شقّت نافذة الكفن الأبيض.. تنثُر أرض الروح تِبراً ..حاولت ان تهادن الزمن..أوتمسك ببعض الدقائق الهاربة بلا رجعه ولم تُفلح..فآمنت بالحقيقة المرّه.
عاودت النظر اليهِ من ذات النافذة..غازلت قمرها الذي تمدّد على متن الشفق الأحمر العابر الى آخر محطّات النهار ..
مشّطت بهدب عينيها شعره المترامي على كتفيه كالمساء الحزين..وبماء عينيها المالح ملوحة خليج قلبها المحترق عقمت جرحه الذي ما زال حيّا..
قطفت من ثغرهِ الباسم آخر زهرات الربيع ..
ثم أقفلت النافذة.
فَغَرَ المساء فاه ليبتلع آخر شذرات النور المتبقية من عمرها..وبدأ فجرها يختنق،يعاني سكرات الموت..
وعبر ذات النافذة صعدت اليه..تتأبّط جنح أحلام اللقاء..
تعبر درجات من السماء سبعٍ شاهقات..وترتل من الآيات سبع مثان..
فتحت لها أبواب سبع..
مدّ اليه يداهُ..وعبرا الى حيث المروج الخضراء ..ألأكثر اخضرارا من ربيع صِباه..والأكثر اخضرارا من عينيها في ذات صِباً ولّى..
عبرا الى حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت..ولا خطر على قلب بشر..
وأُقفلت خلفهما النافذة المؤدية الى البوابات السبع..في انتظار من يفتحها لينضم الى قافلة العابرين الى هناك... الى حيث!
لا عين رأت
ولا أذن سمعت
ولا خَطر على قلب بشر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat