صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإنتصار البراغماتي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد سقوط الإتحاد السوفياتي نشرتُ مقالة بعنوان "سقوط النظريات" , وقد ذهبت مع الريح , وكانت تشير إلى أن التطبيق يلد النظرية والنظرية تقتل ذاتها وموضوعها إذا توهمت بتطبيق فحواها.
وفي تعليقه على الرئيس المنتخب قال الرئيس الأمريكي يصفه " بأنه براغماتي وليس آيديولوجي" , أي أنه عملي ويقرن النجاح بالنتائج الربحية والمحصلة النفعية من العمل أو المشروع والبرنامج والتفاعل مع الآخر , فهو لا يملك نظرية للتطبيق وإنما إرادة عملية ذات قدرة على ولادة رؤاها ومعاييرها السلوكية الواضحة الفاعلة في الحياة.
وبإنتخابه تأكد إنتصار البراغماتية وضرورتها لحياة القرن الحادي والعشرين , الذي يشير وبقوة إدراكية ساطعة بأن الآيديولوجيات قد إنتهت , وأن جميع الأنظمة الآيديولوجية ستنتهي مهما حاولت وتوهمت وتطاولت على إرادة هذا القرن العملي , المتفاعل بواقعية ذات نتائج ربحية ومردودات إقتصادية إبتكارية بحتة.
وبإنتخاب رئيس براغماتي فأن الإنسان العادي في المجتمع المتقدم قد إحتاج لربع قرن لوعي حقيقة سقوط النظريات , أما في المجتمعات المتأخرة فأن ذلك ربما يتطلب قرنا بكامله , فما يجري في المجتمعات المتأخرة هو صراع نظريات وآيديولوجيات ما أنزل الله بها من سلطان.
فالواقع المحتدم سواء في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وحتى مصر والسعودية , إنما هو صراع فنائي ما بين النظريات والآيديولوجيات التي لا يعنيها الربح والحياة المعاصرة , بقدر ما تريد فرض إرادتها على الواقع الذي تمحقه وتفني ما فيه.
وبسبب هذه التوجهات الخارجة عن إرادة العصر البراغماتية , فأن البلدان التي تتحقق فيها هذه الصراعات الفنائية تعاني من الخسائر الفادحة على جميع المستويات البشرية والعمرانية والإقتصادية , ويشيع فيها صوت الموت وخطابات النظريات والآيديولوجيات المحقونة بالكلمات البغضاوية المتعفنة في أقبية الكراهية والعدوان المطلق على الآخر.
ولهذا فإن وعي قوانين العصر والتفاعل معها بإدراك واقعي هو الذي يصنع الحياة الأفضل , أما التقوقع في النظريات والآيديولوجيات فأنه يتسبب بتداعيات خطيرة.
وكانت الصين سباقة في هذا الوعي , فطوعت النظريات والآيديولوجيات وجعلتها تتغير وفقا لمعطيات الواقع وتفاعلاته المتجددة , مما أكسبها مهارات عملية إبتكارية تعجز عنها العديد من المجتمعات المأسورة بالنظريات والآيديولوجيات العقيمة.
وعليه فأن المجتمعات المتأخرة لا يمكنها التقدم إن لم تغادر خنادق النظريات وصناديق الآيديولوجيات الظلماء وترى الواقع بعيون العصر وأنواره المتوهجة.
فهل سنتحرر من أصفاد الآيديولوجيات العفنة ونتعلم العملية والربحية الوطنية والإنسانية؟!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/18



كتابة تعليق لموضوع : الإنتصار البراغماتي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net