صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الحبُّ المستورد!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تراثنا يكنز أروع قصص الحب وجواهر العشق , وتجدنا نستورد حبا , ونحتفل بما لا يمت بصلة إلينا , وما تعلمنا كيف نحتفل بقصص حبنا الخالدة , ونتعلم منها دروس الحب النقي الطاهر السامي المعطر بأرقى المشاعر والعواطف الإنسانية.

 

نحن أمة كتبت عن الحب ما لم تكتبه أمم الدنيا قاطبة , ونجهل كيف نحتفل بالحب!! 

 

بل ونستعار منه ونحسبه عيبا وجريمة وإثما , بينما العدوانية والكراهية , شجاعة ورجولة وبطولة!!

 

فسفك الدماء قوة , وتقديم وردة وقبلة ضعف ومذلة وهوان!!

 

أمة تفتق الحب في أعماقها منذ أن أشرقت الشمس , وإنطلقت الحياة , ومارست أنواع الحب ودونته , بأبلغ وأحسن العبارات والكلمات ,  وتستورد الحب وآليات الإحتفال به من الآخرين , وكأنها لم تعهده في مسيرتها , بعد الكم الهائل من قصص الحب والخيال  المحتشدة في أرشيف أساطيرها وحكاياتها , وهي الأمة التي كتبت أجمل أشعار الحب!!

 

تراث حب عظيم وسلوك حب عقيم!!

فهل أن أمة الحب المتنوع لا تعرف كيف تحب؟!

 

وهل توجد أبدع من  قصة حب قيس بن الملوح لليلى العامرية؟!

 

" وما حب الديار شغفن قلبي....ولكن حب مَن سكن الديارا"

 

وللشريف الرضي:

"الماء في ناظري والنار في كبدي....إن شئتِ فاغترفي أو شئتِ فاقتبسي"

 

 ولجميل بثينة:

"أقلب طرفي في السماء لعله....يوافق طرفي طرفها حين تنظر"!!

 

ولليلى ألأخيلية:

وقصتها مع توبة معروفة , وأشعارها فيه مشهورة .

"كأنّ فتى الفتيان توبة لم يسر.....بنجدٍ ولم يطلعْ مع المتغوّر"

 

ولمسكين الدرامي:

"قل للمليحة في الخمار الأسود....ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبّدِ"

 

ولكُثيْر عزة:

" وما كنت أدري قبل عزة ما البكا....ولا موجعاتِ القلب حتى تولتِ"

 

وهذا قطرة غيض من بحر فيضٍ هدّار وخزائن أدبٍ وجمالٍ لا تنضب , لكننا تناسينا ينابيع حبنا , وروافد مجدنا , وإستوردنا ما لا نعرفه ولا يعرفنا , وهذا حال كل أمّةٍ تتنكر لذاتها وتتبع غيرها!!

 

فأين الحب يا أمّة الرحمة والرأفة والسلام والحب؟!!

 

وتحية لمن يذكّرنا بأن الحياة في الحب , ولمن أوجد يوما للحب ليُشعرنا بقيمة أن نُحب!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/15



كتابة تعليق لموضوع : الحبُّ المستورد!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net