صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

وأخيرا مسكنا الحوت
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعبر الناس عن تذمرهم البالغ من تردي خدمة الأنترنت في العراق، وتكثر الشائعات بهذا الشأن، فمنهم من يقول: إن دلوعة برلمانية لم يعجبها المبلغ المدفوع من مؤسسة معنية بالاأمر للجنة هي عضو فيها فتدخلت سلبا وخربت الملعب.ومنهم من يقول: إن السبب يعود الى خلاف بين هيئة الإعلام والإتصالات، وشركات مسؤولة عن تزويد العراق بالأنترنت. وأنا اقول: عفية أريد انترنت نت لأنه الشيء الجميل الوحيد المتبقي وسط قبح الحياة، وعلى الأقل هو من يمنحنا فرصة للهروب من واقعنا البائس.

آخر الأخبار تشير الى تمكن الجهات المسؤولة من القبض على الحوت الذي عض الكايبل الضوئي الذي ينقل حزم الانترنت عبر البحر الى البر العراقي، وبوسائل تقنية عالية، ودون الحاجة الى شباك صيد، ويبدو من تسريبات عن سفن تجوب البحار إن حسناء من العالم الرقمي تمكنت من تخدير الحوت أثناء علسه للكيبل، وقد نقل الحوت الى مكان إحتجاز لمعرفة دوافعه من وراء علس الكيبل، بينما يجري تحقيق معمق داخل أروقة الحكومة والبرلمان وفي مؤسسات معنية بالإتصالات والأنترنت لمعرفة ماإذا كانت الحركات الماسونية هي المسؤولة عن علس الكيبل العراقي.

المجتمع العراقي يحتفظ بكم هائل من الكآبة، والشعور بالضجر، وهو على عجلة من أمره للتخلص من حجم الأحزان التي تنهش ارواح مواطنيه، ويمكنه إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي للتخفيف من حدة الضجر والإنزعاج، وليس لإختراق حصون الدول العظمى، أو التسلل الى أنظمتها الألكترونية، ولا للسيطرة على الأسواق العالمية التي لانستطيع التنافس معها في شيء على الإطلاقمن واجب وزارة الإتصالات، والجهات الرسمية الكشف عن تفاصيل مايحدث من عوائق تواجه تقديم خدمات الأنترنت لأنها هي المسؤولة بالفعل عن ذلك، والعمل على إرغام شركات تعمل على سرقة المال العام، وإبتزاز المستفيدين من الخدمة، ومحاسبتهم لتكشف مابحوزتها من معلومات متعلقة بالأمر.. فليس من المعقول أن نستمر بتحمل كل هذه العذابات التي تتساقط على رؤوسنا، ومنها الحرمان من الانترنت، وهو الفضاء الوحيد المتبقي لنا لنسبح فيه، ونحلق بعيدا عن همومنا تلك.

ياحوتة يامنحوتة

ردي كيبلنا الغالي

وإنت ياحكومة

عفية رحمي بحالي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/23



كتابة تعليق لموضوع : وأخيرا مسكنا الحوت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net