الشهيد السعيد (كنعان سالم داود العاشور)
يتألق بأمواجه العسجدية أبو الخصيب
،حين يترقرق على صفحاته ضوء اﻷصيل ...
نضدت على جانبيه الباسقات من النخيل ،
لتحي من يقصد الفيحاء بمجدها اﻷثيل ...
_______________
في واحد من بساتين له،عمر بالسدر والأشجار ، شخصت حسينية داود العاشور للأنظار،وقد اعتادت على مدى الأعوام ان تحيي مصائب النبي والآل...سرعان مااجتازت كلمات النداء حدود كربلاء. ..لتدب الحياة في القلوب الحائرة ،وتوقد البأس في النفوس الثائرة..فمن يضحي منهم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضهم فانه يكون شهيدا...كانت تلك بداية لعصر الانتصارات وضعت قواعده فتوى للجهاد ،أصدرها عالم كبير حمل في قلبه السلام وهم اﻹسلام ،وكان صمته أبلغ من أبجديات الكلام ...سرعان مااستجيب نداؤه ،فانبثقت صنوف البشر مصممة على النصر والظفر.
...
والقائد كنعان لم يكن يعزم على أمر ،إلا وقد أسفر عن عز ونصر ...وكان يتوسط أحباءه المجاهدين ف(كنعان)رغم ترف عيشته وماأغدقت من نعم عليه،إلا انه يجد سعادته وسط الفقراء والبسطاء يتنقل بينهم ،ويصغي لبثهم ونجواهم ..
رن الهاتف مجددا ليكون المتصل هذه المره كنعان -أأنت بخير ياعم؟بالسؤال عن عمه (الحاج سامي )ابتدأ كنعان اتصاله من بعد السلام .-الحمدلله وأنت أخبرني ..هل استجد شيء؟-لا..فقط أردت السؤال عنك ...أبي ..أشكرك على كل شيء.أنهى كنعان اتصاله بعمه الذي ناداه (أبي)هذه المرة ،ليترك عمه وقد غلت في قلبه مراجل القلق ..تمنى حينها لو تطوى به اﻷرض ليكون بجنبة كنعان واﻷبطال .......
توسط البدر السماء في الهزيع اﻷول من الليل...هيمن الفحيح في خرائب بيوت الفلوجة المهجورة من ساكنيها ..وعلى الجدران اسند الحاج سالم جذعه ولم يفتأ ينظر الى ولده ....-كنعان ..أانت بخير؟-بل أفضل ماأكون .دنا من والده ...وضع رأسه في حجره ..ماجت الدموع في عينيه ..توسد كفي أبيه ..تأجج اشتياقه لطفله (محمد حسين)..ففي حجر من سيضع رأسه ؟ان مرت عليه لحظات كهذه..
--سيدي ..الساتر اﻷمامي بحاجة لعتاد اكثر ..قائد كنعان هل تسمعني ؟قطع نداء اللاسلكي فيض المشاعر بين الوالد وماولد ،سمع الاثنان النداء..-دعني أوصلها بدلا عنك ..طلب الوالد إيصال العتاد للمجاهدين بدلا عن ولده -لاتقلق ابي سأعود سريعا .قبل كنعان رأس والده وأسرع ليتقدم اﻷبطال ...كادت السماء ان تميد إعظاما لبطولته وهيبته بينهم ..استند الحاج سالم على الجدار مجددا ،هومت عيناه ليرى في عالم آخر ولده كنعان مبتسما واقفا جنبه ..فتح عيناه المثقلتان ..بحث هنا وهناك لا أحد سواه...-يالله..خلته حقيقه ،يبدو اني غفوت .تمتم اﻷب مع نفسه وداخله مشاعر مضطربة ،حث خطاه الى من به الباري حباه..لاح له من بعيد نفر من اﻷبطال ..الجميع هناك ينادي كنعان ..كنعان ..دون وعي نادى معهم كنعان..بأنفاس لاهثة وخطوات متسارعة شق طريقه وسط المجاهدين ،كان قد توسطهم كنعان وقد بلغت روحه التراقي ،ترمل بدم الشهادة ..فبعد ان أوصل لهم العتاد تقدمهم وهم خلفه ،حاول الآخرون منعه من التقدم فالمعركة بحاجته ،إلا ان هناك من ينتظر قدومه ...هي جنة أعدت له فتحت أبوابها بعد إصابته برصاص قناص جبان خشي المواجهة إلا من بعد ...فاستشهد كنعان حين كانت معركة تحرير الفلوجة في العنفوان ،وارتفع الى عليين ليشارك الشهداء والصالحين مقعدهم عند ذي العرش المكين
رحل عنا بتاريخ 2016/5/23
مكان الاستشهاد .قاطع الفلوجة
احد ابطال لواء علي الاكبر(عليه السلام)
(ومنهم من ينتظر )
من اصدارات العتبة الحسينية المقدسة
الجزء الثاني
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat