صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الأقوياء ياخذون وياخذون!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأخذ شيمة الأقوياء والعطاء شيمة الضعفاء , فالأقوياء يأخذون ويأخذون بشراهة وإفتراسية مطلقة فالأخذ يزيد الأقوياء قوة والعطاء يزيد الضعفاء ضعفا.

 

وهذا ما يحصل في الواقع التصارعي ما بين القوى الأرضية والأمثلة متكررة عديدة لا تحصى , والأدلة واضحة , فالمجتمعات المتأخرة يستنزفها العطاء , فهي لا تملك القدرة على إيقاف نزيفها ومنع تدفق رحيق الحياة من عروقها , والأقوياء يمتصونها مصا قاسيا.

 

ومجتمعاتنا المبتلاة بالنفط تجيد الهدر المفتوح لعائداته المأخوذة منها مسبقا , من قبل الأقوياء ببرامج ومشاريع تدميرية تستثمر بالأخذ الذي لا يعرف الحدود , وهي تعطي وتعطي حتى تتهالك وتتهاوى وتدوسها سنابك الأقوياء  بعد مسيرة إنهاك مروعة.

 

فالحروب الدائرة في مجتمعات الدول الثرية غايتها الأساسية هو الأخذ , أو سرقة الثروات والإستثمار في بيع ما يدمرها ويؤهلها لمزيد من العطاء , وتحقيق تجفيف عروقها وإسقاطها على قارعة دروب الويلات والتداعيات التصارعية.

 

فهذه المجتمعات تشتري الأسلحة والأعتدة بشراهة غير مسبوقة , وتساهم بدمارات فائقة وإستنزافات دافقة تؤثر على قدرات وعيها وتبصرها وحكمتها , وترمي بها على شفا حفر الوعيد والرعب , مما يؤدي إلى تحقيق ردود الأفعال الإنعكاسية اللازمة لتمرير الخطط والمشاريع (الأخذوية) من الأخذ الأخاذة.

 

وهكذا فأن المجتمعات الحلوبة تتدحرج إلى وديان الضعف والخسران , والأقوياء يدفعونها ويفترسونها بإرادة تعبوية صالحة لتوفير المسوغات الكثيرة للأخذ الفتاك.

 

ولا يمكن لمجتمعات مدرارة مهدارة أن تتواصل في العطاء , لأن النضوب سيكون حتميا والمصير قاتما  ومأساويا , فهي لا تعرف آليات الأخذ ومأسورة  بآليات العطاء المجردة من الرحمة والرأفة , فهي إرادات متوحشة متأسدة تحسب الهدف فريسة شهية  عليها أن تأكله حتى نخاع العظم!!

 

 فهل أدركنا كيف يتحقق التوازن بمعادلة الأخذ والعطاء؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/23



كتابة تعليق لموضوع : الأقوياء ياخذون وياخذون!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net