السرقة في تحويل الاتصالات من نظام الدقائق الى الثواني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أجبرت لجنة برلمانية شركة آسيا سيل على التحول من نظام الدقائق الى نظام الثواني ابتداءً من 21-8-2011. علما أن المشترك كان مخيراً سابقاً في اختيار أي نظام يرغب (الثواني أو الدقائق). وكان سعر المكالمات بالدقائق كالتالي:
من آسيا الى آسيا 95 ديناراً للدقيقة الواحدة. ومن آسيا الى غيرها 110 دنانير للدقيقة الواحدة.
أما وفق نظام الثواني فالسعر أصبح من آسيا الى آسيا دينارين للثانية الواحدة (أي 120 ديناراً للدقيقة) ومن آسيا الى غيرها 4 دنانير للثانية الواحدة (أي 240 ديناراً للدقيقة).
ولو كان المشتركون يتكلمون غالباً بأقل من دقيقة للنداء ومن آسيا لآسيا فقط لقلنا أن هذا الإجبار البرلماني يصب في مصلحتهم، ولكن الواقع خلاف هذا فالكثير يتكلمون لعدة دقائق والكثير يتكلمون من آسيا لغيرها. وفيما يلي مقارنة تبين ميزات نظام الثواني على نظام الدقائق للاتصالات بين آسيا وآسيا فقط:
... الاتصال اذا كان أقل من 46 ثانية فهو افضل من نظام الدقائق ( وهنا يقطعون 96 ديناراً وليس 92 ديناراً حيث يضيفون اربع دنانير عند الاستقطاع)
اذا كان الاتصال ما بين دقيقة واحدة و(دقيقة و33 ثانية) فهو أفضل من نظام الدقائق.
اذا كان الاتصال ما بين دقيقتين و(دقيقتين و20 ثانية) فهو أفضل من نظام الدقائق.
اذا كان الاتصال ما بين 3 دقائق و(3 دقائق و 8 ثواني) فهو أفضل من نظام الدقائق.
وفيما عدا الفترات التي أدرجناها أعلاه فإن نظام الدقائق هو أفضل، وكلما ازداد عدد دقائق المكالمة زادت الكلفة بصورة كبيرة، فلو كانت مدة المكالمة 10 دقائق فإنه وفق نظام الدقائق تكون الكلفة 950 ديناراً فقط ووفق نظام الثواني تكون 1200 دينار.
ويُلاحظ أن هذه الفترات التي يكون فيها نظام الثواني أفضل هي فترات ضيقة تشكل نسبة صغيرة من مدى المكالمات الفعلي الذي يتكلم به المواطنون.
والكلفة الأكبر ستكون حين الاتصال بين آسيا وغيرها وخاصة اذا طالت مدة المكالمة حيث الثانية بأربعة دنانير.
وادعت شركة آسيا أنه يمكن التحويل الى خط الماس الذي له الميزات التالية كما يقولون:
1- 50% تخفيض بعد الدقيقة الثالثة على شبكة آسياسيل.
2- 50% تخفيض على المكالمات خلال احدى الفترات التالية :
• من الساعة 8 صباحاً الى 11 صباحاً
• أو من الساعة 2 ظهراً الى 5 عصراُ
• أو من الساعة 10 ليلاً الى 1 صباحاً
3- سعر مخفض للاتصال بالشبكات الأخرى 3.5 دينار للثانية .
ولكن كما جربنا لم نتمكن من تحويل خط الدفع المسبق الى هذا الخط اضافة الى أنه لا يحل المشكلة وخاصة مسألة الاتصال مع غير آسيا. ولا أدري ما معنى هذا الخط، فإذا كان نافعا فعلاً فلماذا لا يحولون جميع خطوط الدفع المسبق الى هذا الخط؟ ولماذا لم تُجبر اللجنة البرلمانية شركة آسيا على العمل بهذا الخط لكل المشتركين إذا كانوا حريصين على المواطن؟
وهناك معلومة نُشرت في جريدة الصباح (http://www.alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=11917 ) وغيرها تقول أنه قبل تنفيذ هذا القرار كانت اللجنة التحقيقية بالهواتف النقالة في مجلس النواب قد طالبت بالزام شركات الهاتف النقال العاملة في العراق بدفع نحو ثلاثة مليارات دولار خلال شهر واحد.
وبعد هذا السرد لنا عدة أسئلة:
1- ما الذي دعا اللجنة النيابية الى اجبار الشركة على التحويل الى نظام الثواني خلال هذه الفترة؟ ألا يُعتبر هذا مصادرة لحرية إرادة المواطن في اختيار النظام (بالدقائق أو الثواني) الذي يناسب وضعه؟
2- هل درست هذه اللجنة الجدوى الاقتصادية من هذا التحويل خاصة اذا علمنا أن عدد مشتركي آسيا سيل يبلغ ما يقارب التسعة ملايين مشترك كما تذكر الشركة؟ وما الزيادة التي ستتحملها العائلة العراقية التي لديها عدة خطوط آسيا، وكم ستتتكلف العائلة من المصروفات خلال شهر وخلال سنة؟ وكم ستجني هذه الشركة من أموال الشعب بلا مبرر خلال سنة على الأقل؟
3- ما علاقة قرار اللجنة النيابية هذا مع قرار اجبار الشركات على دفع 3 مليارات خلال شهر؟
4- هل يُلام المواطنون لو اتهموا أعضاء هذه اللجنة بأنهم إما غير مبالين بشعبهم أو أنهم قد قبضوا أجرهم المجزي من هذه الشركة؟
هذا الكلام كان متعلقاً بشركة أسيا سيل أما شركة زين فسعر الثانية من زين الى زين3 دنانير أي حوالي 180 دينار للدقيقة (وأقول "حوالي" لأنه في بعض الحالات كما جربت استقطعوا للثانية الواحدة 3.25 دينار) ومن زين الى آسيا حوالي 4 دنانير للثانية الواحدة.
وهنا هل يمكن القول أن هذا القرار يؤدي الى إجبار المواطن الذي عنده خط آسيا فقط الى اقتناء خط زين أيضاً والعكس صحيح كي يوفر ما أمكنه؟
إننا ندعو إلى إجابة مقنعة من المعنيين أو المطالبة بتصعيد النقد لهذه السرقة الواضحة من أموال الشعب التي لا ندري إلى أي جيب تذهب بالضبط إلى أن يُعاد الاحترام لإرادتنا ولعقولنا بتركنا نختار ما نريد.
أبو الصاحب الشريفي