صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

لم يبق للقدس إلا الدوق فليد
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تفتحت عيوننا؛ ونحن نشاهد حلقات المسلسل الكارتوني "مغامرات الفضاء"، وتعلقت قلوبنا بذلك البطل الذي لايهزم "الدوق فليد"، القادم من كوكب فيكا وهو يقود مركبته الفضائية كرندايزر، مدافعا عن الأرض من الغزو الفضائي، الذي حاول احتلالها والسيطرة عليها بقيادة فيكا الكبير.

كنا نردد دائما أغنية المسلسل، التي حفظناها عن ظهر قلب : "امض .. تقدم يا دوق فليد، حلق .. حلق يا كريندايزر، البحر والأرض والسماء الزرقاء، والسلام الذي أقسمت بحفظه مع أصحابك، انهض وقاومهم .. بدفاعك الحديدي، حتى لو كانت الأرض كوكبا صغيرا .. فهو كوكب يشع بالعدل والمحبة، احمه وأحفظه .. دافع عنه، كوكب البشرية .. كوكب الجميع"، وكنا نرقص عند كل نصر يحققه كرندايزر، وكأنه أنقذ مزرعتنا من الحرق والتدمير.

لطالما حلمنا أن نصبح أبطالا مثل الدوق ورفاقه، وشجعانا مثل أبطال العرب الذين درسنا عنهم في كتب المدرسة، وكيف فتحوا البلدان حتى وصلوا الى الصين شرقا والأندلس غربا، لكننا لما كبرنا وجدنا أن الجيوش العربية، قد انهزمت من اصغر جيوش العالم لمرات عدة، وأن العرب أصبحوا طرائق قددا، وفلسلطينهم أخذت سبية لم يقدروا على ردها، وصاروا يتهاترون بينهم يكيد بعضهم لبعض يعير احدهم الآخر بجبنه، وجيوشهم صارت تدافع عن عروش السلاطين، بدل كرامة الأمة وأرضها المستباحة، وشكل الطغاة فصائل عسكرية باسم القدس، لقتل شعوبهم وامتهان كرامتهم.

ومضت السنين ومازالت الأناشيد تصدح : " الشعب العربي وين .. وين الملايين "، ذلك الشعب الذي استولت عليه حكام، رهنت أنفسها لمشاريع الاستكبار والتطبيع مع المحتل، مقابل الجلوس على كرسي الحكم وتجويع شعبها، وسلبه حريته وإرادته، ونزع كل القيم الإسلامية والعربية من تفكيره وضميره، فما يكاد يتخلص من حاكم، إلا ويأتي من هو أشد منه عمالة وارتباطا مع المحتل، حتى ملئ اليأس قلوبها، وصارت لاتهتم إن احترقت فلسطين، أم استولت عليها إسرائيل، ولسان حالها :" فللقدس رب يحميه".

هكذا أصبحت فلسطين نسيا منسيا، وتراثا يعلوه الغبار واسطوانة مشروخة لم تعد تعزفها الفرق العربية، واستعيض عنها ب " أرب أيدل " و" أرب كوت تالنت "، وصار المجاهدون العرب وغالبيتهم من الفلسطينيين، يفجرون أجسادهم على أبناء جلدتهم وقوميتهم، في العراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس بدلا عن فلسطين، وتتحالف الجيوش العربية لقتال أبناء اليمن بدلا عن إسرائيل، ولم يعد يستحي الحكام من مصافحة الإسرائيليين وتناول القهوة معهم، والاستجمام في منتجعات حيفا، والمبيت في فنادق تل أبيب.

أبعد كل هذا، نستغرب أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ؟ بل إن الذي نستغربه، هو عدم خروج الحكام العرب الذين يدعون إن القدس مقدسة عندهم، ببيانات التهنئة والتبريكات لإسرائيل على عاصمتها الجديدة !، ويبدو أن العرب سينتظرون الدوق فليد يعود إليهم مع مركبته كريندايزر، ليحرر لهم القدس ويعيد فلسطين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/09



كتابة تعليق لموضوع : لم يبق للقدس إلا الدوق فليد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net