توضيح هامّ حول كلام الشيخ الوحيد عن قبر الشيخين !
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد
فقد كثر اللغط في بعض الأوساط حول المحاضرة الأخيرة لسماحة المرجع الديني الشيخ وحيد الخراساني حفظه الله، والتي قمنا بنشرها كسائر محاضراته العقائدية التي يلقيها في المناسبات الدينية.
وخرج بعض الاخوة عن الضوابط الشرعية في تعاملهم معها، ولم يراعوا الله عز وجل ولا أوامره ونواهيه، فنسأل الله لهم الهداية والمغفرة، ونتأمل منهم التورع والتدبر والتعقل رحمة وشفقة بأنفسهم.. وأن لا يكونوا أبواقاً لإثارة فتنة في البيت الشيعي وهم يدعون إلى تجنب الفتن بين المسلمين عامة !
ولمساعدتهم في ذلك لا بأس بإيضاح جملة من الأمور إتماماً للحجة:
أولاً: لم يكن الشيخ الوحيد حفظه الله (وهو الورع في الفتيا) في مقام إصدار فتوى ملزمة لمقلديه أو لغيرهم، إنما كان في مقام البحث العلمي من جهة إثبات غصب الأول والثاني لإرث النبي (ص) ومنعهم حق ذريته (ص) في فدك وغيرها، وهذا مما لا خلاف فيه بين الشيعة.
ويترتب على هذا الإثبات أن دفن الرجلين بجنب النبي بإذن عائشة لا يخرج عن عنوان الغصبية إذ لا حق لهما في الدفن بجواره (ص).
وذكر حفظه الله اتفاق الجميع (كحكم فقهي) على كون حكم الدفن الغصبي وجوب الإخراج..
وهنا انتهى كلامه حفظه الله.
وهو لا يخرج كما أسلفنا عن كونه في مقام البحث العلمي والمحاججة.
ولا يصح الادعاء بأنه أفتى بوجوب نبش قبرهما على كل مسلم اليوم لأن مقام الإفتاء يختلف عن مقام البحث العلمي، فقد يجب أمر ما بالعنوان الأولي ثم يحرم بالعنوان الثانوي أو العكس..
ثانياً: تطبيق هذه القاعدة في المورد
إن هذا الإخراج وإن كان حكماً شرعياً فقهياً، إلا أن العناوين الثانوية حاكمة عليه بلا شك، ومنها ما يمكن أن يثيره تطبيق هذا الحكم من آثار على مستوى العالم الإسلامي، فيتوقف فيه رعاية لهذه الأحكام الثانوية، وعلى هذا جرت سيرة أئمتنا عليهم السلام، عندما بينوا حقهم وظلامتهم، لكن لم يقدموا على ما يثير الفتنة ولا أمروا شيعتهم بذلك.
وعليه فإن الشيخ الوحيد كما كافة علماء الإمامية أعزهم الله، ما حادوا عن طريق الأئمة عليهم السلام، ولا أمروا الناس بأي تحرك قد يثير الفتنة ويريق دماء المسلمين.
ويمكن لمن أراد أن تطمئن نفسه أن يتواصل مع مكتب سماحة الشيخ بالطرق المعروفة ويتحقق أن ليس للشيخ الوحيد أي فتوى توجب مثل هذا الحراك.
وإن لم يتمكن بعض الاخوة من إدراك الفرق بين مقام البحث العلمي ومقام الفتوى لعدم اطلاعهم عليهما، فإن السؤال مفتاح المعرفة، ولا حجة لجاهل بمثل هذا الامور في هذا الزمن.
ولا يعقل أن ينصب بعض الاخوة أنفسهم في مقام تعليم العلماء والإفتاء للمراجع بما ينبغي أن يقال وأن لا يقال..
ثالثاً: إن عرض المسألة في سياقها وفهمها على حقيقتها كما ذكرنا ينفي أي احتمال لإذكاء نار الفتنة بين المسلمين، فإن الشيعة عموماً وعلماؤهم خصوصاً هم أكثر الناس حرصاً على مصلحة الإسلام والمسلمين، وهم من تحملوا تبعاً لأئمتهم القتل والتشريد والظلم ووقعت الفتن عليهم يوماً بعد يوماً، وما كانوا سباقين إلا إلى إخماد نار الفتن.
ولا يعقل أن يتهم من يبين ظلامته بإذكاء نار الفتنة بدلاً من الظالمين !
على أن كل ما يبينه الشيعة من ظلامات وقعت على أئمتهم عليهم السلام لا يخرج عن كونه حقاً شرعياً كفله الله تعالى لهم.
وقد قال تعالى في كتابه (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً)
بل إن منع المظلوم من بيان ظلامته واتهامه باثارة الفتنة ببيانها هو من أشد أنواع الظلم وأقبحه..
والحمد لله رب العالمين
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat