تعلمت من مرجعي
فيما يلي بعض ما شاهدته من سماحة المرجع الأعلى من تربية عملية خلال حضوري مجلس العزاء الذي يقيمه في بيته يوم شهادة الإمام الكاظم عليه السلام :
■ تعلمت أن أتواضع للناس ، فبمجرد أن دخل الناس عليه ، قام مرجعنا المفدى للناس .
■ تعلمت أن لا أبقى أنظر في الوجوه أثناء قراءة المصاب والنعي ، بل أضع يدي على وجهي مطرقاً للأرض ، حيث لم يرفع السيد يده عن وجهه طيلة فترة قراءة العزاء إلا ثلاث مرات وللحضات .
■ تعلمت أن أستحضر حجم المصاب أثناء نعي الخطيب ولا أنشغل بشيء ، وأن من نبكي على مصابه عظيم من العظماء ، وإمام معصوم مفترض الطاعة ، بذل حياته لنفع الأمة ، ومع ذلك فعلوا فيه ما فعلوا ، وهذا ما يتجلى في تأثر السيد وبكائه ، وخلال المجلس لم ينقطع عن البكاء على اختلاف درجاته .
■ تعلمت أن أقتصد ولا أسرف ، حيث تبللت محرمة السيد من الدموع فوضعها في جيبه - وهو درس في التنظيم والترتيب والنظافة - ومد يده الشريفة لعلبلة المحارم فأخذ محرمة فألتفت لأخرى كان قد وضعها جنباً ، فأرجع ما أخذه ، وأستعمل القديمة .
■ تعلمت أن عز الإنسان وشموخه رهن التقوى والعلم ، ولا ربط للأثاث وفخامة المكان ، فأثاث بيت السيد من البساطة بمكان ، لكن يكفيك أن تنظر لوجهه المبارك ، حتى تمتلكك هيبة تهزك من الأعماق ، وكأن انعكاسات التقوى والورع بدت على محياه ، فهو بعلمه وتقواه جعل مختلف الناس على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية يأتون بخدمته .
■ تعلمت أن الصمت خير من الكلام ، وأنه يضفي وقاراً لا يدانيه وقار .
وأكثر ما أسال دموعي هو أن سيدنا المفدى لما رفع يديه بالدعاء في ختام المجلس عندما ذكر الخطيب الشيخ جعفر الدجيلي المجاهدين كان يتمتم بكلمات من الدعاء بكل خشوع ، فهنيئاً لأبطالنا دعاء المرجع لهم .
23 / 4 / 2017
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat