للأيام عفة جمال ماضيها ، وتلك الليالي التي نَورَ القمر عتمتها الكحلاء ، كأنه وجهٌ رقيق الملامح ، أنسال شعر ملامحه الفياضة على شفافية الرقة ، وازدهرت كوامنه فأبهج عيوناً تطلعت لرؤياه ...
لم تكن جميع الايام في ماضيي عتيدة وصعبة ومذلة ، كان هناك الامل والاصرار وسيدها القدوة ..
علمني الكثير واهداني اكثر .. علمني المروءة وفهمني العفة وقصَ ليلي من نثار القصص فملئه حكاياتٍ من المعرفة ، فدلني طرقاً جديدة لتفتيت مشكلاتي ..
فكان هو الامل .. الغاية .. العطاء .. الاسوة والقائد ..
كان سيد ايامي وليالي ، حيث ذلك الدرس الذي لازلت التهم من سكره شذاً أبيض ، وحلاوةً ناعمة ، قال : بحلم لا تغضب ، وبحكمة لا تنفعل ، وانتظر الايام فان الله سيرضيك عما قريب ..
شاعرية كلامته ، قتلت ذلك الهيجان ، وأوقفت ذلك البركان ، فثبت لي أُسسٌ اصنع منها يوم جميل ، فالماضي جميل رغم عقده ، رغم تعبه، رغم ما فقدنا خلاله ، رغم الخسائر الفادحة التي لازالت تستقر في جوفِ قلوبنا ، بعيداً في بئر الذكريات المليء بالمواقف ..
كان الكل يساندني يدفعني الى طريقي ، وقدوتي يراقبني يؤازرني ..
فضله لا ينسى ، و نعومةِ يده لازالت تعانق شعري وشاعريتي ، كأنه خمارٌ من خُمرِ النقاء البسني إياه ، ليمنع كل مكروه عني ، كان معلمي وقدوتي ، كان أبي وأمي ، لن أقول أكثر لكنه كل شيء ..
الحلم ، الهدف، الشعور، النجاح، الاندفاع، التركيز، و..و..و..و .. دون توقف لمحصلات الدوافع التي بثها فيَ و التي غيرتني فصنعت مني رجلٌ ذو اعتبار ، و نَمتّ داخلي عفةٌ ناعمةٌ ممنوعةٌ عن كلِ راغبٍ وطامع فخلق التوازن بحبكةٍ وحكمة هكذا يكون عظيم دور القدوةُ في حياتنا..

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!