أَلنِّمْرُ..إِنْتِصارُ الدَّمِ عَلى [الشَّرْعِيَّةِ] (٥) يَنْطَحُ صَخْرَةً تُهَشِّمُ رَأْسَهُ!
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مُشكلة ُنظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية انّهُ لا يتطوّر ولا يدع الآخرين في المنطقة ان يتطوّروا، ولذلك تراه بنى استراتيجيّاته منذ البداية على ردود الفعل، سواء على الصّعيد الدّاخلي او على الصّعيد الخارجي.
وهذه هي طبيعة الأشياء، فمن يستعصي على التطوّر وهو يرى العالَم من حولهِ يتطوّر ويتطوّر، تأخذه الْعِزَّة بالتّخلّف والتوقّف، فتأتي ردود افعالهِ عصبيّة بعيداً عن الحكمة فيدفع الثّمن مرّتين!.
واليوم، وبالإعلان العالمي الرّسمي عن دخول الاتّفاق المبرم بين الجمهورية الاسلامية في ايران والمجتمع الدولي، وعلى رأْسه العدو الّلدود الشيطان الاكبر، الولايات المتحدة الأميركية، حيّز التّنفيذ جنّ جنون نظام القبيلة بدرجةٍ لا توصف، ولولا هبوط أسعار البترول وخروج البترودولار من دائرة التأثير في السّياسات الدّولية والإقليميّة لرأينا مِنْهُ عجباً! اذ يبدو انّهُ اكتفى لحدّ الان بالتّحريض (الدّيني) (الطّائفي) فقط على الخصم المنتصِر دولياً، واقصد به طهران، عندما اجتمع فُقهاء البلاط عنده، وعددهم (١٤٠) ليُصدروا بياناً بائساً مكرّراً بعباراتهِ ومفاهيمهِ وجُملهِ تُشمُّ منه محاولتين؛
الاولى؛ هو تحريض الارهابيّين لتصعيد هجماتهم في المناطق السّاخنة وخاصّة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ولذلك ينبغي الحذر وأخذ الحيطة بدرجةٍ كبيرةٍ من قبل شعوب هذه الدول الأربع تحديداً.
الثّانية؛ هو التّحريض على من أسماهم البيان بالأقليّات في دول الخليج، ويقصد بهم الشّيعة، الامر الذي قد ينبّئ بتصعيد أمني خطير ضدّهم في هذه الدول وخاصّة في المنطقة الشرقية.
لقد عوّدنا نظام القبيلة الفاسد إستباق خططهِ السّياسية والأمنيّة بفتاوى واستفتاءات ليُقولِبَها بالدّين من أجل مزيدٍ من التّحريض الطّائفي في المنطقة.
ليس من السّهل على (آل سَعود) هضم الامر واستيعاب المتغيّر الكبير وهم يَرَوْن ضياع المليارات التي صرفوها في عدد من عواصم العالم، خاصَّةً في واشنطن، لتخريب الاتّفاق، الذي يعني بالنّسبةِ لهم أُفول نجمهم في السّياسة الدّولية والاقليميّة الى حدٍّ بعيد.
ليس بمقدورِ نظام القبيلة استيعاب المتغير التاريخي الذي تشهده المنطقة، ولذلك نتوقّع مِنْهُ، ويتوقع مِنْهُ كثيرون، ردود فعلٍ سلبيّة كبيرة، ليس لتخريبِ المتغّير والوقوف بوجهِ عجلة الزّمن وتغيير إتّجاه حركة التاريخ ابداً، فهو أتفه وأعجز من ان يفعل مثل ذلك، وانّما لالفات الانتباه الى معاناتهِ (النّفسيّة) وبالتالي لاستدرار العطف بعد كلّ هذه الهزائم المتتالية التي مُني بها، داخلياً عندما نفّذ حكم الإعدام بحق الشيخ المجاهد الفقيه الشهيد نمر باقر النمر، فبينما ظنّ ان ذلك سيُكسبهُ مظهراً جديداً من مظاهر القوّة والمنَعة في المنطقة والعالم، اذا بالسّحر ينقلب عليه ليواجَه بتعاطف العالم مع قضيّة الشّهيد، وخارجياً عندما ظن ان احتلاله للبحرين واليمن سيمنحهُ قوّة استعراضيّة اضافيّة كذلك في المنطقة والعالم ليواجَه بشكوك المجتمع الدولي في ارتكاب نظام القبيلة جرائمَ حربٍ في اليمن تحديداً والتي قد تتطوّر، الشّكوك، شيئاً فشيئاً للدّفع باتّجاه تقديم ما يكفي من وثائق لتجريمهِ في المحافل الدّولية.
