات التي تدرس ماذا يتخرجون منها بعد اتقان علومها بكل تفاصيلها وحيثياتها ؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/16



كتابة تعليق لموضوع : من هو المرجع ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net