صفحة الكاتب : عماد كاظم

حرامية آخر زمن
عماد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كان الحرامية في غابر الزمان يعتبرون شجعانا ورجال ليل حيث انهم في كثير من الأحيان يقومون بسرقة الماشية او الأغراض من بيت احدهم بعد تحد معلن لمن يريدون سرقته ليثبتوا رجولتهم وقدرتهم على تنفيذ كلمتهم ، وفي الوقت نفسه فانهم كانوا يعيدون تلك المسروقات الى اصحابها مقابل مبلغ بسيط من المال . وقد سمعنا الكثير من القصص عن " الحرامية " ايام زمان وعن امتناعهم عن السرقة بعد دخولهم الى بيوت الناس لمجرد رؤيتهم لأمرأة ترضع طفلها او ان قلوبهم ترق لحالة اهل الدار المزرية فلا يريدون ان يزيدوا في معاناتهم يعني باختصار ( حرامية شرفاء ) .

وفي زماننا المثقل بالعجائب والغرائب استحوذت على البلاد زمرة من حرامية " عصر العولمة " الذين يأنفون عن سرقة المبالغ الصغيرة أو الدخول الى بيوت الناس لسرقة المال او الأثاث ولم يكن ذلك بسبب الحشمة او الرجولة اوالشهامة لكنه بسبب الجشع وانعدام الضمير الى درجة الصفر ، فهم لا يقتنعون الى بعشرات الملايين من الدولارات على اقل تقدير ولا يقبلون إلا بسرقة شعب كامل دون الالتفات الى من يملك تلك الاموال وعلى من ستصرف !!. والأكثر من ذلك فإن هناك دوافع اخرى غير السرقة تقف وراء افعالهم المشينة تلك ، الا وهي الايغال في ايذاء هذا الشعب المسكين وزيادة في الأذى والمعاناة لأنهم يعلمون ان سرقة تلك الأموال ستجعل الشعب يتلوى تحت وطأة الحر وهو يبحث عن ساعة كهرباء تعطيه نسمة هواء بارد ولا يكاد يحصل عليها الا بشق الانفس ، او يطلب الماء ليغسل جسده المرهق من العمل ليشعر ببعض الراحة فلا يجده .

فلو اجرينا مقارنة بين حرامية ايام زمان وحرامية اليوم لوجدنا ان حرامية ايام زمان كالأنبياء امام حرامية " العهد الجديد " ولا يسعنا الا ان نترحم على ايام زمان وحرامية ايام زمان ، ونلعن هذا الزمن وحرامية هذا الزمن الذين لو فتشت في كل زوايا نفوسهم الشريرة لما وجدت فيها ذرة من الرحمة ولا ذرة من الاخلاق واعتقد ان كتاب " غينيس " لن يتسع للأرقام القياسية التي يحققها حرامية آخر زمن

 

عماد كاظم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/06/15


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : حرامية آخر زمن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net