معركة المَراحيض!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الدنيا عجيبة وفيها من الغرائب ما لا يمكن تصديقه وتخيله , فالواقع البشري إنتصر على جميع خيالات العصور السابقة , وفي بعض المجتمعات هناك معركة حامية الوطيس تتدخل فيها رئاسة الجمهورية , وعلى الرئيس أن يعطي رأيه لأن إستخدام المرحاض من حقوق الإنسان التي لا يجوز المساس بها.
فالإنسان من حقه أن يقضي حاجته في مرحاض نظيف وصحي , وهذا متفق عليه في مجتمعات تجازوت الحاجات الأولية , أما في مجتمعات الويلات والتداعيات فحدث ولا حرج.
والبعض يرى أن تقدم المجتمعات يمكن الإستدلال عليه من نظافة المراحيض , فعندما يكون المرحاض أنظف من المطبخ فأن المجتمع متقدم!!
ومعركة المراحيض المقصودة , أثارتها عجائب بشرية صارت مشروعة ومقبولة ومحمية قانونيا وشرعيا وإجتماعيا وإنسانيا , فإذا كنت مولودا على أنك ذكر , لكنك تشعر بأنك أنثى وعليك أن تغير جنسك , ورغبتك في أن تعيش كأنثى لا تُظاهى , فمن حقك أن تذهب إلى مراحيض النساء في الأماكن العامة , وإذا كنت أنثى وتشعر أن عليك أن تكون ذكرا وتريد تغيير جنسك , فعليك أن تستخدم مراحيض الرجال , قهذا حق إنساني , البعض يؤيده والبعض الآخر يعارضه.
وبين هذا وذاك حصلت المعركة ووصلت إلى أعلى هيئة تشريعية , وتحدث بها الذين يهيمنون على الشاشات والمواقع أو ما نسميهم بالنجوم.
أي مرحاض تستعمل أصبحت مشكلة البشرية , التي تتخبط في مصيرها ولا تدري إلى أين المسير , في وقتٍ رموزه السياسية لا تتردد عن التوعد بالحروب النووية , وما ستذهب إليه آلتها العسكرية الفتاكة , فلا قيمة لموت البشر المغلوب على أمره بالجملة والمفرد , المشكلة التي تشغل المدنية هي المراحيض وحقوق الناس في إستعمال ما يناسب هويتهم الجنسية منها.
إنها الحرية!!
الحرية في كل شيئ , وحتى إستخدام الأسلحة النووية تعبير عن الحرية , ولا فرق بين إستخدامها والمراحيض , فلا تتعجب لهذه المقارنة , لكنه الواقع المعاصر الذي يتم مقايسة الأشياء فيه على أي شيئ آخر حتى المراحيض , وإلا كيف تفسر إنشغال أصحاب القرار بموضوع حق الإسترحاض!!
مراحيض!!
تلك خلاصة مشاكل البشرية , ويبدو أنها كذلك , فهل سنعتني بالمراحيض لكي تتفتح عقولنا , وتنتقل معاركنا من ميادين الضلال والبهتان إلى المراحيض , التي نقضي وقتا مهما من أعمارنا فيها؟!!
فالمراحيض النظيفة تهذّب سلوكنا , وتطهّر أفكارنا من آفات السوء والبغضاء , وتذكّرنا بمعنى أن يكون البشر إنسان!!!
المِرحاض: من الرّحض أي الغسل.
والمِرحاض: المُغتَسل , وموضع الخلاء والمتوَضأ.
ويسمى في بعض المجتمعات الطهارة.
Bathroom