صفحة الكاتب : عبد الجبار نوري

هلوسات " البوكيمون" /وهوس دواعش السياسة
عبد الجبار نوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

البوكيمون Pokemon go" وهي لعبة مرتبطة بالأنترنيت ، أنتجتها شركة ( نيتندو) اليابانية عام 1995 ، وقد روجت لها اليوم الشركة المتعددة الفروع في العالم ، و وسائل الأعلام والتواصل الأجتماعي وشركات الهاتف النقال المحمول وبتقنيات أجيالٍ متقدمة ، وقد أستحوذت لعبة البوكيمون جو خلال الأيام القليلة على عقول الملايين حول العالم وروادها من الشباب والمراهقين وهم حاملين هواتفهم الذكية وبشكلٍ غير مسبوق ، لذلك حققت مؤسسات الألعاب المعنية باللعبة الوهمية والشركة المطورة لها أرباحا خيالية في عدد مرات التحميل ، ربحت بفضلها 5- 7 مليار دولار في أيام قليلة فقط ومع الشهرة الواسعة التي حققتها اللعبة الجديدة القديمة .

 

قواعد اللعبة --- يقوم اللاعب بمطاردة أحدى شخصيات البوكيمون (الوهمية) الشهيرة على خارطة المكان المنقول مباشرة على شاشة الهاتف النقال المتطوّر ، فيتعقب اللاعب أحداثيات وجود الهدف المتنقل ليطارده كالمهوس في الطرقات ، أو في أرجاء المكان المحيط به ( أنه مزج بين العالمين الواقعي والأفتراضي ) وبالمناسبة نشرها لأول مرّة الجندي الأمريكي الذي أنخرط متطوعا لقتال داعش ( لويس بارك ) عندها تهيء لهُ من مشاهدة العدو الأفتراضي البوكيمون في "تلسقف " فأندفع لصيده .

 

ثمة ظواهر سوسيولوجية جمعية حداثوية معولمة ليست طارئة بل هي حصيلة أجترار أنسان هذا الكوكب تراكمات نفور الحضارات وعمق شقوق الأختلافات التي تتوسع يوما بعد آخر في اللون والعرق والأديان ومعاناة الحروب والكوارث الطبيعية فمن هذا المناخ الخانق والموبوء أخذ يتجه إلى الغيبيات ) فوقع هذا الكائن البشري ضحية هذا الهوس العقلي ليجد متنفسا في اللعبة الوهمية " البوكيمون " ليجد نفسهُ في عالم اللامسؤولية وشيء من العبثية الصبيانية ونسيان هموم متطلبات الحداثة المتعددة وبلا نهاية .

 

فخلاصة القول أنّها فوضى الحضارة وضياع الجيل الجديد بتمسكه بمسلمات غير عقلانية ،رباه --- أية فوارق سايكولوجية وسوسيولوجية وثقافية ووطنية وأخلاقية ؟ بين هذا الجيل الذي لا يميز بين الناقة والبعير وبين جيلنا ( الزمن الجميل ) في الأربعينات والخمسينات والستينات حين كان الواحد منا { ثابت الخطوة يمشي ملكاً } .

 

وللأسف الشديد أن ينتقل هذ المس العقلي إلى الكبار في المشهد السياسي المضطرب في العراق وتجلبب سياسيو السلطة وسياسيو داعش والمتأزمون وطنياً وأخلاقياً بجلباب " البوكيمون " وحينها باع بوصلته الوطنية والأخلاقية في سوق العهر السياسي وأخذ يركض بأتجاه دول الأقليم أعداء المسيرة الديمقراطية الجديدة بدافع وهم سرابي بصيد ( الأقليم الطائفي ) الذي شُبه له بشكل الهدف الأفتراضي ( البوكيمون ) وهنا باع شرفه وشعبه وترابهُ وتجاهل المعطيات السلبية والكارثية (للأقلمة) التي ذُكِرتْ في دستور (بريمر) والتي أراد منها المحتل شق وتمزيق النسيج الأجتماعي العراقي ، وآخرين من دواعش سياسة الفنادق رصدوا ( البوكيمون الأفتراضي ) في واشنطن صاعدين قطاراً أمريكياً بسرعة فائقة أسرع من الضوء ليستجدوا العون من الأجنبي للأحتلال وطنهم ورجعوا خائبين فاشلين منكسي الرأس إلى عمان وأربيل لكونهم لم يحصلوا على الدمية الوهمية ولكنهم حصلوا من المحتل الدعم والأسناد في أثارة الفتن الطائفية والأقتتال وفرهدة المال العام ، والتسقيط السياسي والأجتماعي ، ونزع ورقة التوت بعضهم من بعض ، ونشر الغسيل العفن للسلطات الثلاثة أمام

 

العالم ، وهذا هو فقدان بوصلة المواطنة حين أصبح التجسس شرفا والشرف عيبا و نقصاً حسب فهم الخونة( لنسبية) المرحوم أنشتاين .

 

وأخيرا وأنا أترقب المشهد الأخير من تراجيدية مجلس نوامنا أتقطر عرقاً وخجلاً --- وحضرني قول شريف برلين (هتلر) سألوه: من أحقر الناس في حياتك ؟؟ قال الذين ساعدوني على أحتلال أوطانهم !

 

فسحقاً لمن باع وطنهُ مقابل مال وجاه لن يدوم

 

في العاشر من اغسطس 2016


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الجبار نوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/13



كتابة تعليق لموضوع : هلوسات " البوكيمون" /وهوس دواعش السياسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net