حملت جنازة عقلي معي
جاسم الصحيح


حملـتُ جنـازةَ عقلـي معـي وجِئْتُـكَ فـي عاشـقٍ لا يعـي
أحسُّـكَ ميـزانَ مـا أدَّعـيـهِ إذا كـان فـي الله مـا أدَّعـي
أقيـسُ بِحُبِّـكَ حجـمَ اليقـيـنِ فحُبُّـكَ فيمـا أرى مرجـعـي
خلعتُ الأساطيـرَ عنِّـي سـوى أساطيـرِ عشقِـكَ لـم أخـلـعِ
وغصتُ بِجرحكَ حيث الشموسُ تهـرولُ فـي ذلـك المطـلـعِ
وحيث (المثلَّثُ) شـقَّ الطريـقَ أمامـي إلـى العالَـمِ الأرفـعِ
وعلَّمَنـي أن عشـقَ (الحسيـنِ) انكشافٌ علـى شفـرةِ المبضـعِ
فعَرَّيْتُ روحي أمـام السيـوفِ التـي التَهَمَتْـكَ ولـم تشـبـعِ
وآمنتُ بالعشـقِ نبـعَ الجنـونِ فقد بَـرِئَ العشـقُ مِمَّـنْ يَعـي
وجئتُكَ فـي نشـوةِ اللاَّعقـولِ أجـرُّ جنـازةَ عقلـي مـعـي!
أتيتُـكَ أفتـلُ حبـلَ الـسـؤالِِ متى ضَمَّك العشقُ في أضلعـي؟
عَرَفْتُكَ في (الطَّلقِ) جسرَ العبورِ مـن الرَّحْـمِ للعالَـمِ الأوسـعِ
ووَالِدَتي بِـكَ تحـدو المخـاضَ علـى هـودج الأَلَـمِ المُمْـتِـعِ
وقد سِـرْتَ بِـي للهوى قبلمـا يسيرُ بِـيَ الجـوعُ للمرضَـعِ..
لَمَسْتُكَ في المهـدِ دفءَ الحنـانِ علـى ثـوبِ أُمِّـيَ ، والملفـعِ
وفي الرضعةِ البِكْرِ أنتَ الـذي تَقاَطَـرْتَ فـي اللَّبَـنِ المُوجَـعِ
وقبل الرضاعةِ.. قبل الحليـبِ.. تَقاطَـرَ إِسْمُـكَ فـي مَسْمَعـي
فأَشْرَقْتَ في جوهـري ساطعـاً بِما شَـعَّ مـن سِـرِّكَ المـودعِ
بكيتُـكَ حتَّـى غسلـتُ القِمـاطَ على ضِفَّتَيْ جُرْحِـكَ المُشْـرَعِ
وما كنتُ أبكيـكَ لـو لـم تَكُـنْ دمـاؤُكَ قـد أيقظَـتْ أدمعـي
كَبُرْتُ أنـا.. والبكـاءُ الصغيـرُ يكبـرُ عبـر الليالـي مـعـي
ولم يبقَ في حجـمِ ذاك البكـاءِ مَصَـبٌّ يلـوذُ بــهِ منبـعـي
أنا دمعـةٌ عُمْرُهـا (أربعـونَ) جحيمـاً مـن الأَلـمَِ المُـتْـرَعِ
هنا في دمي بَـدَأَتْ (كربـلاءُ) و تَمَّتْ إلـى آخِـرِ المصـرعِ
كأنّـكَ يـومَ أردتَ الـخـروجَ عبرتَ الطريقَ علـى أَضْلُعـي
ويومَ انْحَنَىَ بِـكَ متـنُ الجـوادِ سَقَطْتَ ولكـنْ علـى أَذْرُعـي
ويـومَ تَوَزَّعْـتَ بيـن الرمـاحِ جَمَعْتُـكَ فـي قلبـيَ المُـولَـعِ
فيـا حـاديـاً دورانَ الإبــاءِ علـى محـورِ العالَـمِ الطيِّـعِ
كفـرتُ بكـلِّ الجـذورِ التـي أصابَتْـكَ رِيًّـا ولــم تُـفْـرِعِ
أَلَسْـتَ أبـا المنجبيـنَ الأُبــاةِ إذا انْتَسَـبَ العُـقْـمُ للخُـنَّـعِ!
وذكراكَ فـي نُطَـفِ الثائريـنَ تهـزُّ الفحولـةَ فـي المضجـعِ
تُطِلُّ على خاطـري (كربـلاءُ) فتختصرُ الكـونَ فـي موضـعِ
هنا حينمـا انتفـضَ الأُقحـوانُ و ثـار علـى التُربـةِ البلـقـعِ
هنا كنتَ أنـتَ تمـطُّ الجهـاتِ و تنمـو بأبعـادِهـا الأربــعِ
وتحنو على النهرِ.. نهرِالحياةِ.. يُحـاصـرُهُ ألــفُ مستنـقـعِ
وحيـن تناثـرَ عِقْـدُ الـرِّفـاقِ فـداءً لـدُرَّتِـهِ الأنـصــعِ
هنا (لَبَّتِ) الريحُ داعي (النفيـرِ) و (حَجَّتْ) إلى الجُثَثِِ الصُّـرَّعِ
فما أَبْصَرَتْ مبدعاً كَ(الحسيـنِ) يخـطُّ الحيـاةَ بـلا إصـبـعِ!
ولا عاشقـاً كَ(أبـي فـاضـلٍ) يجيـدُ العـنـاقَ بــلا أذرعِ!
ولا بطـلاً مثلـمـا (عـابـسٍ) يهـشُّ إذا سـارَ للمـصـرعِ!
هنـا العبقريَّـةُ تلقـي العـنـانَ وتهبـط مـن برجِهـا الأرفـعِ
وينهارُ قصرُ الخيـالِ المهيـبُ علـى حيـرةِ الشاعـرِ المبـدعِ
ذكرتُكَ فانسـابَ جيـدُ الكـلامِ علـى جهـةِ النـشـوةِ الأروعِ
وعاقـرتُ فيـكَ نـداءَ الحيـاةِ إلـى الآنَ ظمـآنَ لـم ينـقـعِ
فما بَرِحَ الصوتُ (هل من مغيث) يدوِّي.. يـدوِّي.. ولـم يُسْمَـعِ
هنا في فمـي نَبَتَـتْ (كربـلاءُ) وأسنانُهـا الشـمُّ لــم تُقـلـعِ
وإصبعُـكَ الحـرُّ لَمَّـا يَــزَلْ يـديـر بأهـدافِـهِ إصبـعـي
فأحشـو قناديـلَ شعـري بمـا تَنَـوَّرَ مـن فتحِـكَ الأنـصـعِ
وباسمِكَ استنهـضُ الذكريـاتِ- الحييَّاتِ مـن عزلـةِ المخـدعِ
لعـلَّ البطولـةَ فـي زَهْـوِهـا بِيَوْمِـكَ ، تأتـي بـلا بـرقـعِ
فأصنـعُ منهـا المعانـي التـي على غيـر كفَّيـكَ لـم تصنـع
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسم الصحيح

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/05



كتابة تعليق لموضوع : حملت جنازة عقلي معي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net