ماجد الكعبي أنصفته المحكمة... لما لم ينصفه الإعلام!!
صلاح بصيص
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صلاح بصيص

ماجد الكعبي صحفي، لم يسبح ضد التيار، ساند الحكومة بجميع مؤسساتها، مارس الغربة بمراحلها، الخارجية والداخلية، غربة امتدت ربع قرن قارع فيها نظاما شموليا مقيتا، بعد ان تنكرت له الأرض كما تنكرت للكثير من ابناءها ابان حكم المقبور، عاد من غربته يحمل عبء سنين مرة، مثقل بهموم لا حد لها ولا نهاية، يحدوه الأمل بان موعد الهموم أزف، وحان وقت رحيله، وسيكون هناك وطن يحتضنه بلهفة وشوق، سماء وارض وماء وبيت، جميعها ستفتح له الأذرع، سيفارق الجوع والحرمان... بخ بخ لك يا ماجد... بخ لك يا كعبي ستصبح من اصحاب النفوذ والسلطة كما هم اقرانك اليوم، فلان الوزير، وفلان المدير العام، وفلان عضو مجلس النواب، وفلان وفلان وفلان... بعد حين نفاجأ بأن ماجدا هذا يقبع داخل كوخ بعيد عن الخارطة، ولأنه ولد حرا وفارق العراق باحثا عن الحرية وتحمل ما تحمل لكي لا يكون عبدا رخيصا يباع في سوق النخاسين واسواق الانظمة المستبدة، لانه بمقاييس الجهاد، مجاهد، وبمقايس الوطن مواطن عراقي، يريد ان يعيش، يملك كل مقومات العيش، ولكنه ميت في جسد متحرك... ولأنه صحفي وكاتب اراد ان يمارس دوره حاله حال جميع الكتاب، الذين لا يتميزون بفضل سوا ان لهم ظهورا قوية، اما ماجد فمكشوف الظهر يمتلك مقومات النقد الهجومية، ولكن دفاعاته غير محصنة، وغير محمية، والدليل انه لمجرد مساسه بهم معاش وواقع مفروض يحيط بجهة معينة وهيئة اراد لها الكعبي ان تمارس عملها بصدق وان يكون لها دور مؤثر وواضح في المجتمع، تعرض الى مواجهة المحاكم ومطالبته بدفع ملياري دينار لانه تسبب بالحاق ضرر معنوي اصاب رئيس هيئة الحج والعمرة، حال قراءة المقال ، سبب الخلاف..؟؟ وبعد كل ما تحمل الكعبي وما عانى ويعاني وبما يحمل ويحيط به من هموم ومشاكل وصلت حد صلعته، يقاضى في محاكم النشر والاعلام بسبب مادة نشرت له في احدى الصحف المحلية، واذا بهيئة الحج والعمرة الطرف المشتكي، تطالب الكعبي بتعويض مادي كبير، بسبب حقائق ذكرت في المقال المنشور... وما لفت انتباهي ان المحكمة بعد ان برئت ساحة الكعبي من التهم التي الحقها به محامي المدعى، واعتبرت الكعبي بريء من كل ما ذكر كان حريا بالصحف المحلية والقنوات الفضائية العراقية، الالتزام بالمهنية الاخلاقية،على الأقل، وليس من باب رفع الحيف عن زميل كاد ان يتعرض الى السجن او الغرامة، ان تنشر هذا الخبر وتذيعه وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروئة، ولكني فوجئت بان الخبر مر كأن لم يكن وذلك لاسباب واضحة ومعروفة، فالجميع تربطه وشائج عتيدة وعتيقة في الهيئة ولا احد يريد ان تعكر صفو العلاقة بسبب صحفي مثل ماجد الكعبي... جميعنا يتذكر الصحفي المصري ابراهيم عيسى وعلاقته المتوترة مع الحكومة السابقة، حكومة حسني مبارك، وكيف وصل الصراع الى اوجه حينما نشر خبر مرض الرئيس المصري المخلوع انذاك، جميعنا نتذكر ان الاعلام المصري انشق لفريقين، ضد ومع، من كان في خانة الـ(مع) هو الاعلام الحر الديمقراطي النزيه، وفي خانة الـ(ضد) اعلام الحكومة الذي يعتاش على فتاتها، وعلى هذا نقس قضية ماجد الكعبي وتنصل الاعلام عن ذكر مظلوميته...لم ينتصر ماجد الكعبي، حتى بعد ان ردت المحكمة الدعوى المرفوعة ضده، بل خسر الكثير، ماجد من تعرض فعلا الى الضرر المعنوي المباشر، والمادي كذلك، فلو سمح لي لذكرت لكم اسماء الاشخاص الذين يقترض ماجد منهم المال ليذهب الى بغداد لحضور جلسات المحاكمة... يا هيئة الحج والعمرة اتعلمون بان الكعبي الذي كنتم تطالبونه بالمليارات يأخذ ثمن اجرة النقل ويأتي الى بغداد من اصدقائه لغرض حضور جلسات المحكمةّ!!! ناهيك عن التفكير المستمر والقلق من مستقبل مجهول.اعتذر من الزميل الكعبي لذكري هذا الموضوع، ولكني وددت ان افهم الطرف المقابل واذكرهم بوقوفهم امام الله، انا لست قاضيا، ولا مدافعا عن حقوق الانسان، ولكني اذكركم بان القضية انتهت، وان هناك شخصا استبيحت حرمته، وأثرتم فيه ايما اثر، فماذا انتم فاعلون...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat