محنة علي مع بني عربان...
محمد حسن الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد حسن الموسوي

لطالما استوقفني قول الرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم لوصيه علي عليه ( الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي) وهو المعروف بحديث المنزلة. وكأنما الرسول استشرف المستقبل ، واراد ان يرسم لعلي خارطة الطريق ، ويهيئه نفسيا لما سيحدث وما سيقع بعد وفاته صلوات الله عليه وعلى اله وسلامه.
وفي عقيدتي انه لايمكن فهم المراد الحقيقي من هذا الحديث الا بالتمعن بمحنة هارون مع بني اسرائيل حينما عبدوا العجل في غياب موسى عليه السلام ومقارنتها بمحنة علي بعد وفاة الرسول، وهو ما عبر عنه تعالى في كتابه الكريم حكاية على لسان هارون قائلاً : (يابن أم لاتأخذ بلحيتي ولا برأسي اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي).
ووجه الشبه بين علي وهارون الذي عبر عنه حديث الرسول محمد (الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى) هو انهما_ اي هارون وعلي_ وضعا الحفاظ على وحدة الامة فوق اي اعتبار شخصي، فهارون بعد ان نصح قومه بترك عبادة العجل لم يرغمهم على اتباع اوامره حتى لا تتفرق الامة ، والامر ذاته مَع علي فلم يجبر الناس على بيعته وتركهم يخوضون في مؤامرة سقيفة بني ساعدة ولم يجرد سيفه للدفاع عن حقه المغتصب التزاما بوصية الرسول بالحفاظ على وحدة الامة مثلما اوصى بها موسى خليفته هارون(اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي) مع فارق جوهري وهو ان بني اسرائيل عبدوا العجل بعد ان استضعفوا هارون، اما اتباع السقيفة فلم يستضعفوا عليا لمعرفتهم السابقة بشجاعته وبسالته وقد جندل ابطالهم من قبل، بل استغلوا وبخسة ونذاله منقطعة النظير انشغاله بدفن الرسول وفعلوا فعلتهم الشنيعة. هذه بإختصار محنة علي مع بني عربان وخلاصة حديث المنزلة .
اعظم الله لنا ولكم الاجر بشهادة امام الصبر والايثار علي بن ابي طالب عليه السلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat