وانا صبي لم اتجاوز السابعة من عمري في اواخر العهد الملكي, يصطحبني جدي لأمّي الى مقهى ( كهوة الساعجية ) في سوق الساعجية جانب الرصافة من بغداد.
يدخل جدي رافعا يده محيّياً جلاّس المقهى, يجلس على الكرويت في الوسط و ينادي ( الصانع ) العامل بصوته الجهوري : تعال اخذ تتن, فيجيبه الصانع: اجيت لخدمتك جلبي.
يقف العامل قبالته فيخرج جدي كيس قماش اسمر من عبّه و يضع يده داخل هذا الكيس ليخرج للعامل بصم تتن هندي من النوع الذي كان يدخنه رحمه الله.
و بعد كلمات الترحيب من الجالسين: الله بالخير جلبي....الله بالخير جلبي.
فيجيب عليهم جدي: الله بالخير عيوني.....الله بالخير اغاتي.
ينبري أحدهم بسؤآله الخبيث لجدي, يعرف سائله هذا جوابه سلفاً:
ما هو رأيك بالسياسة جلبي؟
فيجيبه جدي: يا ابني السياسة كالنجاسة, اذا طبّت لبيت طيحت حظّه من راسه لأساسة!.
و ألآن عزيزي القارئ الكريم:
أكملت كتابة ما وعدت القراء به من دعوة الى الهجرة المعاكسة من المدن الكبيرة الى القرى و الأرياف في العراق, وأنا اروم بطباعته واذا افاجأ باخبار الفضائية السورية تفيد بوجود السفيرين الاميركي و الفرنسي يشرفون على سير المظاهرات الاحتجاجية ضد الحكومة السورية في مدينة حماه.
ضغطت على زر الكونترول لأحوّل البث من القناة السورية الى غيرها ضنّاً مني أن القناة السورية تختلق الخبر لمصلحة النظام السوري,
جائت حصّة تغيير القناة الى القناة الفضائية العربية المملوكة لآل سعود.
كان المراسل على الطرف الآخر في سوريا يبرّر للمتضاهرين بأن السفيرين الامريكي و الفرنسي قدموا الى حماه بناء على مؤآمرة من قبل النظام السوري لتشويه سمعة المتظاهرين و يسبغ عليهم صفة العملاء لاميركا و فرانسا و بذلك تبيض صفحة النظام السوري.
عزيزي القارئ الكريم:
اذا أخذنا بوجهة نظر مراسل قناة العربية في سوريا بان السفيرين الامريكي و الفرنسي قد قدموا الى حماه لتشويه سمعة المتظاهرين فنكون بذلك قد حكمنا على السفيرين بامّا ان يكونا مسيئين اسائة متعمدة لسمعة دولتيهماو وأما أن يكونا اغبياء و بهذه السذاجة التي ينجرّا فيها الى هذا المأزق الذي أوقعتهم فيه اجهزة المخابرات السورية .
نعم , انه التخبط الذي وقع فيه المعتدون, فآخر ما قرأت هو ان السفيرين الامريكي و الفرنسي سينامان هذه الليلة في ضيافة الثوار في حماه,
حقاً انها عروبتهم التي تختلف عن عروبتنا, هذا اذا كانت ﻷل سعود وآل عبد الوهاب و اتباعهم عروبة و نخوة و شهامة عربية.
فاميركا المجرمة عدوة الشعوب الحرة حينما اتت لتقضي على عميلها صدام اصبحنا نحن العراقيون عملاء , اما اميركا عندما اتت لنصرة آل سعود فهي تنام بحضن الثوار.
و لنا وقفة مع الامام زين العابدين (ع) حين يقول : الحمد لله الذي جعل اعدائنا من الحمقى.
و رحم الله جدي حين قال: السياسة نجاسة, اذا دخلت بيت تطيح حظّه من راسه لأساسه.
و دمتم لاخيكم : بهلول الكظماوي.
امستردام في 8-7-2011
e-mail:bhlool2@hotmail.com
bhlool2@gmail.com
مع ملاحظة.
انا عند وعدي بتكملة ما ارومه من دعوة الى الهجرة المعاكسة من المدن الكبيرة الى القرى و الارياف, فالى ذلك في القريب العاجل انشاء الله تعالى.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat