تميّزت مدينة كربلاء المقدسة بكثرة مواكبها الحسينية المنتشرة في أطرافها ومحلاتها القديمة، واكتسبَ
بالرغم من ضخامة الماكنة الاعلامية لأعداء أهل البيت (ع) والتي لا تزالُ تنشرُ سمومَها الفكرية
الجهادُ في سبيل الله تعالى من أفضل القرُبات، ومن أعظم الطاعات، بل هو أفضل ما تقرّب به المتقربون
غني عن القول بأن للوازع الديني أبلغ الأثر في تهذيب النفوس واصلاحها وتنقيتها من أدران الرذيلة،
الدخول في بُنى الموروث الولائي يأخذنا نحو مفهوم الإمتثال الأسمى الذي جسّده أئمةُ الهدى عليهم
السرد سمة من أهم سمات الشعر الحسيني الساعي الى إعطاء المضمون شكلا مناسباً، لتوصيله عبر
كل قراءة انطباعية جادة تنظر الى المنجز المعد للقراءة نظرة تأملية، تبحث من خلالها على بنية المنجز،
يأخذ المسعى الجمالي تفرده في الفن البحثي بما يحمل من كد معرفي مغاير، والمغايرة تعني ايجاد سبل
تقول المستشرقة السوفياتية تمارا الكساندروفنا في كتابها (ألف عام وعام على المسرح العربي)
كتب في احدى مدوناته علمني الحسين عليه السلام ان لا اموت وساعيش بعد موتي الى ابد .،
يتوسع الشعر الحسيني واقعيته الواقع التاريخي مع البحث عن بؤر دلالية تعمل على تعددية الأساليب لتضخيم
يشكل استحضارات التأريخ استلهاما شعوريا يحفز فينا تلقائية التلقي واستيعاب المدون البحثي، وخاصة حين
تساهم تجربة المبدع الحقيقي في دفع القصيدة الى التعلق في ذاكرة القراءة، كي ينمو ويتنامى
تتكونُ عند المبدعين خصوصيات تدوين تدل على إمكانيات التخصص في المنحى المنجز من حيث الفكر
تتوحدُ حيثياتُ واقعة الطف من حيث حداثة المفهوم التضحوي، ومكانة الرموز التي تضيف إلى
تستطيع القصيدة الفاعلة من رسم عوالم بوح يسري عبر موجهات سردية حيث يتم تكامل محوري (اخبار
على الضفة اليسرى لنهر الفرات، وسط المسافة بين ناحية البطحاء ومدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار
بين أنامله ينطلق الطين ليتخذ أشكالا شهدها وعاش بين طيّاتها وجنباتها، فتتلفع الألوان في ظل فرشاته التي