صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

حكومات الشعوب عنوانها الرَجوب!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الرَجوب: العظيم المَهيب

يتعجب الكثيرون من أن الشعب الأردني أسقط حكومته في بضعة أيام من التظاهرات , ويتساءلون لماذا بعض المجتمعات فشلت في تغيير وزير واحد بتظاهرات إمتدت لشهور وأكثر؟!

والجواب في السؤال , وهو أن الحكومة التي أسقطها الشعب هي "حكومته" والحكومة التي عجزت بعض المجتمعات عن إسقاطها بأكبر وأطول التظاهرات ليست حكومتها , وهذا مقياس واضح ودامغ , فالحكومات التي لا تسقطها التظاهرات ليست حكومات شعوبها والعكس صحيح.

ذلك أن حكومة الشعب تستمد قوتها وضعفها من الشعب , وحكومات نفسها وأهوائها وأجنداتها تستمد قوتها وضعفها من الآخر , الذي تنفذ مشاريعه وتحافظ على إنجاز برامجه وتأمين مصالحه , فهي حكومات غير شعوبها , ولهذا فأن العداء قائم بينها وبين الشعب , فتتحصن ضده وتتمترس وتعلن عليه العدوان , وهي باقية متنفذة برغم أنوف أبناء الشعب.

وحكومة الشعب تعني أن البرلمان أصيل ويحمي مصالح الشعب ويستمد قدرته وقيمته منه , ولذلك يكون معبّرا عن إرادة الشعب , ويمكنه أن يُسقط الحكومة حتى بدون الحاجة لتظاهرات , لأنه يتحسس حاجات الناس ومعاناتهم وما يضرهم وما ينفعهم.

وعليه فأن هناك مجتمعات لديها حكومات حقيقية تعرف الشعب , وأخرى لديها حكومات رمزية لا تعرف الشعب ,  أو تسمى جُزافا "حكومات" , وما هي إلا أدوات لتنفيذ إرادة الطامعين بالبلاد والعباد.

وهذه الظاهرة ليست جديدة وإنما تتكرر في العديد من البلدان , ويعاني منها الكثير من الشعوب المبتلاة بحكومات , هي أشبه ما تكون بعصابات مرتزقة ومافيات إستحواذية تستعمل الأساليب الخداعية والتضليلية للفتك بالشعب , وإستعباده بالحاجات والترهيب والترعيب وفقدان الأمن وإشاعة القلق وعدم الإستقرار في البلاد , وبهذا تحكم وتزداد عزلة عن الشعب , وتتعاظم شراهاتها الدونية وتطلعاتها الفردية والفئوية والتحزبية , فيعم الخراب والدمار والفساد.

وهكذا فأن الشعب بخير عندما يتمكن بتظاهراته أن يُسقط الحكومة , وهو في عسر وقهر ومضطرب عندما تعجز التظاهرات عن إسقاط الحكومة , حتى ولو تواصلت لأشهر , فالأولى حكومة شعب والثانية حكومة أعداء الشعب , وهي معادلة سلوكية يمكننا أن نقيس بها سعادة الشعب وتعاسته.

فالشعب الذي لديه حكومته أسعد من الشعب الذي لديه حكومة أعدائه , وبهذا الميزان يتبين لنا معيار المآسي والويلات والتداعيات , وغيرها من الداهمات القاسيات.

فهل من قدرة على تأليف حكومة شعب ليتمتع ببعض الحقوق ويرفل بالأمن والرفاهية والسلام؟!!

د-صادق السامرائي
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/09



كتابة تعليق لموضوع : حكومات الشعوب عنوانها الرَجوب!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net