إنني كتبت كل هذه السطور ،وكل هذه الأحرف الشاحبة تارة وتارة أخرى النابضة بالحياة كتبتها لأخفي جزء مني داخل صندوق الورق ...
هذه أول سطوري أكتبها لك بعد صيامي الكتابي منذ قرابة ثلاثين يوماً منذ آخر رسالة بعثتها لك ..لا تتخيل من أين أحدثك الآن ؟ أحاول أن أرسل لك أكثر من الكلمات وأعمق من أبجدية اللغة ..
أشعر إنك كالأمس لن تعود مرة أخرى......
الاربعاء لا شيء لازلت عالقة في محطة سطورك ؛وحديثك الذي أعيد قراءة تلك الكلمات كلمة كلمة
لم أكن أتوقع أن يأتي اليوم الذي أتحدث فيه عنك ...
السماء ملبدة بالغيوم الرمادية ،والرياح تنقر شيء فشيء على النوافذ لعلها سوف تمطر اليوم ...
يالها من ستين دقيقة عشتها وكأنها الحلم، هل تصدق لم أتمكن من النوم ليلة البارحة؟! كنت أعيد في مخيلتي شريط تلك الدقائق بكل تفاصيلها التي عشتها،
احترس من تلك الغربان التي تحلق فوقك بصوتها المرعب
ترددت كثيراً قبل كتابة هذه السطور ...لم أستطع جر أحرف اللغة من الكساد الكتابي الذي أطاح بي منذ ثلاثة أيام ونبض
آلمني حين علمت بأنك تعرضت لوعكة صحية افقدتك القدرة على الكتابة...
رغم كل هذا الطوفان الكتابي في داخلي إلا إنني أقف عاجزة على أن أحرك قلمي على الورق وكأنه يسير على الصخور النارية...
أتساءل ذات نهار عندما لمحت ورقة برتقال تتدحرج بإتجاه بركة حبر على الجانب الآخر من كومة الكتب
عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب الآخر من المنعطف المقابل للمدينة على ناصية الرصيف الورقي
أبوح لك بأمر ونحن في منتصف فصل شتائي يشتد برودة كلما بسط حضوره في مسام الورق وفي جلدي...
لم أعتد يوماً أن يستمع إلي أحد... ولم أعتد أن أجعل الأبواب مواربة من قبل....
وصلتني رسالتك بعد إنتظارك لحرفي كل هذا الوقت وفي هذا الزحام المكتظ بالأحداث المرهقة....
في هذا اليوم من بدايات تشرين المتقلبه التي تضج بالكثير من الأمنيات أمد نصل قلمي نحو أفق السماء
كتب لي ان أكون ممن يستيقظون هذا اليوم على سطح الكوكب...فماذا أفعل بعد هذا الإستيقاظ المهيب؟