كرتنا .. مابعد الإنتخابات
خالد جاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سدت الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم العراقي يوم الخميس الماضي واحدة من بين أفضل التجارب الأنتخابية في مسيرة هذا الاتحاد, ونجح أعضاؤها في تتويج حضورهم في ايداع الثقة بمن وجدوه أهلا للمهمة والتصدي لمسؤوليتها الصعبة في ولاية جديدة من عمر الأتحاد، برغم كل ما أثير من مخاوف وتوجسات ذهب بعضها بعيدا في رسم سيناريو مشبع بالقلق والتوجس نتيجة ما سبق المولد الأنتخابي من ارهاصات، بلغ العديد منها درجة الضرب تحت الحزام بين بعض المتنافسين، مع تصاعد حمى الشائعات وتبادل الأتهامات على خلفية ما حدث من أزمة حول مسائل التثنيات والترشيحات وغيرها من التفاصيل، التي كادت تدفع بسببها الكرة العراقية أثمانا باهظة على شتى الأصعدة. وما عزز النجاح الكبير لهذه الأنتخابات ذلك الحضور الرسمي والأعلامي الكبير، أضافة الى ممثل الأتحاد الدولي - فيفا - الصديق منعم فاخوري، حيث عزز الحضور من هيبة الأنتخابات التي برغم كل الأجواء المشحونة التي سبقتها قد سارت بأنسيابية عالية، وسط تنافس مثير وساخن أستحق فيه الفائزون التهاني والتبريكات، وتلقى الخاسرون كلمات الثناء على الروح الرياضية العالية. واللافت في هذه الأنتخابات التي جرت وقائعها في ظل ترتيبات تنظيمية ناجحة، انها شهدت تنافسا كبيرا على مقاعد العضوية عندما رشح 21 شخصا من الهيئة العامة، مثلما أن العمر الزمني الذي أمتدت فيه الأنتخابات والذي قارب من الأربع ساعات، برغم كثرة المرشحين وما أستغرقته العملية الأنتخابية من وقت يؤشران سخونة الحدث برغم كونه أمرا معتادا في كل مولد أنتخابي لأتحاد اللعبة.
ولاشك أن ما حدث في مسيرة الأعوام الأخيرة للكرة العراقية سواء في خانة الأيجابيات أو السلبيات هو مسؤولية جميع من عمل في الأتحاد السابق، ويجب عدم تحميل طرف هذه المسؤولية وتبرئة الاخر، لكن المهم ومع أسدال الستارة على ما حدث في الأمس هو أن يرتقي الأخوة في مجلس ادارة الأتحاد الجديد خلال المدة التي تمتد فيها دورة عملهم الى مستوى الثقة والامال المعقودة عليهم في تصحيح المسارات الخاطئة، ووضع الأسس القوية لحاضر ومستقبل الكرة العراقية، وتنفيذ ما وعدوا به من مشروع انقاذ وبرنامج عمل يتطلب استثمار الجهد والزمن في أفضل صورة، عبر الأستعانة بأهل الخبرة والكفاءة والعلم الأكاديمي، ووضع أولويات عمل على وفق أجندة تحوي كل المفردات التي تستدعي التصحيح والتعديل، واعادة النظر سواء ما يتعلق منها بالمسابقات أو المنتخبات وبقية الشؤون الداخلية، كما يجب تكملة الطريق في السعي نحو ايجاد المنافذ والسبل المؤدية الى رفع الحظر الكامل عن الكرة العراقية، وانهاء ملف الحرمان والعقوبات مثلما تستدعي الحاجة الى الأسراع في انجاز سلة الأصلاحات التنظيمية بكل ما تتضمنه من برنامج عمل يكون بمثابة دستور دائم لمسيرة الاتحاد، بما في ذلك إعادة توصيف الهيئة العامة وأستيعابها الكفاءات والخبرات الوطنية.
وفي الوقت الذي نجدد التهاني والتبريكات لمن فاز وأحرز ثقة الناخبين، والتمني بحظ سعيد لمن خسر، فأن واجبنا كأعلام رياضي سيكون الوقوف مع اتحاد الكرة في مهمته الصعبة ومسؤوليته الجسيمة، وسنكون للجميع خير عون ومرشد ليس مجاملة أو تلميعا، بل كشفا للحساب وتأشيرا للأخطاء وتعضيدا للايجابيات، وكلنا ثقة وتفاؤل بان أسرة اتحاد الكرة الجديد ستكون جديرة بالثقة.. ومن الله التوفيق.

السطر الأخير
** هناك أموات لم تمت كلماتهم, وهناك أحياء لم نسمع لهم صوتا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد جاسم

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/03



كتابة تعليق لموضوع : كرتنا .. مابعد الإنتخابات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net