صفحة الكاتب : د . محمد الغريفي

كيف نبني العراق (١)
د . محمد الغريفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يمر العراق اليوم بمحنة عصيبة للغاية تهدد وجوده كبلد عريق له حضارة اكثر من ستة آلاف سنة، عدة مؤتمرات عقدت لتقسيمه ومحو اسمه من الخارطة، آلاف المتفجرات استهدفت الأبرياء من أجل تفكيك وحدة شعبه، ثلث أراضيه تخضع لسيطرة عصابات داعش، استقلال كردستان سياسيا واقتصاديا وقضائيا وثقافيا عن العراق، فشل حكومات متعددة عن خدمة المواطن، فساد اداري كبير في هرم السلطة من القمة وحتى القاعدة، حرمان المواطن من أبسط مقومات الحياة كالماء والكهرباء والأمان والصحة والتعليم .....الخ.
 
لو تسائلنا ما هو السبب الذي أوقع العراق في هذه المحنة؟ لماذا يمر الشعب العراقي بهذه الأزمات؟ أين موضع الخلل؟:
 
١_ هل السبب عامل اقتصادي و العراق تنقصه الموارد الاقتصادية للنمو؟ بالتأكيد ليس هذا السبب بل العراق غني بموارده الاقتصادية.
 
٢_ هل السبب النظام السابق وتهديمه للبنا التحتية والمنشأت الوطنية ؟ لا اعتقد بأن هذا هو السبب الجوهري أنه مر اكثر من ثلاثة عشر سنة على سقوط النظام وهذه المدة كافية لبناء العراق من جديد.
 
٣_ هل السبب هو الاحتلال الامريكي للعراق من خلال تدميره للمؤسسات الوطنية؟ نقول ايضا ليس هذا السبب الحقيقي لأن الاحتلال خرج وسلم السلطة للعراقيين .
 
٤_ هل السبب هو عامل خارجي لوجود دول تتآمر على العراق؟ اقول بأن أطماع دول الجوار في الدولة الضعيفة أمر طبيعي في السياسة الدولية ولكن سؤالنا الحقيقي عن سبب هذا الضعف في ذاتنا الذي جعل دول الجوار تطمع في خيراتنا.
 
٥_ هل السبب في الاحزاب الحاكمة بأنها فاسدة ولا تريد أن تخدم العراق؟ في رأي أغلب الشعب العراقي بأن هذا هو السبب الحقيقي، ولكنني أقول كيف وصلوا هؤلاء للسلطة؟ هل جاءوا بأنقلاب عسكري وسيطروا على الحكم؟ أم جاءوا عن طريق أنتخاب الشعب لهم؟ فاذا السبب الحقيقي ليس في هذه الاحزاب الفاسدة وإنما السبب الحقيقي في غيره.
 
٦_ هل السبب هو الشعب بأعتباره لم ينتخب على أساس الرؤية الصحيحة التي تخدم البلد وإنما انتخب الشعب على أساس القومية والطائفية والعشائرية؟ أعتقد بأن اغلب الشعب العراقي من شماله الى جنوبه أنتخب القوائم التي كان يعتقد بأنها الأفضل ولكن تبين بأنها الأسؤ بأعتبار أن الديمقراطية تجربة حديثة في العراق والشعب العراقي لم يتدرج فيها بشكل طبيعي وإنما فرضت عليه بشكل مفاجئ، في الدستور.
 
وعليه يكون السبب الحقيقي لدمار العراق هو (الدستور) لأنه فرض نظام سياسي بعيد كل البعد عن ثقافة الشعب العراقي، لأنه فتح باب الديمقراطية على مصرعيها من دون خطوط حمر ، ولا سلطة حقيقية تمسك البلد ، ولا رقابة حقيقية على الحكام، ولا استراتيجية مشخصة للسير نحوها. نستطيع ان نقول بضرس قاطع بأنه أسؤ دستور وأسؤ نظام سياسي في بلدان العالم ، جلب كل الويلات للعراق ، ولولا المرجعية الدينية وحكمتها الأبوية لكان الآن العراق في كتب التاريخ، ولكن الحمد لله للعراق رب يحميه.
________________________________________
للموضوع صلة 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . محمد الغريفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/04



كتابة تعليق لموضوع : كيف نبني العراق (١)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net