صفحة الكاتب : عمار العامري

باقر الصدر منهجنا للإصلاح
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   يعد السيد محمد باقر الصدر؛ أسطورة العراق في القرن العشرين, كان مفكر وثائر, ومرجع ثوري, من فكره نستلهم عنفوان الثورة, ومن ثورته ننهل الفكر المعطاء, سطر أورع معاني الوطنية, بدفاعه عن العربي والكردي والتركماني معاً، وسجل أنبل صور الذود عن العقيدة الإسلامية, حينما أنبرى مدافعاً عن الشيعي والسني على السواء.
   هز عروش الطغاة في عصر, كان الطاغوت يمثل غاية الظلم والجبروت، عندما قال: "لو كان أصبعي بعثياً لقطعته", وضع الأسس العصرية المجتمعية، بعدما حدد معالم المجتمع الفرعوني، ونظر بالفلسفة الإسلامية, بعدما تمادى أصحاب الفكر الإلحادي اليساري بأفكار, يراد منها انحراف الفكر الإسلامي، رسم الخطوط العامة لسياسات الاقتصاد الإسلامي في كتابه اقتصادنا، بعدما أنقسم العالم إلى معسكرين؛ الاشتراكي الشرقي, والرأسمالي الغربي.
   الشهيد محمد باقر الصدر؛ كان مصنع للرجال الشجعان, في ساحات القتال والجهاد, مثلما كان جامعة خرجت العلماء الأفذاذ, في ميادين العلم والتقوى, إذ لا يمكن أن ننسى مقولته المشهورة بحق شهيد المحراب؛ "العضد المفدى", فكان بحق منار في كل شيء, حتى مَن الله عليه, بأن يكون يوم استشهاده, يوما سقوط الطاغية, ونهاية حكم البعث بالعراق في التاسع من شهر نيسان.
أي بعد أربع وعشرين عاماً على إعدامه، كان يوم للنصر على الظلم والظالمين, وبداية التغيير الحقيقي، لتفتح في العراق أفاق جديدة في التفكير الموضوعي, والتعبير عن الآراء والمطالبة بالحقوق, وأهمها وجود مساحة واسعة من الحرية للمطالبة بالتغيير نحو الأفضل، إذ نستلهم من فكره؛ "أن الجماهير أقوى من الطغاة", مهما تفرعنوا, ولا يمكن أن يحكم العراق من خلال عصابات وجماعات متحزبة.
   اعتمد الحالة الحركية منهج لاستنهاض المجتمع؛ لاسيما الشباب, وغرس فيهم الطاعة والولاء للمرجعية الدينية, وزرع في عقولهم وقلوبهم الاستعداد الكامل, للتضحية من أجل العقيدة والوطن, تجد طلابه المقربين ورفاق دربه علماء مجاهدين, ومشاعل للحركة الإسلامية داخل العراق وخارجه, فمن سار على منهجه؛ لم تجده يهادن أو يطاوع من أجل مصالح ضيقة, وغايات حزبية, إنما منهج الصدر الإصلاح لتحقيق الحكم العادل.
   يوم استشهاده؛ كان انطلاقة حقيقية تأسيس القوى المجاهدة, التي استمرت طيلة عقدين ونيف في مواجهة كل التحديات السياسية والاجتماعية, حمل تلميذه السيد شهيد المحراب لواء الثورة والحركة, وقادة المجتمع العراقي معتمداً على منهج الصدر بالتغيير, بكل طوائفه ومسمياته لخلاص العراق من براثن التسلط والعنجهية, فمنهج الصدر ليس وراثة تورثها آصرة الدم, ولا حزب يرفع صورته, إنما الصدر دستور الدولة العصرية.
   لذا فالاحتفاء باستشهاد السيد محمد باقر الصدر؛ لا ينحصر بتسميات معينة, وايدولوجيا حزبية, إنما العراقيين كافة مدانين بالاحتفاء بذلك اليوم الأغر, كونه يمثل يومياً للتحدي والإصرار والمواجهة, ضد كل عناوين الفساد والتسلط, واستهداف التيار الإسلامي, ومحاولة ركوب الأمواج العاتية, للوصول لغايات غير نبيلة, كما مارسها وصل إليها بعض المتسلقين والانتهازيين.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/08



كتابة تعليق لموضوع : باقر الصدر منهجنا للإصلاح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net