الثقافة هي اساس الشعوب ، وهي لبنة تكوينية اساسية للتقدم والنهوض ، وتعتبر المقياس الفكري والادبي والاجتماعي للأفراد والمجتمعات ، ولا تقتصر الثقافة على الافكار فقط ، ولكنها تتضمن مفهوم السلوك ايضاً ، وتتميز الثقافة بالعديد من الصفات الانسانية التي يمكن ان تضاف وتضهر على طابع الشخص الواعي والمثقف ، وتفضله وتميزه عن سائر الناس ، وتسهم الثقافة كثيراً في مدى زيادة وعي الافراد والشعوب وتحفيزها نحو النجاح والتميز والابداع ، وهي اداة فعالة جداً لصقل المواهب الفردية وتنميتها ، ولكن ؟
يجب الانتباه على شيء مهم جداً ، عندما تكون الثقافة ثقافة فساد ، بدل ان تكون ثقافة بناء ، وثقافة سرقة قبل ان تكون ثقافة اخلاق ، حيث تكون الاعباء مكلفة جداً اذا ما كانت بهذا الاتجاه
ان الثقافة اساس التقدم والنهوض الفكري والاخلاقي ، وفي نفس الوقت لها اثارها السلبية اذا ما انقلبت رأساً على عقب ، فتصبح اساساً لتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي ، والحاق الضرر الرئيسي بالعملية السياسية التي تكون محور الانطلاق لبدء مسيرة كل عمل نضامي في اروقة الدولة ، فالثقافة السائدة في المجتمعات اما ان تكون مستثمرة ومحفزة ومحط اهتمام لانطلاق مسيرة نجاح ، او تكون ثقافة هدامة كما يصفها محمد الغزالي في تجربته العملية في الثقافة الاستعمارية ، حيث يصفها بأنها تحرص على انشاء اجيال فارغة لا تنطلق من مبدأ ، ولا تنتهي لغاية ، يكفي أن تحركها الغرائز التي تحرك الحيوان ، مع قليل أو كثير من المعارف النظرية ، التي لا تعلو بها همة ، ولا ينتصر بها جبين ، وأغلب شعوب العالم الثالث من هذا النوع
الفساد من اشد الامراض فتكاً ، فهي تأكل الاخضر قبل اليابس ، وقد تكون اشد خطراً من النار التي تحرق بلا وعي وشعور ، كذلك الفساد يستشري ويفتك بدون ادنى وعي او شعور ، او حتى ادنى احساس بالمسؤولية ، ولكن اشعر بالاسف في وقت اصبح الفساد ثقافة مجتمع ، فمن لا يلوحه غبار الفساد يصبح اقل قوة وسلطة ، والعكس صحيح ، حيث اصبحت منابع الفساد هرمية ، تبدأ من الاقوى والاعلى سلطة ، وتهبط للادنى ، وليس بالضرورة ان تكون السلطة اساساً للفساد ، أو ان المسؤولية مرتبطة بالفساد ، فالجشع والطمع عوامل اساسية للفساد والسرقة ، يقول سقراط ان الطمع وحب المزيد من الترف هي العوامل التي تدفع بعض الناس الى التعدي على الجيران واخذ ممتلكاتهم هكذا اصبح بلدي...

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!