بعد أن عُرف عنه أنَّه وادي الأنبياء و مهدُ الحضارات و ميدانُ العلم والعلماء انتهى به الحال أن يكون
الإنسان في مسيرة تكاملية نحو الأفضل فتراه دائما ينتقل من إشباع حاجة إلى أخرى
لا تتعارض الإنسانية بمفهومها الواسع مع الحب وجدانًا و سلوكًا إن لم نقل أن الإنسانية هي
الإسلام تلك المنظومة الفكرية العظيمة التي يترشح منها كل خير ويفيض عنها كل عطاء ، منظومة تجسد
لايوجد أهم من عقيدة الإنسان وإيمانه بالقنوات التي توصله إلى بر الأمان
في خطبة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ما يتعلق بمنزلة شهر رمضان
القرآن الكريم كتاب الله الخالد الذي لا تنال جوهر معانيه أسمى العقول و لاتدرك مرام مقاصده أوعى القلوب
ليس الجهل حالة إستثنائية في وجود الإنسان إذ هي مما يقتضيه الطبع،
التنوع والاختلاف طبيعةٌ تقتضيها الخِلقة الإنسانية ، فمهما اتفق أثنان في آرائهما
من الوضوحِ بمكان أن تكونَ نمطيةُ الفتوى بما تتضمنهُ من خصائصَ علميةٍ ذات نزعةٍ قدسيةٍ سلاحًا حاسماً
جاءَ بمليء إرادتِه ليختار ، وَعدوهُ بمستقبلٍ واعد ، وبصوتِه الماسي سيعانقُ الحورَ العين وبه تُفتحُ أبوابُ الجنان
يصدر السلوك الواعي عن منظومةٍ معرفيةٍ ممنهجةٍ تجعل صاحبها في مصاف العقلاء ، و لا حاكميةَ لأحدٍ عليه سوى
من المباديء التي يحتكمُ إليها العقلاءُ في تقييم قراراتِهم سلبًا وإيجابًا هي الوسطيةُ والاعتدال ، على اعتبار
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان ترتسمٌ ملامحُ شخصيتِه ومعالمُ هويتِه بين أن يكون قشرياً فارغاً
من الجميل جدا ومن نعم الله سبحانه وتعالى علينا بعد زوال الطاغية أن اتسعت الحركة القرآنية
إذا ما أردتَ أن تعيش بهدوء و سكينة فليس عليك أن تكون ساكتًا إزاء ما حولك فحسب ، وإنما لتحظى بها وتنعم
كثيرةٌ هي تلك النداءات التي تدعو إلى الوحدة ونبذ الفرقة و الانشقاق عن الجماعة ،