ممثل المرجعية ( الشيخ الكربلائي ): بعض التقاليد العشائرية تتنافي مع الإسلام والقوانين وتهدد التعايش السلمي

 أنتقدت المرجعية الدينية العليا، على لسان ممثلها عبر منبر الجمعة في كربلاء، بعض التقاليد والأعراف العشائرية”، مؤكدة انها “تتنافى مع الشريعة الاسلامية والقوانين”، و”تهدد التعايش السلمي”.

وقال ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، “مما لاشك فيه ان للعشيرة ونظامها وتقاليدها واعرافها دور مهم في الحياة الاجتماعية في العراق وهو دور مهم وفاعل، وكيان العشيرة تمثل الركن الاساسي للمجتمع العراقي وللعشائر الكثير من الصفات الحميدة ولابد من ترسيخها وتدعيمها”.
وأضاف، ان “الكثير من الناس آصبحوا الآن يلجأون الى العشائر في حل نزاعاتهم وأصبح للعشيرة بما لها من أعراف وتقاليد وأحكام دور مهم في حياة المجتمع العراقي وبات دورها أكثر خطورة وحساسية من الماضي”.
واستدرك الشيخ الكربلائي بالقول، “لكن مما يؤسف له بروز ظاهرة شيوع بعض الاعراف والتقاليد والاحكام التي تتنافى مع القواعد الشرعية والضوابط القانونية ما يشكل خطورة في بعض الجوانب الاجتماعية، ومنها التهديد للتعايش السلمي بين افراد المجتمع وعندما تكون هنالك خلافات وصراعات وتحل بالتفاهم والحوار والتصالح، تؤدي الى ان يعيش المجتمع بسلام، ولكن اذا غلب العنف واستعمال بعض الاجراءات الجائرة فهي تهدد هذا التعايش، وقد تؤدي الى وقوع الظلم والجور على بعض افراد المجتمع وقد تقع صدامات بين العشائر”.
وتابع ان “تغليب الفوضى على القانون والشرع من الامور الضارة التي تهدد المجتمع ولابد لنا ان نرصد ما هي هذه التقاليد والأعراف والاحكام السلبية لكي نميزها مع الأعراف الطيبة والحميدة التي تنفع المجتمع”.
وأكد ممثل المرجعية العليا، ان “العشائر تعد مدرسة في الاخلاق والشهامة والدفاع عن المظلوم وإطعام الطعام وحل المشاكل والنزاعات بالطرق المقبولة والسلمية واحلال السلام بين المتنازعين وهي صفات متوارثة عن الأباء والأجداء عبر التاريخ وشكل ذلك أرثاً حضائرياً للعشائر لابد من الحفاظ عليها”.
وبين، ان “من أهم ما تميزت بها العشائر العراقية في مساهمتها بالدفاع عن العراق وآخرها الاستجابة لتلبية فتوى الجهاد الكفائي لحماية الأرض والعرض والمقدسات، وكذلك ثوراتها ضد الأجانب ووقوفها ضد الحكام على الظالمين ولابد من الحفاظ على الامور الايجابية، لذا يجب ان لاتعكر هذه الصفات بعض العادات العشائرية”.
وأشار الشيخ الكربلائي “إذا أرادت العشيرة او أي كيان اجتماعي وحتى الفرد ان يكون له دور إصلاحي لنفسه وللمجتمع لابد ان تعتمد على ثلاثة مبادئ مهمة مستندة الى الضوابط والقواعد المقبولة المسلمة عقلاً وشرعاً”.
وأوضح، ان “المبدأ الاول، هو عدم تجاوز الحدود الشرعية وضوابط أحكام الاسلام، في هذه التقاليد العشائرية، فأن المسلم الصادق في إسلامه عليه ان يلتزم بأداء الصلاة وأركان الإسلام بل عليه ان يلتزم بجميع مبادئ الاسلام في جميع مجالات الحياة ومن ذلك الجانب الاجتماعي لتحقيق العدالة بين الناس ونبعد المجتمع عن التناحر والفوضى والظلم”.
وقال ان “المبدأ الثاني هو رعاية الضوابط القانونية، التي أقرت للمصلحة العامة والمجتمع ووفقاً للمبادئ الصحيحة، ولا يمكن لأي مجتمع ان يتطور ويترقى الا بالالتزام بهذه الضوابط القانونية التي شرعت وأقرت للمصلحة العامة والتخلف عنها تؤدي الى الحصول الى الفوضى،” مؤكدا ان “الالتزام بالضوابط القانونية مهمة في حل النزاعات والخلافات العشائرية”.
ولفت الى “المبدأ الآخر وهو إعتماد منهج التسامح والعفو والتغاضي عن أخطاء الآخرين وعدم الإنقياد للعصبية العشائرية والقبلية ولا تعتمد العنف وسيلة لحل النزاعات والخلافات فالاسلام يرفض الظلم والجور على الفرد والمجتمع، واذا حصلت مشكلة يجب اللجواء الى الحوار ورفض النزاع والعنف الذي يؤدي الى سفك الدماء”.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/07



كتابة تعليق لموضوع : ممثل المرجعية ( الشيخ الكربلائي ): بعض التقاليد العشائرية تتنافي مع الإسلام والقوانين وتهدد التعايش السلمي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net