لايلبث اي فنان ان يقيم حواره الثقافي في تعامله مع العمل النحتي اذ ينفض غبار خامته فيشكلها في ايقاع فني اقرب الى الموسيقى بل ويجنسه في محور شكلي يتسم بطافة وجوده واخر يتسم بطاقته الوافرة بنضوج هيأته من جانب المغزى, اذ يذهب (الرمو ) بالاحاطة في فنون صناعة منتجه الى مديات جمة حتى الذي لايغيب عن ناظريه وعشاقه كما وانه يبدي اللعب على اوتار كيتاره بحرية عالية , في تقديمه سلسلة الاحتراف والقدرة بتطويع الخامة النحتية على تنوعها (زجاج , بلاستك , حجر , معدن....) وتحدي لعبة المنطق في اظهار هيبة الاحتراف بعد تقصي تقنيات التعبير والاعتراف بقوانين الفعل الخلاق على اساس استخدام اللاوعي المثمر , ربما حينما يشكل خامته ويرسم بطريقة ولادة منتجه الفني ويعنى في الدخول الى معترك الحرية واية حرية ؟ قد الهمها اطلاعه على مدارس الفن الحديث في معاصرته لها كالدادائية في نشدانها التلقائية وعدم الترابط والتناقض والتعبير عن خلجات الذات في فوضويتها لامر غامض يمكن ان يفسر على انه صيغة عدائية للنزعة الانسانية او هجوم ساخر وظهر ذلك بتوليفات قصصه القصيرة وانفعالاته عبر التأسي بوطنه (سوريا) , ذاكرين وقع الدادائية ابان الحرب العالمية الاولى مع دوشامب في الجيوكندا الرجل وكذلك النافورة وغيرها , وذهب (الرمو )ايضا الى نشدان المستقبلية من خلال تجريدها الفن من قيمته الجمالية بعد سعيها الى رفع الحدود بين الفنون وتخطي طبيعتها النوعية بعد تحطيمها للشكل والكشف عن طاقته في الحركة وتمديده واستخدام اللا منطق كتقنية تأثير حسي مباشر بدلا من الايحاء وذهب ايضا الى السوريالية كنظام تعبير وانه الواقع الحقيقي في غوص النفس بعد تشابك الواقع الواعي بمعطياته في محاولة الفنان الى قراءة ذاته بواسطة الرموز الكتلية ذات الدلالات واشكاله هي احلامه اذ لايمكننا ان نخوض بخواص وسمات كل مدرسة وانشاء مناطق تجاورات اعمال (الرمو ) لتلك التي اوجدتها المدارس الفنية الحديثة الا ان الغالب المنظور اوجد قابليته العالية في اللعب بمخياله وجهوزيته التي لاتنفك ان تبارح عمله في القصة الساخرة وتراجيديا الالم ( تراب في الدم , سبابة جاري , النهر يذبح مرتين , البطاطا الانتخابية وغيرها ) وكذلك بنية اشكاله (الاتكاء , الكتل المسمطة , الان هنا , فانتازيا , كلنا وغيرها ) كما ويشكل وجع الهجرة والابتعاد عن الوطن الام الم الحرقة والفرقة ويظهر ذلك في قطيع يصطف على خط افقي لمجموعة خراف وتعليق (انا الثاني الى اليمين ) او ملابس ملونة شرت على حبل وداعبها رفيف هواء , او حتى تلك الاختيارات الصعبة لاقامة معارضه في (الفركونه الخربانة ) هكذا يظهر (الرمو ) كاتبا ورساما ونحاتا يتحدى زمنه وزمن اقرانه واماكن اقامته وانجراره لذكرياته التي تأبى نسيانه , هكذا يبدء توثيق الحدث عبر مخيالاته في اختياراته لا اختيارات غيره في تبني رائعة الالم عنوانا للتهكم والسخرية ونضوج ثمار عمله المفاهيمي النحتي .
كما يشكل المكان كما الزمان نقطة انطلاق لاتغيب ولن يغيبها (موسى) وكلنا يدرك ان الحس الفني لديه كما العمل الفني يقترب ويبتعد من خلال نهج الفنان ومريديه ,في جعل الماكنة والالات بحركتها المستمرة الشكل النموذجي للجمالية الحديثة فهو يشكل نماذجه من الماكنات العاطلة والاسلاك المبتذلة بعد ان ينمقها ويلونها ويركبها في فكرة وموضوع وتعبير اي بوجود ثلاثية للفن تقوم على الارجح بعيدة عن التقليد قريبة من التجديد تعتمد في انظمتها على البناء لا الهدم كما في اللاوعي والسوريالية , اي انبثاق محاولات ناضجة في توظيف الواقع الباطني وتفريغه , ونجده يزخر ويمتلىء في معارضه ومكنوناته بالعالم الخارجي من خلال التوفيق في التركيز على احلام اليقظة وقيادتها لاستقطاب الرؤى العلمية والفنية في العمل الفني مفاهيميا وخياليا.ولعلنا نجاور اعماله كحاملة القناني للفنان دوشامب تجاور (عجلة هوائية بخمسة مقاود ,)و(مسحقة الشكولاه تجاور مبولة دوشامب )(وماكنة تدور بسرعة تجاور (اليسكليت في وجود مقعده او مدوسة القدم) هكذا تبين ان للعدمية دورها في حياة (الرمو ) من خلال1. نتاج السخط 2. الغاء فكرة المستقبل 3.الذاكرة 4.الغاء المنطق)ابان ثقبها او شقها وفق ملامس خشنة وناعمة جاعلا من التسطيح انموذج شكلي يرتقي نحو الهوغوبالية نسبة الى الفنان (هوغابال )وهو ما ذهب اليه الفنان في تجزءة الكتلة النحتية)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat