احزاب السلطة وسلطة الاحزاب...
عبدالاله الشبيبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبدالاله الشبيبي

قبل سقوط النظام البعثي الصدامي الذي جثم على صدر العباد والبلاد سنوات وسنوات وادخلنا في حروب ومتاهات، كُنا نحلم بأمور كثيرة، وسيحدث تغير في حياتنا الخدمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والامنية وسيكون هذا التغيير كبير جداً جداً، اذ يحلق طائر خيالنا بعيداً يجوب الشرق والغرب، مُتمني ان يصبح بلاد ما بين النهرين ــ ارض الخير والسواد ــ كإحدى الدول الاوربية امن وامان واعمار وازدهار يشعر الانسان فيها انه انسان، سيقدم علينا رجال المعارضة من الاحزاب الاسلامية وغيرهم، الذين اجابوا هذه الدول واطلعوا على نظام الحكم هناك واكتسبوا الخبرات، وعند قدومهم سيطبقونها في البلاد، ولإيماننا بانهم رجال اكفاء ومخلصون مؤمنون صائمون مصلون، موالون لـعلي والحسين، ويتسنموا قيادة الامة وينتشلوا الرعية من الفقر والضياع، ويسعدونا ويوفروا كل الاحتياجات والخدمات لنا التي حرمنا منها، ويحققوا العيش الكريم الذي كان شبه معدم لـسنوات وسنوات بان سطوة النظام الديكتاتوري التفردي، لنحيا كما يحيا غيرنا، ويقظوا على البطالة والسكن والفقر والعوز والمرض، ونعيش مُنعمين بالخيرات التي عندنا، مرتاحي البال والضمير...
ولكن خابت كل الظنون والآمال والاحلام، ونكشف زيف شعارهم الكاذب الذي خُدعنا به، وقولهم سنعمل عكس صدام وحزبه الاجرامي الذي كان يطلقونه قبل الحكم عندما كانوا يجتمعون في تلك الدول، وتنقل الاذاعات الاخبارية لقد اجتمعت المعارضة العراقية في الدولة الفلانية وخرجت بمجموعة من التوصيات والاشادات وانهم سيعملون على كذا ويفعلوا كذا!...
ولكنهم ما ان استلموا السلطة والقيادة وتسيدوا العرش ونظروا الى الاموال والخيرات، عملوا على تفتيت ابناء الشعب الى قلائل وتكتلات، كذلك عملوا ما لم يعمله صدام السفاح وحزبه البعثي من قتل ونهب واجرام وسرقة، استحوذوا على الاملاك والعقارات والقصور والاراضي، ليزيدوا في اعداد الفقراء والايتام والجياع والضياع ويجلبوا لنا الارهاب والخراب، وزيادة الديون والحروب... بيضوا وجه صدام الاسود وسودوا وجوههم...
وعليه سيلعنهم الله والناس والتاريخ، وسيكتب عنهم التاريخ والاجيال اسود الصفحات وابشع الحُقب، وامر الحياة التي عشناها في ظلهم وحكمهم وقيادتهم، تبين ان غايتهم في معارضة النظام السابق السعي لتسنم الحكم واحتكار الكرسي ونهب خيرات البلاد، وضياع شعب كامل كان يحلم ان يعيش كما يعيش العالم من حوله، بدولة كريمة امنة مستقرة توفر له ابسط مقومات الحياة الاجتماعية والانسانية وسبل الراحة والكرامة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat