إلـى ريـحـانـةِ الـرَّسـولِ.. الإمـام الـحـسـيـن (عـلـيـه الـسـلام) فـي ذكـرى مـولـده الـشـريـف
مُـذ قـالَ ربُّـكَ لـلـمـلائِـكـةِ اسـجُـدوا *** *** والأَرضُ تَـعـلَـمُ فـي الـطّـــــــفوفِ سـتُـولَـدُ
مُـذ قـالَ جـبـرائـيلُ: خُـذني سـادِسـاً *** *** تَـحـتَ الـكِـســـــــــاءِ، وقـالَ فـيـــكَ مُـحَـمَّـدُ
أَنـا مِنـكَ أَنـتَـظـرُ الـولادةَ صــابـراً ******* فـإذا سَـقَـطـتَ بـكـربـــــــــــــــــلاءَ، سَـأُولَـدُ
مـازِلـتُ فـي الـصَّـحـراءِ أتـلو غـربَـتـي *** أَتَـرَقَّـــــــــــبُ الأَفـلاكَ كـيـفَ تُـزغـرِدُ
أُصـغـي إلـى الـنَّجـماتِ أَسـمَـعُ هَـمـسَها *** قـالَـتْ هُـنـالِـكَ فـي الـمَـديــــنَـةِ مَـوعِـدُ
يـتَـكَـرَّرُ الـضَّـوءُ الـنَّـبـــــــيُّ بـلـحـظَـةٍ *** عَـن كـلِّ لَـحـظــــاتِ الـوجــــودِ تُـجَـرَّدُ
أَنـا أَسـأَلُ الـلـحـظـــــــاتِ: أَيَّـةَ لـحـظَـةٍ *** يُـصـغـي لَـهـا وجـهُ الـظَّــلامِ.؟ فَـتُـوقَـدُ
هِـيَ لـحـظـةٌ أُخـرى، وَجـــاءَ خِـلالَـهـا *** ضـوءٌ، وديـنٌ لا يـمـــــــــــــــوتُ، وَسَـيِّـدُ
وَبَـقـيـتَ ضـوءاً لا يَـشـيـــبُ، وَنَـخـلَـةً *** تَـلِـدُ الـنّـجـــــــــــومَ، فَـهَـل يَــــضُـمُّـكَ مَـرقَـدُ
أَو تـنـطـفـي، والـرّيـحُ تـعـلَـمُ أَنَّـكَ الـشَّـــــــــــمـسُ الـصَّـبـوحُ بِــغـيـر ضَـوئِـــكَ مـا اهـتـدوا
يـا مَـن عَـرَفـتَ الـحَـرَّ أَيـبَـسَ خَـيـلَـهُـم *** فَـسَـقَـيـتَـهُـم، مـن مـاءِ جـــودِكَ، فـاعـتَـدوا
وَبَـقـيـتَ بـعـدَ الـطَّـفِّ، تَـسـقـي غــابَـةً *** مـن ثـائـريـنَ، عـلـى الـطُّـغـــــــــــــــــاةِ تَـمَـرَّدوا
تَـرَكـوا ثِـيـــابَ الـذُّلِّ قُـربَـكَ وارتـدوا *** مِـن سُـنـدُسٍ واسـتَـبـــــــــرَقٍ واســتُـشـهِـدوا
مَـن وَدَّعـوا الأَطـفـــالَ حـيـنَ تَـأَكَّـدوا *** لاديـنَ يُـعـلِـنُـهُ الـقَـمـيــــــــــــــــــــــــــــــصُ الأَسـوَدُ
لا حـيَّ غـيـرَ اللهِ، جـوفَ قـلــــوبِـهِـم *** وَمِـنَ الـبِـلادِ، فـذا الـعِـــــــــــــــــــــــــراقُ، الأَوحَـدُ
هُـوَ ذا الـحـسـيـنُ الـنَّـهـرُ يُـسـمِـعُ جَـدولاً *** يَـسـقـي الـتُّــــــــــــــــــــــــرابَ الـحُـرَّ، حـيـنَ يُـرَدِّدُ
أَنـا سَـيِّـدُ الأَنـهـــــــــــارِ، أَعـلَـمُ أَنَّـنـي *** لَـنْ أَظـلـمَ الـزَّيـتــــــــــــــــــــــــــــــونَ، حـيـنَ أُسَـيَّـدُ
لَـمْ أَقـطَـعِ الـطُّـرُقـاتِ، أَمـشـي مُـفـرَداً *** أَيَـضـيـعُ فـي الـظُّـلُـمــــــــــــــــــاتِ، ضـوءٌ مُـفـرَدُ
أَهـلـي، وهُـم بـيـتُ الـحَـنـيــنِ، تَـحـمَّـلـوا *** قـبـري بَـعـيـداً فـي الـعـــــــــــــــــــــراقِ، وَأَبـعَـدوا
لَـم يَـنـقِـلـوا قَـبـري، مَـخــافَـةَ سَـلـبِـهِـم *** حـقـلاً تَـدورُ بِـهِ الـمِـيــــــــــــــــــــــــــــاهُ، ويُـحـصَـدُ
أَنـا نَـخـلـةٌ، وجـهـي يَـدور عـلـى الـزَّمـــــــــــــــــــــــــانِ بـنـظـرَةٍ، ولـذاكَ لا أَتَـحَـدَّدُ
أَنـا لَـمْ أَقُـمْ، لـولا الـطُّـغـــــــــاةُ تَـسَـيَّـدوا *** بـاسـمِ الإلـهِ، عـلـى الـحُـفـــــــــــــــــــاةِ، وعَـربَـدوا
أَنَـا مُـذ شَـمَـمــتُ الـرَّبَّ عِـطـراً لـلـجَـمـــــــــــــــــــــــــــــالِ وأَشـتَــهـي، رَبّـي يَـفـوحُ، وَيُـعـبَـدُ
لـولا نـزيــــــــــــــــــفـي كـانَ جَــدّي جـمـرةً *** تـذوي بـكَـفِّ الـحــاكِـمـيــنَ وتـبـرُدُ
لـولا دَمـي.. نَـخْـلـي يَـمـوتُ بـنـبـرَةِ الأحـرارِ، لا يَـبـقـى فـمٌ يـتَـوَعَّـدُ
هـذا هـو الـشَّـجـرُ الـحـسـيـنـيُّ اسـتـظــلَّ بـفـيـئِـهِ، مـن لا يَــذِلُّ ويَـقـعُـدُ
بَـلَـدٌ يُـنـادي يـاحُـسَـينُ سَـيُـوجَـدُ *** فـي كـلَّ مـرحـلـةٍ كَـصَـوتِـكَ يُـولَـدُ