امّا في سوريا وما لحِق نظام القبيلة من فشلٍ عظيمٍ سيظلّ يلاحقه كابوسهُ في يقضتهِ ومنامهِ، فحدّث عنه ولا حرج.
انّ اختيار المجتمع الدولي للحضارة بدلاً عن البداوة عندما غيّر اتجاهاتهُ ليزداد ثقةً بطهران فيوقّع معها اتفاقهُ التّاريخي ويُدير ظهرهُ لنظام القبيلة الذي بذل كلّ مساعيهِ من اجل ثنيهِ عن ذلك، ان ذلك لامرٌ طبيعيٌّ جداً، فكلّنا نعرف انّ السّياسة هي فنّ حماية المصالح وهي لا تقوم على القِيم والمبادئ وانّما على المصالح المتبادلة، ولذلك فليس في السّياسة صداقات دائمة او عداوات دائمة وانّما هناك مصالح دائمة، وهو الامر الذي لم يفهمهُ نظام القبيلة ولذلك نراهُ اليوم كيف ينطح رأسهُ بصخرةٍ ستُهشِّمهُ قريباً.
أفضل لهُ ان يستوعب المتغيّر التّاريخي سريعاً قبل فواتِ الاوان، بدلاً من ان يتقبّل التّعازي! فعقارب الزّمن لن تعود الى الوراء، خاصة في مثل هذا الاتفاق الدّولي الذي ستعمّ فوائدهُ كلّ دول المنطقة والعالم اذا ما تعامل معهُ الجميع بحكمةٍ وبعدِ نظر، ولكن؛ أنّى لنظامِ الْقَبيلَةِ ذلك! ولو لمرَّةٍ وَاحِدَةٍ؟!.
يتبع
١٧ كانون الثّاني ٢٠١٦
للتواصل؛
E-mail: nhaidar@hotmail. com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
نزار حيدر

مُشكلة ُنظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية انّهُ لا يتطوّر ولا يدع الآخرين في المنطقة ان يتطوّروا، ولذلك تراه بنى استراتيجيّاته منذ البداية على ردود الفعل، سواء على الصّعيد الدّاخلي او على الصّعيد الخارجي.
وهذه هي طبيعة الأشياء، فمن يستعصي على التطوّر وهو يرى العالَم من حولهِ يتطوّر ويتطوّر، تأخذه الْعِزَّة بالتّخلّف والتوقّف، فتأتي ردود افعالهِ عصبيّة بعيداً عن الحكمة فيدفع الثّمن مرّتين!.
واليوم، وبالإعلان العالمي الرّسمي عن دخول الاتّفاق المبرم بين الجمهورية الاسلامية في ايران والمجتمع الدولي، وعلى رأْسه العدو الّلدود الشيطان الاكبر، الولايات المتحدة الأميركية، حيّز التّنفيذ جنّ جنون نظام القبيلة بدرجةٍ لا توصف، ولولا هبوط أسعار البترول وخروج البترودولار من دائرة التأثير في السّياسات الدّولية والإقليميّة لرأينا مِنْهُ عجباً! اذ يبدو انّهُ اكتفى لحدّ الان بالتّحريض (الدّيني) (الطّائفي) فقط على الخصم المنتصِر دولياً، واقصد به طهران، عندما اجتمع فُقهاء البلاط عنده، وعددهم (١٤٠) ليُصدروا بياناً بائساً مكرّراً بعباراتهِ ومفاهيمهِ وجُملهِ تُشمُّ منه محاولتين؛
الاولى؛ هو تحريض الارهابيّين لتصعيد هجماتهم في المناطق السّاخنة وخاصّة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ولذلك ينبغي الحذر وأخذ الحيطة بدرجةٍ كبيرةٍ من قبل شعوب هذه الدول الأربع تحديداً.
