سكن الإنسان, على الأرض,وتشكلت المجاميع و المجتمعات, وفق روابط عرقية وطبيعية , وتم تقسيمها إلى أوطان, وتكونت الحضارات والتراث, و منها الشعب العراقي,الذي تربطه أواصر العلاقات الإجتماعية والطبيعية والحضارة, بالإضافة لرابطة تراب الوطن المشترك,بين الطوائف والأديان المختلفة,إستطاع الأعداء إختراقها والتفرقة بينها, لإضعاف العراق وتحقيق الأطماع.
أصاب كثير من الدول عصر دبيب البلبلة, و إختلاط الأوراق, و أراد الباري أن نكون في هذا العصر, قدوة المسلمين, و لا نكون غافلين عن دبيبها, فينتشر الأمر, ويعجز المخلصين عن إبعاد شرها, بسبب سوء نوايا الأحزاب السياسية والعصابات التكفيرية, القائمة على نزاعات دائمة, ويكيد بعضها لبعض, على سبيل التسلط بالحكم, و إستلام المناصب .
أنشأت الأحزاب وسائل إعلامية و صحفية خاصة بها, للتشهير بمن يخالفهم,يقلبون الحقائق, وينشرون الكذب, وتقذف ألسنتهم و أقلامهم السم بالحديث, فيحرفون حقائق أعمال غيرهم, إبتغاء مرضاة أصحاب الأمر في الأحزاب, لتجذب الناس إليها, فيتلوثون معهم بالخبث, والحقد الدفين المبرمج, بدوافع الاستعمار.
فرضت علينا المرحلة الراهنة نوع جديد من الإعلام لقنوات مأجورة, ترتدي ثوبا جديدا, وتتظاهر بالبراءة والخشوع, وطلب الخير للناس, والنفع للبلد, وخلالها يدسوا السم رويدا, وساعة بعد ساعة, حتى يستساغ المذاق, ويتخيل لهم الناس يطلبونه, ويجندون لهذا الخبث جمع من الإعلاميين والصحفيين والكتاب المأجورين, اللذين أفسدتهم المدارس الأجنبية .
لم يقف قادة الإسلام مكتوفي الأيدي أمام هذا النشاط السام بل قاموا بجمع شمل العراقيين, وبناء الوحدة الوطنية المتلاحمة, التي تشمل كل الطوائف, و التعدديات القومية والدينية والمذهبية, من خلال المؤتمر الوطني للحوار بين الأديان والمذاهب, تحت شعار (ديننا..وئامنا) حيث إجتمع في قاعه واحده كل العراق, وكان الدافع تحريك الروابط والمشاعر العراقية, لجميع مكونات الشعب للتلاحم, وتكوين مجتمع واحد, والإنتصار على القوى التي تعمل على تمزيقنا, عندما نكون يد واحدة كذلك نداء الجهاد الكفائي الذي جمع كل الاطياف في ساحات المعارك .

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!