صفحة الكاتب : يحيى غازي الاميري

مُبْعَدٌ في البَردِ
يحيى غازي الاميري

هجومُ حَشْودِ الرزايا

يفجّرُ براكينَ الشَجنْ

ليةَ أمسِ أستقرَّ

فِي رأسي الأرقْ

عينايَّ حزينتانِ

وهما تُنصتان،

وتنظرانِ بقلقٍ

إلى زمجرةِ الريحِ العاتيّةِ

والمطرُ المجنونُ

 يُطيحُ بالرطبِ النضيدِ

من نخلاتِ أُمّي الغافيّة

فوقَ بساتين الحُبِّ  والحنين

طارتْ روحي بلَهْفَةٍ لتُمسِك

حَبّةً من التمرِ

ولتقبّلَّ عيونَ

حماماتٍ تلوذُ خائفة ً

بينَ سَعَفِ النخلِ.

أدركني الوقت مسرعاً.

شَهْرٌ ونُصف قَد مَضَّى

وعَصفَ بي شَوق و هَمٌ لما

يَنتظرني  فِي  غُربَتي

بعدَ ساعات سأغادر

دارَنا

كي أعود

                                                            لدارِ مَهجَري الجَديد                                 

فِي أقصى حدودِ البردِ،

قَلبي يعصرهُ الغَضب

كمنْ أَلمَّ بهِ الخَطْب

ولمْ أستطعْ أن اخمدَ ناراً

 امتدتْ بينَ الحَطب

فزادَ موقدُ أحزاني غضبا

*****

كنتُ أرنو برَهْبَة ٍ في عُمقِ عَينيها

 العسليتين وقَد غشاهما الهمُّ و التعب ؛

فما عادتْ ترى مما تعاني من وَصَبْ

 وامتَدتْ يديَ

  ألمسُ

 يَديها الواهنتين وما أصابهما

من عطبْ

وأهمُ بتقبيلِ وجنتيها ورأسها

لكن تكورتْ دمعتان كبيرتان

في مقلتي،

وأخرسَّ صوتي.

فجاءني صوتُ أُمّي

متهدجاً باكياً مستغيثاً

 ( تَمهلْ يا ولدي لا تودعني، تَمهلْ يابني

 لا تقبلني، لا لا تَبعدْ

وتَسحبُ من تجاويفِ القلبِ نفساً عميقاً

وبصوتٍ واهنٍ تحدثني:

أني بحاجةٍ إليك يا يحيى ، أبْقَ مَعِيّ ، هذهِ أخرُ أنفاسي

فما عهدتُ قلبكَ حجراً قاسياً)

 وغَطتْ دموعها رأسي.

لكمْ خجلتُ من نفسيِ

بكيتُ، واِنهارتْ دموعي

كاندفاع المياهِ من السـَّـــدِ

ففقتُ من صدمَتي

بعدما الدمعُ

نضبْ

فخرجتُ من الدارِ مكسورَ الفؤادِ.

حزيناً، مهموماً، مخذولاً

أتَعثرُ بخُطايّ

لا أعرفُ هلْ أحثُ الخُطى أمْ أَسيرُ على مهلِ؛

 لأبحث عن جوابٍ شافٍ؟

هلْ أعود لحضنها الدافي

أَمْ الغربةُ باتَتْ قَدَري

وبها قَدْ يَموتُ إحساسي؟

 

كتبت في مالمو 04-11-2017

 

معاني بعض المفردات التي جاءت بالنص:

 

خَطْب: مكروه؛ الجمع :خُطُوبٌ

الوَصَب: الوجع والمرض ، التعب والفتور في البدن؛ الجمع: أَوصابٌ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غازي الاميري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/04



كتابة تعليق لموضوع : مُبْعَدٌ في البَردِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net