الثّانية؛ هو التّحريض على من أسماهم البيان بالأقليّات في دول الخليج، ويقصد بهم الشّيعة، الامر الذي قد ينبّئ بتصعيد أمني خطير ضدّهم في هذه الدول وخاصّة في المنطقة الشرقية.
لقد عوّدنا نظام القبيلة الفاسد إستباق خططهِ السّياسية والأمنيّة بفتاوى واستفتاءات ليُقولِبَها بالدّين من أجل مزيدٍ من التّحريض الطّائفي في المنطقة.
ليس من السّهل على (آل سَعود) هضم الامر واستيعاب المتغيّر الكبير وهم يَرَوْن ضياع المليارات التي صرفوها في عدد من عواصم العالم، خاصَّةً في واشنطن، لتخريب الاتّفاق، الذي يعني بالنّسبةِ لهم أُفول نجمهم في السّياسة الدّولية والاقليميّة الى حدٍّ بعيد.
ليس بمقدورِ نظام القبيلة استيعاب المتغير التاريخي الذي تشهده المنطقة، ولذلك نتوقّع مِنْهُ، ويتوقع مِنْهُ كثيرون، ردود فعلٍ سلبيّة كبيرة، ليس لتخريبِ المتغّير والوقوف بوجهِ عجلة الزّمن وتغيير إتّجاه حركة التاريخ ابداً، فهو أتفه وأعجز من ان يفعل مثل ذلك، وانّما لالفات الانتباه الى معاناتهِ (النّفسيّة) وبالتالي لاستدرار العطف بعد كلّ هذه الهزائم المتتالية التي مُني بها، داخلياً عندما نفّذ حكم الإعدام بحق الشيخ المجاهد الفقيه الشهيد نمر باقر النمر، فبينما ظنّ ان ذلك سيُكسبهُ مظهراً جديداً من مظاهر القوّة والمنَعة في المنطقة والعالم، اذا بالسّحر ينقلب عليه ليواجَه بتعاطف العالم مع قضيّة الشّهيد، وخارجياً عندما ظن ان احتلاله للبحرين واليمن سيمنحهُ قوّة استعراضيّة اضافيّة كذلك في المنطقة والعالم ليواجَه بشكوك المجتمع الدولي في ارتكاب نظام القبيلة جرائمَ حربٍ في اليمن تحديداً والتي قد تتطوّر، الشّكوك، شيئاً فشيئاً للدّفع باتّجاه تقديم ما يكفي من وثائق لتجريمهِ في المحافل الدّولية.
امّا في سوريا وما لحِق نظام القبيلة من فشلٍ عظيمٍ سيظلّ يلاحقه كابوسهُ في يقضتهِ ومنامهِ، فحدّث عنه ولا حرج.
انّ اختيار المجتمع الدولي للحضارة بدلاً عن البداوة عندما غيّر اتجاهاتهُ ليزداد ثقةً بطهران فيوقّع معها اتفاقهُ التّاريخي ويُدير ظهرهُ لنظام القبيلة الذي بذل كلّ مساعيهِ من اجل ثنيهِ عن ذلك، ان ذلك لامرٌ طبيعيٌّ جداً، فكلّنا نعرف انّ السّياسة هي فنّ حماية المصالح وهي لا تقوم على القِيم والمبادئ وانّما على المصالح المتبادلة، ولذلك فليس في السّياسة صداقات دائمة او عداوات دائمة وانّما هناك مصالح دائمة، وهو الامر الذي لم يفهمهُ نظام القبيلة ولذلك نراهُ اليوم كيف ينطح رأسهُ بصخرةٍ ستُهشِّمهُ قريباً.
أفضل لهُ ان يستوعب المتغيّر التّاريخي سريعاً قبل فواتِ الاوان، بدلاً من ان يتقبّل التّعازي! فعقارب الزّمن لن تعود الى الوراء، خاصة في مثل هذا الاتفاق الدّولي الذي ستعمّ فوائدهُ كلّ دول المنطقة والعالم اذا ما تعامل معهُ الجميع بحكمةٍ وبعدِ نظر، ولكن؛ أنّى لنظامِ الْقَبيلَةِ ذلك! ولو لمرَّةٍ وَاحِدَةٍ؟!.
يتبع
١٧ كانون الثّاني ٢٠١٦
للتواصل؛
E-mail: nhaidar@hotmail. com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat