فتنة قانون الصحافة - بقلم : رفعت رشاد
تنظيم الصحافة والاعلام فى الدستور – بقلم : ضياء رشوان
نزيف حاد فى عقل مصر - بقلم : رضا العراقى
" تليف " الآعلام .. لعبة المؤامرة على العقل المصرى – بقلم : د . محمود عطية
هشام جنينة والصحفيين و "هات حاجة خد فيها " - بقلم : نبيل سيف "
أزمة مهنة أم نخبة؟ - بقلم : فهمى هويدى
محمد العزبي وصحافة الكشري - بقلم : كارم يحيى
صفحات من حياة " عبده مشتاق "الشهير بيوسف زيدان الذى شوه تاريخ المسجد الآقصى طمعا فى تزكية اسرائيل لحصولة على جائزة نوبل – بقلم : على القماش
الإستعمار البلاغي وحكاية كرات الثلج والكنغر والسناجب الناعمة... بقلم : اسامة عفيفى
هل أنقذنا الوطن من هشام جعفر ؟ - بقلم : د . مصطفى النجار
سد النهضة والاعلام المصرى و "نيل المطالب بالتمني" !! - بقلم : ياسر بكر
الفيس اللى يجيلك من الريح ! - بقلم : هشام مبارك
ضحكة صفوت الشريف –بقلم : محمد ابراهيم الدسوقى
قضية المستشار ناجى شحاته - بقلم : حمدى رزق
تَرَحَّمُوا على زمن البذاءةِ المُحتشمة بقلم – يحيى : حسين عبد الهادى
حكاية سعيد عبد الخالق وفلاشات الفاسدين تكررت مع الفخرانى .. ادانةُ الفخرانى لا تغسلُ ثوبكم .. بقلم : يحيى حسين عبد الهادى
أخلاق للبيع - بقلم : انجى مصطفى
نقطة على السطر – بقلم : محمد كمال
تحية للاهرام فى عيده – بقلم : أحمد الجمال
طفولة صحفى ووردة الوفاء – بقلم : سمير شحاته
عن " أوضة " صناعة الاعلام .. عيب كده - بقلم : د . محمود عطية
لماذا هذه الفضائية؟ - بقلم : د . وحيد عبد المجيد
سر مقابلة عبد الناصر – بقلم : أكرم السعدنى
عبد الناصر وأتاتورك –بقلم : فهمى هويدى
لغة الإعلام في ظل حوسبة اللغة العربية - بقلم: الدكتور زهير عابد
أنا ومحمد البواب – بقلم : علاء عريبى
من عناوين الآخبار – بقلم : ماجد عطية
عز الدين شوكت - بقلم : هدايت عبد النبى
فتنة قانون الصحافة
بقلم : رفعت رشاد
من أجل استمرار السيطرة على الصحافة والإعلام قومي وخاص يبذل فريق المجلس الأعلى " للصحابة " ومعه بعض أعضاء مجلس نقابة الصحفيين جهودا مضنية لتوليف قانون تنظيم الصحافة الجديد لصالحهم حتى تستمر السيطرة والبغددة التي يعيش فيها هؤلاء بدون مسئولية فالدولة صاحبة الصحافة والإعلام القوميين غائبة كما أن الشلة تسيطر أيضا على الإعلام الخاص كما يسيطر اللوبي اليهودي في أمريكا والعالم على الإعلام فيتحكم في مصائر الدول والشعوب وهكذا يتحكم شلة مجلس الصحابة في مصير المؤسسات والقنوات لصالحهم وصالح أسرهم .
اللافت أن هؤلاء يدعون أنهم أولاد الناصرية واليسار بينما لا تجد أحدا منهم فقيرا أو مناضلا مساندا لفقير , هم فقط يناصرون ويساندون أنفسهم فلو حدثت مشكلة مع أمثالهم في جريدة لقامت النقابة والمجلس الأعلى للصحابة على رجل ولا يقعدان إلا بعد حل المشكلة وحصول الرفيق على ما فوق حقوقه أما إذا نشبت المشكلة مع أي شخص أو عضو نقابة آخر فلا مشكلة وعليه أن يخبط دماغه في الحيط . اللافت أيضا أن الذين اختارهم المجلس الأعلى للصحابة لم ينجحوا في قيادة مؤسساتهم , نجحوا في الحصول على معونات من الحكومة سيرت العمل في تلك المؤسسات مقابل أن تبعد الصحف القومية عن كل ما يعبر عن الشارع من مشاكل , لكن رؤساء المؤسسات لم ينجحوا في عملية الإدارة وبالتالي استمرت الخسائر بل زادت ومع ذلك يرفعون أصواتهم ضجيجا على اعتبار أنهم نجحوا في الإدارة كما أنهم وشلتهم يمارسون " اللبط " حتى يستمرون في مواقعهم التي أفشلوها .
الموضوع يتطلب تدخل الدولة وليس الحكومة فالدولة هي صاحبة رأس المال في الإعلام والصحافة القومية والدول هي صاحبة المصلحة في استمرار الصحافة والإعلام بقوة وهناك من الوجوه من يصلح للإدارة أفضل من الشلة ألف مرة ولكن بعض الأجهزة ترشح من تعرفهم ولا تجهد نفسها في البحث كما أن بعض أعضاء الشلة يمارسون الضغوط والاتصالات لاستمرار الرفاق فالمصلحة واحدة وصحف المؤسسات القومية مفتوحة لهم سواء كانوا يكتبون في صحف أخرى أو حتى لا يكتبون فالمؤسسات القومية لا صاحب لها .
كل هذا يجري بينما لا يفكر أحد في مصالح الصحفيين . مصالح شباب الصحفيين الذين لا يجدون مسكنا أو دخلا مناسبا . مصالح كبار الصحفيين الذين يعانون من ضعف معاشاتهم ولا يجدون الدواء . هذه مشاكل الصحفيين الذين تعتبرهم الشلة في المجلس الأعلى للصحابة وفي النقابة مجرد وقود انتخابي يلجأون إليه ويربتون على ظهره عند الانتخابات .
على أجهزة الدولة أن تبحث وتدرس وتقيم .. ماذا فعل هؤلاء خلال فترة وجودهم في مناصبهم . هل طوروا الصحف ؟ هل زادوا من حجم التوزيع ؟ هل زادوا من حجم الإيرادات ؟ هل حققوا أرباحا ؟ على الأقل هل حافظوا على نسبة الخسائر ؟ وعلى الأجهزة أن تطرح السؤال الآتي : في حالة عدم منح الحكومة كل هذه الأموال للصحف القومية .. هل كان يقدر لها أن تستمر أو أن يستمر هؤلاء ؟ . إن ما يحدث الآن بشأن قانون الصحافة لهي فتنة يريد بها المصلحجية أن تستمر مصالحهم بالإبقاء على أعضاء شلتهم .
ترك المجلس الأعلى للصحابة مشاكل المؤسسات الصحفية وأهمل خسائرها التي تسبب فيها من عينهم المجلس نفسه وتجاهل مناقشة مستقبل هذه المؤسسات وصحفها وتوزيع هذه الصحف وتأثيرها الإيجابي أو السلبي ومصلحة الدولة العليا في هذا الشأن وهل تستفيد الدولة من هذه الصحف أم لا .. ترك المجلس كل هذه القضايا الخطيرة ومستقبل ومصالح العاملين بها ليتفرغ للضغط لإصدار قانون الصحافة الذي أعدوه بأنفسهم لكي يستمروا في مناصبهم . لم يهتموا بكل ما ذكرته لكنهم اهتموا بمن يستمر ومن يرحل .. وهذا طبيعي إذا كان أعضاء المجلس الأعلى للصحابة من كتاب الصحف التي يعينون رؤساءها .. فالعين مكسورة ومستحية .. خاصة ممن ليسوا من الصحفيين فقد وجد هؤلاء في مناصبهم داخل المجلس الأعلى للصحابة " يغمة " فهم كتاب في كل الصحف ولا أحد يرفض لهم طلب كما أنهم ضيوف في كل القنوات الفضائية بصفتهم .. فهل بعد كل ذلك يهمهم صحافة ولا عاملين ولا مستقبل ؟ . بالمناسبة كلامي ليس تعميما فهناك نماذج محترمة
تنظيم الصحافة والإعلام فى الدستور (١- ٢)
بقلم: ضياء رشوان
مع انتهاء انتخابات مجلس النواب الجديد وتشكيله واقتراب موعد عقد جلسته الأولى فى نهاية الشهر الحالى، يبدو مهماً بالنسبة للجماعة الصحفية والإعلامية ولمجمل الشعب المصرى أن يعاد التأكيد على الملامح الرئيسية لتنظيم الصحافة والإعلام كما ورد بدستور البلاد، بحيث تكون تحت نظر نواب الشعب لدى قيامهم بوضع التشريعات القانونية التى تترتب على هذه النصوص الدستورية.
ففى يوم ١ سبتمبر ٢٠١٣ أصدر الرئيس الأسبق المؤقت عدلى منصور قراره بتشكيل لجنة من خمسين عضواً لتعديل الدستور، وعقدت اللجنة أولى جلساتها يوم الأحد ٨ من نفس الشهر لتستمر حتى تنهى عملها بالتصويت العلنى على كل مواد الدستور يوم الأحد ١ ديسمبر ٢٠١٣. وقد ضمت لجنة الخمسين نقيب الصحفيين فى ذلك الوقت، ممثلاً للصحفيين مباشرة وللإعلاميين عموماً، كما ضمت عدداً قياسياً من الصحفيين الذين مثلوا فئات أخرى من المجتمع، فكان هناك ستة صحفيين آخرين، ليصبح العدد الإجمالى للصحفيين فى لجنة الخمسين سبعة يمثلون ١٤% من تشكيلها العام، وبذلك بدا واضحاً أن لجنة تعديل الدستور ستكون مهيأة نتيجة لهذا التمثيل المتميز للصحفيين باللجنة، ونتيجة أيضاً للدور البارز الذى قام به الإعلام والصحافة فى التهيئة لثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، لأن تضع فى الدستور من المواد ما يدعم حريات الصحافة والإعلام والتعبير والرأى، ويعيد تنظيم المجالين الصحفى والإعلامى بصورة جديدة تماماً.
وقد تم ذلك بالفعل، حيث نجح المصريون- والصحفيون فى قلبهم- عبر لجنة الخمسين فى تضمين التعديلات الدستورية، التى أقرها الشعب نهائياً فى ١٨ يناير ٢٠١٤، المواد التى تضمن لهم ولجموع المصريين حقوقاً غير مسبوقة فى التاريخ الدستورى والقانونى المصرى. فقد تضمن الدستور ٧ مواد تتعرض مباشرة لهذه الحريات وهذا التنظيم، عدا المواد الأخرى التى تكرس وتنظم الحريات والحقوق العامة للمصريين فى جميع المجالات. ففى الباب الثالث من الدستور «الحقوق والحريات والواجبات العامة» أتت أربع مواد لكى تضع أسساً جديدة للحريات الصحفية والإعلامية والتعبير عن الرأى، وهى على النحو التالى:
المادة (٦٨)
«المعلومات والبيانات والإحصاءات والوثائق الرسمية ملك للشعب، والإفصاح عنها من مصادرها المختلفة، حق تكفله الدولة لكل مواطن، وتلتزم الدولة بتوفيرها وإتاحتها للمواطنين بشفافية، وينظم القانون ضوابط الحصول عليها وإتاحتها وسريتها، وقواعد إيداعها وحفظها، والتظلم من رفض إعطائها، كما يحدد عقوبة حجب المعلومات أو إعطاء معلومات مغلوطة عمداً.
وتلتزم مؤسسات الدولة بإيداع الوثائق الرسمية بعد الانتهاء من فترة العمل بها بدار الوثائق القومية، وحمايتها وتأمينها من الضياع أو التلف، وترميمها ورقمنتها، بجميع الوسائل والأدوات الحديثة، وفقاً للقانون».
المادة (٧٠)
«حرية الصحافة والطباعة والنشر الورقى والمرئى والمسموع والإلكترونى مكفولة، وللمصريين من أشخاص طبيعية أو اعتبارية، عامة أو خاصة، حق ملكية وإصدار الصحف، وإنشاء وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ووسائط الإعلام الرقمى.وتصدر الصحف بمجرد الإخطار على النحو الذى ينظمه القانون. وينظم القانون إجراءات إنشاء وتملك محطات البث الإذاعى والمرئى والصحف الإلكترونية».
المادة (٧١)
«يُحظر بأى وجه فرض رقابة على الصحف ووسائل الإعلام المصرية أو مصادرتها أو وقفها أو إغلاقها. ويجوز استثناء فرض رقابة محددة عليها فى زمن الحرب أو التعبئة العامة.
ولا توقع عقوبة سالبة للحرية فى الجرائم التى تُرتكب بطريق النشر أو العلانية، أما الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو بالتمييز بين المواطنين أو بالطعن فى أعراض الأفراد، فيحدد عقوباتها القانون».
المادة (٧٢)
«تلتزم الدولة بضمان استقلال المؤسسات الصحفية ووسائل الإعلام المملوكة لها بما يكفل حيادها، وتعبيرها عن كل الآراء والاتجاهات السياسية والفكرية والمصالح الاجتماعية، ويضمن المساواة وتكافؤ الفرص فى مخاطبة الرأى العام».
ويبدو من هذه المواد الأربع أن هناك قواعد جديدة غير مسبوقة فى التاريخ الدستورى والتشريعى المصرى قد تم وضعها فى الدستور، وأبرزها:
أولاً: أن حلم إصدار الصحف بمجرد الإخطار والذى طالت المطالبة به فى مصر خلال الأعوام الستين الأخيرة قد تحقق أخيراً، حيث جعلت المادة (٧٠) للمصريين كافة من أشخاص طبيعية أو اعتبارية، عامة أو خاصة، حق ملكية وإصدار الصحف وإنشاء وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ووسائط الإعلام الرقمى.
تنظيم الصحافة والإعلام فى الدستور (2-2)
بقلم: ضياء رشوان
استعرضنا فى الجزء الأول من هذا المقال، الذى نوجهه إلى مجلس النواب الجديد لكى تتضح أكثر أمام أعضائه المحترمين الملامح الرئيسية لتنظيم الصحافة والإعلام بالدستور، المواد التى وضعت قواعد حرية الصحافة والإعلام والتعبير للمصريين عموماً وللصحفيين والإعلاميين خصوصاً، ويبدو من هذه المواد الأربع أن هناك قواعد جديدة غير مسبوقة فى التاريخ الدستورى والتشريعى المصرى قد تم وضعها فى الدستور، وأبرزها:
أولاً: أن حلم إصدار الصحف بمجرد الإخطار، والذى طالت المطالبة به فى مصر خلال الأعوام الستين الأخيرة، قد تحقق أخيراً، حيث جعلت المادة (70) للمصريين كافة من أشخاص طبيعية أو اعتبارية، عامة أو خاصة، حق ملكية وإصدار الصحف وإنشاء وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ووسائط الإعلام الرقمى.
ثانياً: أقر الدستور للمرة الأولى الأشكال الجديدة للصحافة والإعلام وأعطى لها المشروعية الدستورية، وعلى رأسها الصحافة الإلكترونية والإعلام الإلكترونى والرقمى، ومنحها حق الوجود والتنظيم القانونى.
ثالثاً: حظر الدستور للمرة الأولى فى التاريخ الدستورى المصرى، وبشكل مطلق ولو حتى بحكم قضائى، فرض مصادرة أو وقف أو إغلاق جميع الصحف ووسائل الإعلام المصرية، لتكون المادة الوحيدة فى كل دساتير العالم تقريباً التى تنص على هذا الحظر المطلق. وحظرت المادة أيضاً فرض الرقابة على الصحف ووسائل الإعلام عموماً، وجعلتها واردة استثناءً فى زَمن الحرب أو التعبئة العامة.
رابعاً: أتت الفقرة الثانية من المادة (71) لكى تتوج نضال المصريين الطويل، وفى مقدمتهم الصحفيون، لإلغاء العقوبات السالبة للحرية فى قضايا النشر، بل وتضيف إليه العلانية، حيث نصت على ألا توقع عقوبة سالبة للحرية فى الجرائم التى ترتكب بكل طرق النشر أو العلانية، والتى لا تقتصر على الصحفيين والإعلاميين، بل تشمل جميع المواطنين، بينما استجابت للمنطق القانونى والحفاظ على الأرواح والقيم المجتمعية المستقرة ووحدة فئات المجتمع وطوائفه، لكى تترك للقانون تحديد العقوبات الخاصة بالجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو بالتمييز بين المواطنين أو بالطعن فى أعراض الأفراد.
خامساً: للمرة الأولى فى أى وثيقة دستورية مصرية، أتت المادة (72) لكى تلزم الدولة بضمان استقلال المؤسسات الصحفية ووسائل الإعلام المملوكة لها، بما يكفل حيادها، وتعبيرها عن كل الآراء والاتجاهات السياسية والفكرية والمصالح الاجتماعية، ويضمن المساواة وتكافؤ الفرص فى مخاطبة الرأى العام، الأمر الذى يخرج الصحف ووسائل الإعلام العامة المسماة القومية من سيطرة الحكومات عليها والانحياز لها ويجعل من هذا مخالفة صريحة للدستور تستوجب المساءلة والمحاسبة القانونية.
سادساً: وضعت المادة (68) الأساس الدستورى للمرة الأولى لتنظيم مجال المعلومات وحرية الحصول عليها للمواطنين عموماً وللصحفيين والإعلاميين خصوصاً وألزمت الدولة بهذا، وتجاوزته لكى توجب أن يضع القانون الخاص بحرية تداول المعلومات عقوبات حجب المعلومات أو إعطاء معلومات مغلوطة عمداً من المسؤولين عنها.
هذه هى المواد التى أسست للحريات الصحفية والإعلامية فى دستور البلاد والتى لا تكتمل مضامينها سوى بالمواد الأخرى التى وردت فى الدستور أيضاً ووضعت أسس التنظيم الجديد للمجال الصحفى والإعلامى والتى ستستند إليها جميعاً التشريعات القانونية التى سيقوم مجلس النواب بإصدارها لكى يطبق ما جاء بالدستور فى واقعنا العملى. وسيكون موضوع الجزء الثانى من هذا المقال هو مواد الدستور التى تحدد ملامح الكيانات الجديدة التى سيناط بها تنظيم الصحافة والإعلام فى مصر.
وفى هذا الجزء الثانى نتطرق إلى المواد الثلاث الأخرى التى وردت فى الباب الخامس من الدستور «نظام الحكم» وبالتحديد فى الفصل العاشر منه، والتى حددت الجهات الثلاث التى سيناط بها تنظيم المجالين الإعلامى والصحفى فى مصر خلال السنوات القادمة، وهى المواد التالية:
المادة (211)
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام هيئة مستقلة تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الفنى والمالى والإدارى، وموازنتها مستقلة.
ويختص المجلس بتنظيم شؤون الإعلام المسموع والمرئى، وتنظيم الصحافة المطبوعة، والرقمية، وغيرها.
ويكون المجلس مسؤولاً عن ضمان وحماية حرية الصحافة والإعلام المقررة بالدستور، والحفاظ على استقلالها وحيادها وتعدديتها وتنوعها، ومنع الممارسات الاحتكارية، ومراقبة سلامة مصادر تمويل المؤسسات الصحفية والإعلامية، ووضع الضوابط والمعايير اللازمة لضمان التزام الصحافة ووسائل الإعلام بأصول المهنة وأخلاقياتها، ومقتضيات الأمن القومى، وذلك على الوجه المبين فى القانون.
يحدد القانون تشكيل المجلس، ونظام عمله، والأوضاع الوظيفية للعاملين فيه.
ويُؤخذ رأى المجلس فى مشروعات القوانين، واللوائح المتعلقة بمجال عمله.
المادة (212)
«الهيئة الوطنية للصحافة هيئة مستقلة، تقوم على إدارة المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة وتطويرها، وتنمية أصولها، وضمان تحديثها واستقلالها، وحيادها، والتزامها بأداء مهنى، وإدارى، واقتصادى رشيد.
ويحدد القانون تشكيل الهيئة، ونظام عملها، والأوضاع الوظيفية للعاملين فيها.
ويُؤخذ رأى الهيئة فى مشروعات القوانين، واللوائح المتعلقة بمجال عملها.
المادة (213)
«الهيئة الوطنية للإعلام هيئة مستقلة، تقوم على إدارة المؤسسات الإعلامية المرئية والإذاعية والرقمية المملوكة للدولة، وتطويرها، وتنمية أصولها، وضمان استقلالها وحيادها، والتزامها بأداء مهنى، وإدارى، واقتصادى رشيد.
ويحدد القانون تشكيل الهيئة، ونظام عملها، والأوضاع الوظيفية للعاملين فيها.
ويُؤخذ رأى الهيئة فى مشروعات القوانين، واللوائح المتعلقة بمجال عملها».
ويبدو من صياغة هذه المواد الثلاث أنها تضع أسساً جديدة معظمها غير مسبوق فى التاريخ التشريعى أو الواقعى المصرى فى تنظيم الصحافة والإعلام، وتتضح هذه الأسس على النحو التالى:
أولاً: أن المادة (211) قد أسست للمرة الأولى فى تاريخ التنظيم الصحفى والإعلامى فى مصر كياناً قانونياً جديداً هو «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» لكى يسند إليه بحسب نصها الانفراد بتنظيم كل شؤون الصحافة والإعلام بكافة صورهما وأشكالهما فى مصر، وهو الكيان الذى توجد له نظائر فى الغالبية الساحقة من الدول الديمقراطية فى العالم.
ثانياً: أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وبحسب نص الدستور يجب أن يكون مستقلاً ومتمتعاً بالشخصية الاعتبارية، وفصلت المادة فى هذا الاستقلال لتتحدث عن استقلاله الفنى والمالى والإدارى، وأن تكون موازنته أيضاً مستقلة. وهذا الإصرار والتكرار فى الدستور على استقلال هذا المجلس يعكس أهميته القصوى فى تنظيم الصحافة والإعلام فى البلاد وضرورة ألا يخضع لأى جهة فى الدولة أو المجتمع اللذين يقوم بالنيابة عنهما بالإشراف على شؤون الصحافة والإعلام كلها.
ثالثاً: أن اختصاصات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تتسع لتشمل قبل كل شىء ضمان وحماية حرية الصحافة والإعلام المقررة بالدستور، والحفاظ على استقلالها وحيادها وتعدديتها وتنوعها، وهو تطبيق ما ورد فى المواد السابق الإشارة إليها فى باب الحقوق والحريات والواجبات العامة. كما تمتد صلاحيات المجلس فى مجال تنظيم الصحافة والإعلام لكى يمنع الممارسات الاحتكارية، ويراقب سلامة مصادر تمويل المؤسسات الصحفية والإعلامية، ويضع الضوابط والمعايير اللازمة لضمان التزام الصحافة ووسائل الإعلام بأصول المهنة وأخلاقياتها، ومقتضيات الأمن القومى. ويعنى كل هذا أن المجلس سيكون مسؤولاً عن عملية التنظيم للمجالين الصحفى والإعلامى بأكملها منذ تأسيس وإنشاء المؤسسات الصحفية والإعلامية ومروراً بممارساتها كلها وانتهاءً بضمان التزامها بالأصول المهنية وأخلاقياتها.
رابعاً: أنشأ الدستور فى المادتين (212) و(213) للمرة الأولى منذ نحو خمسة وخمسين عاماً هيئتين جديدتين لتنظيم وإدارة الصحف ووسائل الإعلام المملوكة للدولة. ففى المجال الصحفى، ألغى الدستور المجلس الأعلى للصحافة الذى كان ينوب عن الدولة فى ملكية وإدارة المؤسسات الصحفية القومية الثمانى والتى قامت منذ تأميم الصحافة الخاصة عام 1960 وأنشأ بدلاً منه «الهيئة الوطنية للصحافة». وفى مجال الإعلام المرئى والمسموع، ألغى الدستور اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومعه وقبله وجود وزارة خاصة بالإعلام يناط بها إدارة وسائل هذا الإعلام المملوك للدولة، وأنشأ بدلاً منهما «الهيئة الوطنية للإعلام».
خامساً: أن الدستور قد حرص فيما يخص الهيئتين السابقتين على أن تكونا مستقلتين وأن تلتزما فى إدارتهما للمؤسسات الصحفية والإعلامية المملوكة للدولة بتطويرها، وتنمية أصولها، وضمان تحديثها واستقلالها، وحيادها، والتزامها بأداء مهنى، وإدارى، واقتصادى رشيد، بما يضع أسساً فى القانون المنظم لعملهما، ليس فقط للقيام بهذا العمل، بل وأيضاً لمحاسبتهما على أدائه وفقاً لما نص عليه الدستور من مواصفات له.
سادساً: أن الدستور فى إنشائه للكيانات الثلاثة التى تضطلع بتنظيم المجال الإعلامى والصحفى فى مصر، قد حرص على أن تكون الاختصاصات المنوطة بكل منها واضحة ومحددة وغير متداخلة، بما يعطى لكل منها استقلاله التام فى حدود مهمته ويتيح تنظيماً فعالاً ودقيقاً للصحافة والإعلام. فالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام هو الكيان الأعلى المنظم والمشرف على كافة وسائل وأشكال الصحافة والإعلام فى مصر وليس له أى علاقة بإدارة أى منها سواء كانت مملوكة للدولة أو للقطاع الخاص أو للأحزاب السياسية. أما الهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام، فهما مختصتان فقط بإدارة المؤسسات الصحفية والإعلامية المملوكة للدولة، وليس لأى منهما أى شأن أو اختصاص بالصحف ووسائل الإعلام المملوكة لغيرها، سواء فيما يخص تأسيسه أو الترخيص له أو ممارساته، فكل هذا خاضع فقط بما فيها المؤسسات التابعة للهيئتين نفسهما للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام دون غيره.
وبعد صدور الدستور بنحو ستة شهور، بدأت جهود الجماعتين الصحفية والإعلامية لتحويل تلك النصوص الدستورية غير المسبوقة فى التاريخ الدستورى المصرى إلى تشريعات قانونية. فقد بادرت نقابة الصحفيين منذ شهر يونيو 2014، بالتشاور مع أبناء المهنة ورموزها والهيئات الممثلة للصحافة المصرية وممثلى كل وسائل الإعلام المصرى، بتشكيل «اللجنة الوطنية للتشريعات الصحفية والإعلامية» التى أنيط بها دون غيرها وبتشكيلها المستقل تماماً وضع مسودة التشريعات اللازمة لإعادة تنظيم المجال الصحفى والإعلامى المصرى.
وقد ضمت اللجنة خمسين عضواً، يمثلون الهيئات الرئيسية التى تمثل الصحفيين والإعلاميين وفى مقدمتها نقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين تحت التأسيس، والنقابة العامة لعمال الصحافة والطباعة والنشر والإعلام، وغرفة الإعلام المرئى والمسموع، والمجلس الأعلى للصحافة، ونقابة الصحفيين الإلكترونيين تحت التأسيس، بالإضافة إلى أساتذة وخبراء قانون، وأساتذة صحافة وإعلام.
وقد تم التشاور حول هذين المشروعين بين ممثلين للجنة الوطنية، ولجنة تمثل الحكومة المصرية بقرار من رئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب يرأسها الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط، وانتهى بالتوافق على مسودة واحدة نهائية وافق عليها الطرفان فى بداية شهر سبتمبر 2015، وهى التى تنتظر الآن عرضها على مجلس النواب الجديد لإصدارها فى صورة قانون.
نزيف حاد فى عقل مصر
بقلم : رضا العراقى
لابد أن شيئا مزلزلا يحدث فى ذاته، دوافع شديدة القوى تجبره علىاتخاذ هذا القرار، أمر صادم يجعله يتخلى عن جنسيته إلى أخرى، ضاربا بكل المورثات والذكريات والمشاعر والارتباط المعنوى والمادى عرض الحائط ، مستعيضا عنهم بثقافة أخرى وبيئة مختلفة وشعب جديد، من أجل استعاده كيانه وفكره وعلمه. ان البيئة المثبطة للعلم، المحبطة للطموح هى بيئة طاردة للمواهب والنوابغ، جاذبة فقط للهوامش والطفليين . فمصر التى كانت فى مطلع القرن الماضى جاذبة لكل الجنسيات الأجنبية والعربية، محتضنة الثقافات والعادات، رأينا فيها اليونانى والرومانى والتركى والشركسى والشامى والسودانى، وجنسيات شتى، احتضنتهم فادمجوا فيها وتعايشوا مع أهلها، فكانت أكثر دول العالم جذبا للأجانب بوصلة للشعوب، ومنذ بدايات ثمانينيات القرن الماضى انقلب الوضع الى النقيض تماما وبدأ أهلها يفرون منها بحثا عن أوطان تقدر مواهبهم وقدراتهم، وزاد الطين بله أن البيئة العلمية والمناخ الابتكارى كانا أكثر البيئات طردا للعلماء ومنفرة للمخترعين
فلم تكن مفاجأة لى إعلان المخترع المصرى مصطفى الصاوى مخترع السد الصغير علي الحصول على الجنسية الإماراتية ورفعه علم الإمارات، ثم يعلن بعده بأيام قلائل المبتكر المصرى أحمد الطحاوي الطالب فى كلية حقوق جامعة القاهرة صاحب فكرة وضع الإعلانات على تذكرة المترو عن موافقة وزارة النقل الإماراتية على تنفيذ فكرته التى رفضت تنفيذها مصر . ولم يدخرأحمد الطحاوى جهدا فى الإعلان عن فكرته التى نشر عنها عبر عدة صفحات على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، لخوض تجربة لأول مرة وضع إعلان دعائى مطبوع على وجه تذكرة المترو، وهى فكرة قائمة على أساس نظرية تحويل القيمة المهدرة إلى قيمة مضافة . وعلى الفور اتلقطت الإمارات الفكرة واستدعته وأعطته الجنسية الإماراتية ليطبيق فكرته ويلتقي مسئولى النقل بالإمارات،وسيتم تطبيق مشروع تذاكر المترو قريبا في دبي . الاثنان "الصاوى والطحاوى" وجدا من يتبنى موهبتهم ويعطيهم الأمل فى تحقيق تحويلاختراعهما إلى واقع ملموس، فى مقابل مادى يليق بموهبتهما، وبيئة حاضنة للعلم والمعرفة
.هذان الشابان بيفكرونى بالعالم المصرى الشاب عصام حجى، ذلك الشاب الذى كان معيدا فى جامعة القاهرة "كلية العلوم قسم الفلك" حصل على منحة لفرنسا ..ذهب لمنطقة التجنيد التابع لها يقدم علي تأجيل لمدة 6 شهور حتى لا تذهب المنحة منه، وهناك تم تحويله للجنة طبية للكشف عن سلامته .. فكان رد اللجنة الطبية بإنه "غير لائق نفسيا وذهنيا" فتم استبعاده من الجيش وراحت عليه المنحة.. ولحسن الحظ كان له صديق من جيبوتي طلب منه الذهاب للسفارة الفرنسية لطلب منحة تقدمها الجامعات اﻹقليمية الفرنسية فتحقق له ما أراد وحصل على منحة فى جامعة باريس، وهناك حصل على الدبلومة ثم الماجستير وأنهى الدكتوراه.. ولما قدم رسالة الدكتوراه لمعادلتها فى مصر فقام الملحق الثقافي بفرنسي وقتها وكان الدكتور هاني هلال برفض الرسالة مبررا رفضه بأنها "لا ترقي لمستوي القسم"..رغم إنها كانت اول رسالة دكتوراه مصرية فى علم اكتشاف الكواكب .. فاختطفته أمريكا وأصبح من أهم علماء الجيولوجيا فيها، يعمل بمركز هيوستن التابع لوكالة ناسا وبالطبع أعطوه الجنسية اﻷمريكية، وذلك عندما ذهب عام 2003 يقدم بحثه عن استخدام تكنولوجيا الرادار فى اكتشاف المياه على كوكب المريخ، وكافأت علمه بأن أصبح مسئولا عن تصوير الرادار فى معاملمحركات الدفع الصاروخي بناسا إضافة إلى عمله أستاذا لعلوم الفضاء بجامعة باريس ومشرفا على مشاريع استكشاف كواكب المجموعة الشمسية . العالم عصام حجي الذى وصفه سيد علي بالسفيه وقليل اﻷدب فى ذات الوقت الذى منعته مصر من إلقاء محاضرة عن المناخ فى مكتبة الإسكندرية، فكان رد ناسا بأن بعثته ليمثلها فى المؤتمر العالمي للتغيرات المناخية بفرنسا ., وحينما تعلن مؤسسة معنية بالإحصاء عن أرقام كبيرة للعقول المصرية المهاجرة قبل اندلاع الثورة فإننا نعيش مشكلة حقيقية مؤلمة مع العلم والعلماء، فقد أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد المصريين المهاجرين وصل 824 ألفًا من الكفاءات المهاجرة هجرة دائمة إلى أوروبا والولايات المتحدة وكندا وإستراليا، ويمثل العلماء وحدهم أكثر من 10 آلاف مهاجر في حين يتوزع العدد الباقي بين مجالات الطب والهندسة والعلوم الأساسية والزراعية والإنسانية. الأمر الذي يثير تساؤلات عديدة حول البيئة الطاردة للكفاءات بواقعها الصادم، وتأثير هذه الهجرة على التنمية والتطور الذي نطالب به في مصر، إنه نزيف للعقول المصرية التى عملت على المساهمة فى تنمية الدولة وتطوير قدرتها لكن الواقع المرير رفضهم وشتت جهدهم .
هى إذن سلسلة متواصلة من هجرة العلماء والمخترعين ليست وليدة اليوم بل هى افراز طبيعى للفساد الذى استشرى عبر سنين فى أركان الدولة ومفاصلها، ولا يمكن لتلك العقول التواجد فى بيئة مثبطة محبطة ومن ثم بحثت عن بيئة غيرها تحترم عقولهم وتحتضن أفكارهم واختراعاتهم وتهيأ لهم أجواء الابتكار.. وكلامى إلى الذين مازالوا يتباكون على فوز الإمارات بالشابين المصرين، عليكم أنفسكم وتصحيح مساركم، والقضاء على الفساد وحزب أعداء النجاح، ولا تلوموا من فر بعلمه وهرب باختراعه للدولة التى تحترمه وتقدر موهبته ونصرف عليه بسخاء
" تليف " الآعلام .. لعبة المؤامرة على العقل المصرى
بقلم : د . محمود عطية
بالتأكيد تلك الفضائيات تشي بما تبثه علينا بأنها فوق القانون وتحاسب ولا تُحاسب، ولا يهمها الدستور أو القانون في شيء ولا حتي ما يسمي بغرفة صناعة الإعلام أو ميثاق الشرف الإعلامي، وتتمسك بدستورها الخفي في إرهاب وانتهاك حرمة الحياة الخاصة للمواطنين وبالزج بنا في متاهات وألغاز صور وفيديوهات جنسية للضغط علي البعض لتمرير أو إسكات أصوات تطالب بحقنا في حياة نظيفة منزوعة الإرهاب والطائفية بشتي أشكالها وصورها.. كيف تمارس تلك الفضائيات ما يحلو لها دون مراجعة أخلاقية أو قانونية، وتتعمد إهانة دستور توافقت عليه الأمة وينص صراحة في مادته 57 أن « للحياة الخاصة حرمة، وهي مصونة لا تمس»..!
كيف تتدني لغة الحوار الفضائي وتستبدل بلغة زعماء المافيا بكل ما فيها من تهديدات وتلويح بالاغتيال المعنوي والبدني وبأن تحت يديها مستندات وبلاوي تعرضها عند اللزوم.. لكن أي لزوم هذا ؟! ربما لزوم إرهاب من تريد إسكاته أو نفيه من خريطة الحياة العامة.. وكأنها لا تعترف بدولة القانون التي تلزمها بتقديم ما عندها من بلاوي للنيابة العامة حتي تتم محاسبة المسئول عن تلك البلاوي، وتنسي أنه بما لديها من أدلة كأنها تتستر علي جريمة تحاسب عليها كالفاعل الأصلي.. كيف تدار تلك الفضائيات ومن يحاسبها ومن المسئول عنها وعن محاولاتها المستميتة إلهاء الجماهير عن تكوين رأي عام مستنير حول ما يحدث فينا وحولنا..!
بالتأكيد ما يجري في بعض الفضائيات ليس له علاقة بحرية الإعلام.. فحرية الإعلام لا تعني التلاسن المريض بين مقدمي البرامج وهجر آداب المهنة وأخلاقياتها.. ولا تعني ركن الجهود التي تمت لترجمة نصوص الدستور إلي قوانين للمحافظة علي المهنة وعلي حقنا في قراءة ومشاهدة إعلام مهني أخلاقي.. ترك الساحة الإعلامية دون الإسراع بالتشريعات اللازمة لإعادة تنظيم المجال الإعلامي والصحفي يساهم في مزيد من "التليف الإعلامي"
هشام جنينة والصحفيين و "هات حاجة خد فيها "
بقلم : نبيل سيف
من حوالى اقل من شهر تقريبا ، صحفى فى "المصرى اليوم
مسئول عن تغطية اخبار الشركة المصرية للاتصالات ،فتح النار على الجميع ،وفجر فضيحة "الاعلانات على الورق "من المصرية للاتصالات وقال اسماء ومجلات وجرايد ،وكلمة على الورق يعنى الاعلانات بتصدر لها اوامر نشر وشيكات من المصرية للاتصالات للنشر فى صفح ومجلات معروفة الا ان مايحدث هو النشر فى مجلات وصحف بير سلم ،وبعضها لايصدر اساسا ،والمصيبة ان بعض هذة الصحف فى ارياف ومدن وقرى محدش سمع عنها حاجة.
المهم الصحفى دة اتفصل الان من المصرى اليوم فصل نهائى بسبب قصة تانية مش وقتها هنا ،ولكن الفضيحة الى فجرها ،كانت الارقام فيها مرعبة ومخيفة ،والاسماء الواردة فيها من صحفيين تحتاج الى نيابة الاموال العامة والكسب غير المشروع فورا ،لان اوامر اعلانات بمبالغ ضخمة وهائلة صدرت لصحيفة فى الشرقية لاتصدر اساسا،ومبالغ اخرى مرعبة لصحيفة تطبع تحت بير السلم فى قليوب ،وهكذا ..........
وسياسة المصرية للاتصالات مع رجالتها فى الصحافة ماشية من ايام احمد نظيف بقاعدة "هات حاجة خد فيها" يعنى ايه؟؟؟؟
يعنى هات اى مجلة او جورنال ورقى بتصدر من اى مكان وخد عليها اعلانات ضخمة وطبعا عمولة الصحفى فى كل اعلان هائلة ،فمثلا جريدة مابتطلعش اساسا وواخده اعلانات بحوالى نصف مليون جنيها ، ومن دة كتير وماتعدوش !!!!
المهم
الامر وصل بطريق ما للجهاز المركزى للمحاسبات ولهشام جنينة شخصيا خلال عزاء كان حاضرة بنفسة وحد اعطاه مظروف بمستندات الموضوع .
ولان الشركة المصرية للاتصالات مليانة بلاوى وكوراث مالية،واهدار مال عام وفساد من 10 سنوات دون رقيب او حسيب ،لدرجة ان الشركة دى دفعت 114 مليون جنيها اتعاب محامين فى قضية تحكيم مع فودافون فى باريس وخسرت التحكيم،والمركزى للمحاسبات طلب وقتها ابلاغ النيابة العامة بالموضوع وكانت النكتة وقتها "114 مليون جنيها اتعاب فى قضية خسرانة ،امال لو كسبناها كنا هاندفع كام ؟؟؟
" المهم
خلال اسبوع هشام جنينة شكل لجنة نار الله الموقدة راجعت ملفات اعلانات وعمولات الصحفيين المتعاملين مع المصرية للاتصالات وفى سرية تامة بلغوا 15 صحفى منهم انهم يردوا مبالغ حوالى 8 ملايين جنيها ،اعلانات يقال انهم حصلوا عليها ،ولم تنشر اساسا ،وبالتالى دى فلوس دولة ومايصحش كدة ...
الراجل اعطى ال15 واحد مهلة اسبوع لرد المبالغ الى حصلوا عليها والا الى النيابة العامة ،ودة كان معناة انه هايفتح ابواب جهنم على البعض منهم.
المهم
خلال 5 ايام كانوا ال15 واحد مسددين كل الفلوس الى عليهم لدرجة ان صحفية منهم يقال انها باعت ذهبها لسداد المبلغ لان هشام جنينة كان جاد فعلا وناوى على تصعيد الامر .
الى حصل دة سمع فى كل مصر وكل الوزارات وانهالت على جهاز المحاسبات وثائق اعلانات على الورق لصحفيين بنفس الوقائع فى وزارات تانية ،وكان منها الصناعة والمالية ،وكذا وزارة اخرى .
وكان واضح ان الموضوع هايفتح بلاوى مستخبية وفلوس ضاعت على الورق بالملايين ،والى كان بيسمع الى حصل فى المصرية للاتصالات كان بيجيلة رعب طوال الاسبوعيين الماضيين ،خاصة وان كل وزارة عندها ملف الاعلانات بتاعها بدون تلاعب فيه لان الوزارة ماشية صح وبتصرف اعلانات بتعليمات الوزير للمرضى عنهم ولكن وقت الجد كلة هايبيع بعضه ،فكان لابد من مصيبة توقف هشام جنينة .
خاصة وان الموضوع بداء يجيب اسماء بارزة فى صاحبة الجلالة فى وزارات اخرى ،وكان على الناس دى انها ترجع الى خدتة من اعلانات وهمية والمصيبة ان اغلب تلك الاعلانات وهمية فى وزارات كتير يعنى على الورق والمحرر بيهبش ثمن الاعلان والمقابل معروف طبعا.
والناس ماصدقت تصريح هشام جنينة وكله قام يجامل فى الصحافة ،لان كان لازم يسكت ،وواقعة الصحفية التى باعت ذهبها علشان تسدد كانت عمله رعب لناس كتير بيغطوا اخبار وزارات تانية.
عايز اقول ان "هات حاجة خد فيها " دى سياسة سرية لكل وزارات مصر تقريبا ووضعها احمد نظيف وشلة الحرامية الى كانوا معاه ،ورغم 25 يناير و30 يونيو الا ان القاعدة ماشية ومستمرة "وهات حاجة خد فيها"
أزمة مهنة أم نخبة؟
بقلم : فهمي هويدي
لدي عدة ملاحظات بخصوص أزمة الإعلام المثارة الآن في مصر التي تبذل جهود حثيثة لاحتوائها وحل إشكالاتها.
هذه الملاحظات هي:
•أن الإعلام المصري أصبح سيئ السمعة، ليس في الداخل فقط وإنما في العالم العربي والخارجي أيضا، ففقد تأثيره واحترامه.
وفى حدود خبرتي المتواضعة فإنه ما من محفل شاركت فيه خارج مصر إلا وكانت حجتي أمام ما أسمعه من انتقادات لاذعة أن الإعلام ليس مصر ولا يمثل الشعب والمجتمع المصري.
•أن الذين ينتقدون الإعلام يركزون على القنوات التليفزيونية بأكثر مما يتحدثون عن الصحف الورقية.
صحيح أن الصحافة المصرية تعانى من التدهور والهبوط بما يدعو إلى الأسف.
إلا أننا ينبغي أن نعترف بأن الأداء التليفزيوني كارثي بما يدعو إلى الخجل.
ولأن التليفزيون هو الأكثر انتشارا والأقوى تأثيرا فإن ما هو كارثي ومخجل أصبح ذائعا ومرصودا وأكثر مما هو مؤسف.
•بسبب التأثير الهائل للتليفزيون فإنه أصبح جاذبا لمراكز القوة في كل مجتمع.
وإذا كانت خطورته أقل في الدول الديمقراطية بسبب وجود المؤسسات الموازية إلى جانب قوة تلك المجتمعات،
إلا أن تلك الخطورة تتضاعف في مصر بسبب الفراغ السياسي والضعف الذي تعانى منه مؤسسات المجتمع باختلاف أنواعها. وهو ما يسوغ لنا أن نقول بأن القنوات التليفزيونية أصبحت في بلد كمصر تؤدى دور الأحزاب.
وأن بعض مقدمي البرامج تحولوا إلى زعماء لتلك الأحزاب.
إذ صار لهم دورهم الذي لا ينكر في توجيه الرأي العام.
وهو ما أكدته الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي وجدنا أن بين الفائزين فيها بنسب عالية من الأصوات إعلاميون من ذوى السمعة السيئة الذين يهبط رصيدهم تحت الصفر بكثير باعتبارهم من رموز الإعلامي الفضائحي.
•قوة الإعلام وخطورة تأثيره في مجتمع يعانى من الفراغ السياسي مثل مصر جعل مراكز القوى تتنافس على الاستحواذ عليه.
صحيح أن هيمنة السلطة قائمة في مصر منذ عقود بدرجة أو أخرى. إلا أنها لم تعد تحتكر الفضاء الإعلامي. إذ برزت إلى جانبها قوة رأس المال. التي صارت موازية لقوة السلطة وليست منافسة لها.
إن شئت فقل إنها أصبحت شريكة لها وفى أحيان كثيرة مكملة لها.
وحين دخل رجال الأعمال إلى الساحة من خلفيات شتى لا علاقة لها بالمهنة. فإنهم استجلبوا معهم حساباتهم ومعاييرهم الخاصة، التي أحدثت هزة عنيفة في تقاليد الأداء الإعلامي.
بوجه أخص فإن الضوابط والمعايير الشخصية والثقافية التي كانت معتمدة في مقدمي البرامج التليفزيونية تمت الإطاحة بها.
•حين هيمنت قوة السلطة إلى جانب قوة رأس المال على الإعلام فإن منابره أصبحت أبواقا للطرفين.
وفى الفراغ برزت الدولة العميقة كمحرك أساسي للأداء الإعلامي وعنصر مهيمن على عملية تشكيل الرأي العام.
وإذ استصحب ذلك تراجعا للحرفية في المهنة وتغييرا في قيمتها، فإنه ترتب عليه أيضا أن المشهد الإعلامي أصبح يدار في حقيقة الأمر من خارج المهنة وليس من داخلها.
•تأثير القوتين العظميين (السلطة ورأس المال) لم يكن مقصورا فقط على التراجع في مستوى الخطاب ومقاصده وقيمه، لأنه أسهم أيضا في تشكيل نخبة جديدة من خلال انتقاء أناس بمواصفات معينة تتوافق مع المقاصد المرجوة. وتتفنن في تلميعهم وفرضهم على الرأى العام.
فهذا خبير استراتيجي وذاك فقيه قانوني والثالث ناشط سياسي والرابع قيادي... الخ.
ورغم أن بعض هؤلاء قد يكونون من المجهولين الذين لم يسمع بهم أحد في مجالاتهم إلا أن جهود التلميع والإلحاح على تقديمهم في مختلف المناسبات بتلك الصفات الموحية بالحيثية، تحولهم بمضي الوقت إلى شخصيات عامة وجزءا من نخبة المجتمع التي تقود وتفتى في المسارات والمصائر.
•حين فتح ملف الإعلام مجددا في الآونة الأخيرة بعدما صدم الجميع بما وصل إليه البث الفضائحي. فإن أطرافا عدة وثيقة الصلة بالمهنة نشطت في محاولة إنقاذها مما وصلت إليه.
وعقدت لذلك اجتماعات شاركت فيها نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة وجهات أخرى ذات صلة.
وطرحت خلال الاجتماعات أفكار شملت مدونة السلوك الإعلامي وميثاق الشرف والتشريعات التي تنظم المهنة، وهى أفكار لا تخلو من وجاهة، لكن يعيبها شيء واحد هو أنها تسعى لإصلاح المهنة من الداخل في حين أن مشكلاتها الأساسية نابعة من الخارج.
بمعنى أن صلتها بالبيئة السياسية أقوى من انتسابها إلى الوسط الإعلامي، حتى أزعم أن الأول أصل والثاني فرع أو صدى.
•لا أختلف على أن الإعلام والإعلاميين في أزمة، لكنني أتساءل:
هل هي مقصورة على ذلك القطاع دون غيره أم أنها أشمل وأوسع نطاقا.
ذلك أننا إذا تلفتنا حولنا فسنجد أن النخبة المصرية ذاتها تواجه أزمة.
ليس في تعريفها فقط. ولكن أيضا في مواقفها من قضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان،
بل أيضا في موقفها من قضايا الأمة وفى المقدمة منها قضيتا فلسطين والوحدة العربية.
وهو تساؤل يستدعى السؤال التالي:
هل نحن بصدد أزمة مهنة فقط أم أننا نعيش أزمة مرحلة تعددت شواهدها وتجلياتها؟
محمد العزبي وصحافة الكشري
بقلم : كارم يحيى
أضحكنا الكاتب الصحفي الراحل الأستاذ كامل زهيري عندما زرته والصديق الزميل بصحيفة الجمهورية الأستاذ لويس جرجس في منزله حين شبه الصحيفة التي ينشر بها عاموده اليومي ومعها العديد من الصحف بأنها أصبحت كأطباق الكشري. كانت الزيارة هذه في عام 2004 حيث أجرينا على هامشها حوارا لنشرة صدرت عن نقابة الصحفيين باسم "الصحفي" حفل بمثل هذه التعليقات اللاذعة. وكان العبد لله قد تولي حينها اعداد هذه النشرة فصدر منها عدة أعداد. وربما لأنني كنت متفرغا بعد منعي من النشر، بل والدخول الى عملي بـ " الأهرام".
ولعل وصف الكشري كان مثارا للتوجس من فرط خشيتنا على عامود الأستاذ كامل من الاختفاء القسري جراء غضب "بارونات الصحافة " حينها بتشبيه عنوان كتاب الزميل الراحل جميل عارف. وواقع الحال انني كغيري في تلك الأيام ولسنوات لم أكن أجد للأسف في جريدة الجمهورية الغراء ما يستحق القراءة إلا ما ندر سوى كامل زهيري وعامود الأستاذ محمد العزبي أطال الله عمره . وكنت وآخرون نخشي كلما طالعنا الصحيفة أن تطير كلمتيهما بفعل طوفان النفاق للحاكم وأسرته والسلطة ومعها ما تبقي من هوامش محدودة في صحافتنا . والحقيقة ان "الجمهورية" كانت قد شهدت انقلابا في سياسة تحريرها منتصف السبعينيات وضعها على طريق صحافة الكشري.ولأنه لم يكن وحسب بهدف تهميش اليسار وملاحقة اليساريين . وقد أرخ لهذا الانقلاب الراحل الأستاذ مصطفي بهجت بدوي في كتابه الوثيقة "من مذكرات رئيس تحرير" الصادر عام 1977 . وهو الانقلاب الذي استكمل حلقاته في الصحافة القومية بأسرها مع تغيير السادات لقيادات الصحف القومية بعد كامب ديفيد، وتحديدا مع عامي 79 و1980.
ل ما سبق تداعي الى الذهن بمناسبة كتاب الأستاذ العزبي الصادر حديثا بعنوان :" الصحافة و الحكم ". وهو كما ترى وسترى عزيزي القارئ عنوان لا يجرح ولا يستفز وعلى عكس صفحات الكتاب التي حفلت بذكريات الكاتب وآرائه عن وقائع وسير شخصيات وكتب في عالم الصحافة منذ نصف قرن والى يومنا هذا . والكتاب بمثابة تجميع لمقالات منشورة ومعظمها يقينا بعد ثورة 25 يناير 2011 ، وإن كان ترتيبها في الكتاب جاء مرتبكا بعض الشئ و من دون توثيق تواريخ النشر . لكن مجرد ان يجرى نشر كتاب لمحمد العزبي في سلسلة كتاب الجمهورية لهو حدث يستحق توجيه التحية للصديق والزميل الأستاذ سيد حسين رئيس تحرير السلسلة . وعلى الأقل فاني على ثقة بان مثل هذا الكتاب سيكون له شأن آخر غير ما نعلمه من مصير كتب السادة رؤساء مجالس وتحرير النفاق في عهد مبارك ،والتي بيعت أو تباع عشرات آلاف النسخ المخزونة منها بالوزن بالكليو بعدما ساهمت في استنزاف ميزاينات الصحف القومية ونهبها . ولعل الجانب المضئ الوحيد في هذه الخسارة البائسة ان كل هذا المخزون من الكتب التافهة المفروضة على النشر من أموال الشعب بسطوة المناصب القيادية تثبت كساد النفاق والمنافقين ووهم كلاشيه "الكاتب الكبير" .
كتاب "الصحافة والحكم" رغم وداعة عنوانه يضع اليد على الجرح منذ تنظيم الصحافة 1960. ويحفل بما لذ وكشف وطاب . فهو يصارح ويداعب حين ينبهنا الى ان كلمة تنظيم مستمدة من الخطوات المنتظمة بالأوامر شمال ويمين . وينقل عن الراحل الأستاذ مصطفي أمين قوله ان الدولة اصبحت تراقب الصحافة بعدما كانت مهمة الصحفي هي مراقبة الدولة . ولا شك أننا سنضحك ونبكي معا عندما نطالع ماقام به الصحفي والناقد والمثقف أمير اسكندر حين وضع فوق مكتبه بالجرييدة لافتة تقول: يرجي من الزملاء كتاب التقارير مراعاة الدقة. وأيضا سنأسي مع حكايات الأعمدة الممنوعة .ونسخر من صحفيين تحولوا الى كتبة لخطابات السيد الرئيس ومن تفاخرهم وكأن جريمة لم تقع ، ونتساءل عن مخالفة هذه المهام الجليلة لمهنة الصحافة واخلاقياتها وماتنطوى عليه من تضارب في المصالح . ولاشك اننا لن نمسك عن الضحك والتفكير معا عندما نقرأ قول صاحب الكتاب عن زمن تكاثر فيه الكتاب علينا بحكم مناصبهم والحاحهم.
ولعل خير ما لخص به الأستاذ العزبي أسلوبه في الكتابة الصحفية قوله بأن الكثير مما يكتبه بهدوء شديد هو سباحة ضد التيار . وفي هذا رسالة لمن يخلص للحقيقة ولاحترام القارئ أن يواصل الكتابة في الصخر حتى في أزمنة صحافة توصف أحيانا بالكشري وأحيانا اخرى بعدس السجون المسمي بالميري.
ولأن الكتابة بحق فعل خلاق أعلى من كل مناصب والمكاتب سيستوقف قارئ الكتاب ما أشار اليه صاحبه من انه يكتب من منازلهم بعدما ضاق المبني الجديد لمؤسسة دار التحرير بمكان لائق ، فيما يعلم أهل المهنة عن مكتب رئيس التحرير أنه في فخامة ورحابة قصور عصر الركوكو مع لمسات سوقية فجة ويحكون عن الجاكوزي.
لو انصفت نقابة الصحفيين لأضافت الى جوائزها السنوية واحدة للأقلام التي عبرت سنوات مكابدتها العمل الصحفي من دون نفاق سلطة أو حاكم سواء كتبت مستغلة هوامش صحافة الكشري و العدس الميري أو جرى منعها من النشر . ولاشك ان العديد من هذه الأقلام تعرضت للقصف والعصف أو اضطرت للتوقف لأن أصحابها كالقابضون على الجمر . ولعل الأهم في كتابة الصحف هو مالم يجر نشره
صفحات من حياة " عبده مشتاق "الشهير بيوسف زيدان الذى شوه تاريخ المسجد الآقصى طمعا فى تزكية اسرائيل لحصولة على جائزة نوبل
بقلم: على القماش
لم يكن غريبا ان تنشر المواقع الاسرائيلية باحتفاء شديد ما قاله يوسف زيدان عن مكتبة الاسكندرية .. فمن المشهور ان الطريق للحصول على جائزة نوبل يتم بتزكية اسرائيلية ، وقد جاء المذكور بما لم تحلم به اسرائيل من التشكيك فى المسجد الآقصى خاصة انها تعلم انه هو لب الصراع ، فاذا به يعلن لهم برفضه للتفسير الشائع لسورة الإسراء في كتاب القرآن أنها تشير إلى المسجد الأقصى في القدس، مستنتجا أن الصراع الذي يدور حول الأقصى اليوم صراع سياسي وليس دينيا
وطرح جملة من الادعاءات التي تفند التفسير القائل إن الأقصى المذكور في سورة الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) معلنا انه لا علاقة له بالمسجد الأقصى الذي شيّد في وقت لاحق في القدس. وأوضح أن رسول الله بعدما لاحقه قوم قريش غادر إلى الطائف وعلى الطريق كان هنالك مسجدان، الأدنى والأقصى، وهذان المسجدان معروفان آنذاك وهما قرب الطائف، وأن الأقصى في القدس لم يكن موجودا يومها. ، وان الصراع هو صراعا سياسيا وليس دينيا .. وهكذا شكك فى الاسراء والمعراج الشعيرة التى لم يستطع كفار قريش انكارها عندما علموا من الرسول صلى الله عليه وسلم المسافة اليه بدقة ( وليس مدة ذهابه ) ووصف المكان بالتفصيل رغم انه لم يذهب اليه من قبل .. ولم ينكرهذا اى عالم مسلم من قبل ، كما لم يعلم أحد بالمسجد الآقصى الموجود بالطائف الذى يتحدث يوسف زيدان عنه
ما قام به زيدان لم يكن عجيبا اذا ما علمنا سبق تشوييه للعالم الإسلامى أبو بكر الرازى (250-313 هـ/ 864-925 م)، والذى يعد من أبرز أطباء المسلمين، بل هو طبيب المسلمين بدون منازع، وأبو الطب العربى، وحجة مدرسة الطب التى أثرت فى العالم، وكتابه "الحاوى" من الكتابات الهامة فى مجال الطب التى أثرت تاثيرًا بالغًا على الفكر العلمى فى أوربا؛ إذ ينظر إليه على أنه أعظم كتب الطب قاطبة حتى العصور الحديثة.
هذا العالم الفذ والذى يعد فخرًا للعلماء المسلمين تعرض لتشويهه فى عقله وعقيدته على يد زيدان بمكتبة الاسكندرية ، وهو ما يصب لصالح أعداء الوطن، خاصة الصهاينة الذين يعملون على ترويج أنهم وحدهم رواد العلم فى كافة المجالات، وهو ما دفع بالعالم والمتخصص فى المخطوطات د. خالد حربى (أستاذ المخطوطات بكلية الآداب جامعة الإسكندرية ومستشار المخطوطات فى العديد من الهيئات العلمية) للتصدى لهذا الزيف والتشويه، ووصلت غيرته إلى تقديمه بلاغات انتهت بتشكيل لجنة علمية لبحث الأمر.
وتكونت اللجنة من كبار علماء المخطوطات فى مصر برئاسة أ.د. حسين نصار أستاذ الأدب العربى القديم ومدير معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية سابقًا ورئيس اللجنة العلمية المشرفة على مركز تحقيق التراث بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومقرر شعبة الثقافة بالمجالس القومية المتخصصة..
وعضوية أ.د. عبد الستار الحلوجى أستاذ علم المخطوطات ومقرر لجنة إحياء التراث بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضو اللجنة العلمية بمركز المعلومات بمجلس الوزراء ومستشار وزير الأوقاف لشؤون المخطوطات وأ.د. مصطفى لبيب عبد الغنى أستاذ الفلسفة الإسلامية وتاريخ العلوم والخبير بمجمع اللغة العربية وعضو لجنتى الفلسفة ومعجم مصطلحات الفلسفة الإسلامية بالمجلس الأعلى للثقافة وعضو شعبة الثقافة بالمجالس القومية المتخصصة.
وانتهى تقرير اللجنة المذكورة إلى الآتى:
النتيجة التى نخلص إليها ونطمئن إلى تقريرها، بعد هذه الملاحظات هى أن هذه النشرة الصادرة عن مكتبة الإسكندرية لنص مقالة "النقرس" تمثل بالفعل اعتداء على التراث الإسلامى المخطوط. وتظهر صورة هذا الاعتداء فى الإقدام على نشر النصوص دون أهلية علمية كافية بموضوع النص، ودون إلمام لغوى دقيق يساعد المحقق على جودة الفهم وجودة القراءة، ودون امتلاك لأدوات البحث العلمى الضرورية من التأنى والصبر وقراءة النصوص الأخرى لنفس المؤلف، ومن الرجوع إلى الدراسات الأساسية المتعلقة بالنص فى اللغة العربية أو فى لغات أخرى، وضرورة الرجوع إلى المعاجم الاصطلاحية المتعلقة بموضوع النص دون الاقتصار على المعاجم العامة أو المعاجم الاصطلاحية المتعلقة بعموم المجال فقط؛ وهنا يجب على المحقق أن يستعين بمعجم "مفيد العلوم ومبيد الهموم" لابن الحشَّاء، وهو خاص بتفسير الألفاظ الطبية واللغوية للرازى.
ولعل أبرز صور الاعتداء فى نظرنا يتمثل فى تشويه الموقف العقلى للرازى وفى اتهامه فى عقيدته وفى أخلاقه دون دليل كافٍ، ثم فى نقل هذا التصور المغلوط والظالم إلى العالم المعاصر بأسره عندما تقدم مكتبة الإسكندرية على ترجمته إلى اللغات الأجنبية الرئيسية الثلاثة: الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وهى الترجمات التى حملت معها أخطاء المحقق حتى فى عنوان الكتاب واسم المؤلف، وبالطبع جاء الخلط فى النقل الأجنبى بسبب القراءة الخاطئة فى العربية!
فى الوقت نفسه قام أ.د. محمد خليفة السعداوى أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بالجامعات العربية بعقد دراسة نقدية مقارنة بين نشرة مكتبة الإسكندرية "د. يوسف زيدان" ونشرة د. خالد حربى "النقرس للرازى"، أصدرها د. السعداوى فى كتاب يحمل عنوان "تراثنا المخطوط بين العبث والجدية"، وكتب: أنه بمقارنة النشرتين لكتاب الرازى أى نشرة مكتبة الإسكندرية ونشرة د. خالد حربى (كلمة بكلمة وحرفًا بحرف)، وجدت أن نشرة مكتبة الإسكندرية (فضيحة) ليست محلية فقط، بل عالمية؛ لأنها نشرت بثلاث لغات أخرى غير العربية هى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وقد انتهيت من المقارنة المحايدة والموضوعية إلى التقرير بأن جهد فرد مخلص فاق فبركة مؤسسة فهلوية.
وواصل د. يوسف زيدان منع د. خالد حربى من حضور المؤتمرات بالمكتبة، ومنها "المخطوطات الشارحة" – رغم أن د. خالد حربى متخصص فى المخطوطات وليس د. يوسف زيدان! – وهو ما دفع د. حربى إلى تقديم تظلم للمحامى العام ثم للنائب العام والذى أمر بتشكيل لجنة علمية بجامعة القاهرة انتهت إلى التقرير الذى عرضنا له.
هذه الإشكالية تطرح عشرات الأسئلة حول ما يدور فى مكتبة الإسكندرية، منها التقرير الذى أعده أ.د. محمد خليفة السعداوى والذى سلمه للجنة التى أعدت التقرير عن مخطوط الرازى.. وذكر د. السعداوى أن د. يوسف زيدان رسب وهو طالب بكلية الآداب فى السنة الثانية فى مادة الفلسفة الإسلامية، وهى مادة التخصص التى حصل فيها على الدكتوراه! وأنه فُصل من الجامعة، وبعد الفصل فجأة رأيناه مستشارًا للمخطوطات بهيئة مكتبة الإسكندرية ثم مديرًا للمخطوطات بالمكتبة منذ افتتاحها!
وفى هذه الحالة ألا يعد هذا التعيين مخالفًا للمنطق، خاصة مع عمله فى أهم المواقع، وهى الوثائق رغم عدم تخصصه؟! وألا يثير هذا التخوف مما يمكن أن يحدث فى هذا المجال الدقيق خاصة عندما تتم الترجمة إلى لغات أجنبية، وهو ما يمكن أن ينذر بكوارث قد تحصد نتائجها الوخيمة أجيال لاحقة؟ خاصة أن هناك من يتربصون لتاريخ الوطن، وإن كان قد صادف عمل د. خالد حربى بالتحقيق فى مخطوطة الرازى، فمن يضمن آلاف المخطوطات التى يمكن أن تكتب عنها تفسيرات غير دقيقة دون أن يعلم بها العلماء؛ ليتصدوا للأخطاء الواردة بها مثل حالة الرازى؟!
- أشار تقرير اللجنة إلى أنه فيما يتعلق باختفاء بعض مخطوطات مكتبة "البلدية" بعد نقلها إلى مكتبة الإسكندرية بأنه يوكل الفصل فيه إلى جهات التحقيق المختصة..
وهو أمر يتطلب سرعة التحقيق دون الاعتماد على جهات وزارة الثقافة، حيث إنها تعد مسئولة عن إهمال المكتبة المذكورة (طالبت توصيات اللجان الفرعية بمجلس الشعب فى الفصل التشريعى بوزارة الثقافة باستبدال قيادة مكتبة البلدية بقيادة ذات كفاءة عالية بعد الإهمال الجسيم فى المقتنيات والثروة الثقافية النادرة بالمكتبة).
ونحن نطالب بسرعة التحقيق؛ حتى لا نفاجأ ببيع المخطوطات فى صالات المزادات بلندن وأمريكا وغيرها ويشتريها الصهاينة
- رأى تقرير اللجنة العلمية أن نشرة مكتبة الإسكندرية عن الرازى تمثل اعتداء على التراث الإسلامى المخطوط وتشويهًا للموقف العقلى للرازى وفى اتهامه لعقيدته.
وفى الوقت نفسه يرى العديد من الأقباط أن رواية "عزازيل" التى كتبها يوسف زيدان تنتقص من مكانة العقيدة المسيحية.
ألا يعد هذا وذاك إجماعًا بالاعتداء على ركائز فى عنصرى الأمة "مسلمين وأقباطًا"؟! فلمصلحة من يحدث هذا؟!
- ماذا عما ذكره البعض من طرح تعليقات تشكك وتسىء لتاريخ البطل صلاح الدين الأيوبى؟ وفى الوقت نفسه الاعتذار عما يمس بروتوكولات حكماء صهيون؟!
ان الدكتور خالد حربى وغيره من العلماء الذين ذكرناهم موجودين بحمد الله ، ومن الممكن لآى كاتب أو صاحب رأى الوصول اليهم بكلية الاداب جامعة الاسكندرية لمعرفة المزيد عن هذا الزيدان الذى يشوه المسجد الآقصى بما يصب لصالح العدو الاسرائيلى !
الإستعمار البلاغي وحكاية كرات الثلج والكنغر والسناجب الناعمة...
بقلم : أسامة عفيفي
كتب المفكر الرائد الراحل أستاذنا الدكتور زكي نجيب محمود مقالا بالأهرام في ثمانينيات القرن الماضي عن الإستعمار الثقافي الذي يمسخ لغتنا وثقافتنا العربية, ولقد كان لأستاذنا زكي نجيب محمود ولع بالتحليل اللغوي والمجازي والبلاغي كمقدمة لتحليل الفكر , وقال يرحمه الله في سياق تحليلة لبعض الظواهر اللغويه أن الكتاب العرب قاموا بترجمة الكثير من المصطلحات المجازية والبلاغية من اللغة الإنجليزية أو الفرنسية واستخدموها بنصها للتعبير المجازي عن حياتنا اليومية والثقافية وذكر مثلا لهذه الترجمات الحرفية مايقوله عادة المفكرون العرب المعاصرون تعبيرا عن الدقة والحسم : " ينبغي أن نضع النقاط فوق الحروف" واستطرد الرجل قائلا إن إستعارة المفكر العربي لهذا المصطلح بنصه حرفيا يعني أننا نقلد الغرب كالقردة . ولا نعمل عقلنا في مصطلحاته وكأنها مقدسة غير قابلة للنقاش . فالمصطلح البلاغي الغربي إبن شرعي للغته فالنقاط في الإنجليزية والفرنسية توضع فوق الحروف فقط ,أما في لغتنا العربية فالنقاط توضع فوق الحروف وتحتها , وقال ساخرا : فإذا كنا مُصرين أن نستعير المصطلع الغربي فعلي الأقل ينبغي أن نعربه وفق طبيعة لغتنا فنقول: "ينبغي أن نضع النقاط فوق الحروف وتحتها" فالتعريب غير الترجمة. وأذكر أنني ناقشته في هذا المصطلح علي هامش أحد "سيمينارات" قسم الفلسفة بجامعة القاهرة وسألته : ولماذا لم تقترح مجازا عربيا أصيلا ليستعمله الكتاب والمثقفون بدلا من تعريب المصطلح الغربي فقال ضاحكا: ماهذا الكسل العقلي ياعفيفي؟ دوري أن أنبه للخلل وعلي المثقف المهموم بثقافتة أن يفكر ويبتكر, لقد علمناكم في قسم الفلسفة المنهج العلمي في التفكير لتبتكروا وتفكروا وتستنبطوا , ففكروا . فقلت خجلا وهل يمكننا أن نستعيض عن هذا المجاز الأجنبي بالقول العربي الشهير : "قطعت جهيزة قول كل خطيب"؟ ضحك وقال:" ولم لا عليك أن تنقب عما هو أسهل ولا يحتاج للشرح فأهمية المجاز أنه قول مختزل واضح لا يحتاج الي تفسيرو يفهمه القارئ مباشرة وبسهولة .. فكر واستنبط "... ومضي ضاحكا ضحكته الطيبة الوقور..
تذكرت هذا كله وانا اتابع الكتابات الصحفية والأدبية المتداولة في واقعنا الثقافي واكتشفت أنها مفخخة ومليئة بالمصطلحات المجازية المنقولة حرفيا دون تمحيص او تفكير حتي باتت كتاباتنا كلها ملغمة بالإستعارات والمجازات التي لا علاقة لها بثقافتنا أو بيئتنا حتي أصبحت الكتابة العربية مستعمرة كبيرة تمسخ وجداننا ووعينا ومن أشهر هذه المجازات الاستعمارية مايكتبه البعض في كثير من المقالات في الصحف الكبري تعبيرا عن إعجاب كاتب المقال وتقديره لشخص ما فيقول: "هذا الرجل أرفع له قبعتي إحتراما لدوره وجهوده المميزة" وكأن المصريين جميعا يلبسون القبعات!!! أما المصطلح الأكثر شيوعا عندما يكتب أحدهم عن شيوع فكرة بطريقة سريعة فيقول: "وكبر الأمر بسرعة هائلة ككرة الثلج المنحدرة من أعلي الجبل !!!! فتتلفت حواليك فلا تجد غير هجير الحر يحاصرك والرياح المحملة برمل الصحراوات المحيطة يلفع قفاك فلا ثلج هناك او جبال!!! ويتفلسف ثالث في تحليله السياسي الألمعي ليصف مصير خصمه السياسي الذي ينتقده قائلا انه يقود سفينته دون خبرة وبطريقة رعناء وحتما ستصطدم السفينة بجبال الثلج الغاطسة وستنشطر الي شظايا" وبالطبع لا جبال ثلجية عندنا طافية أو غاطسة علي الإطلاق.. المضحك أنني قرأت لكاتب من صعيد مصر يصف طفلا يتقافز حول أمه المتجهة الي السوق قائلا: "كان الولد يتقافز حول أمه ككنغر صغير مرة يتقافز أمامها ومرات خلفها وهي غير ملتفته له علي الإطلاق" وتعجبت أين رأي صديقنا الكاتب الجنوبي هذا الكنغر رغم عدم وجود أي حديقة حيوان في جنوب مصر , وكيف للقارئ أن يعرف طريقة الكنغر في التقافز وهو لا يعرف شكل الكنغر أساسا؟!!! ومن أظرف المجازات وأكثرها إثارة للضحك ماكتبه أحدهم في وصف حبيبة بطل قصته في قصة منشورة بأحدي الصحف المشهورة إذ يقول: "سنجابية الملمس تحرك كتفيها كطائر البطريق برشاقة آسرة" وللوهلة الأول ظننت أن كاتب القصة من القطب الشمالي حيث تكثر البطاريق والسناجب لكنني أكتشفت انه مصري أصيل ويعيش في القاهرة فلم أستطع كتم الضحك لدرجة أن صديقا في المقهي استغرب ضحكي الهيستيري وسألني مالذي يضحك في الجريدة؟ نكتة؟ ’فسألته جادا : هل تعرفلملمس السنجابي؟ فاتسعت عيناه من الدهشة واعتقد أن مسا من الجنون قد أصابني وتسائل : الملمس ال إيه؟ فأجبته : السنجابي , تعرف السنجاب؟ فصمت قليلا وقال لأ, إيه السنجاب ده؟ فقال صاحبه الجالس بجواره: ياأخي السنجاب اللي زي الفار ده وديله طويل ونافش وبيجي في عالم الحيوان وتسائل هو الآخر : ماله السنجاب؟ ضحكت وقلت تعرف ملمسه إيه؟ فضحك الصديق قائلا: إنت مالك بجد إنت عيان؟؟ فقلت منسحبا من الحوار حتي لا أتهم بالجنون في مقهي منطقتنا :لا أبدا ماتخدش ف بالك ,ونظرا إلي نظرة مشفقة متشككة وصمتا وضحكت بيني وبين نفسي وقلت من أين لهذا الكاتب الفذ معرفته بنعومة شعر ذيل السنجاب أو برشاقة حركة كتفي البطريق حتي يصف إمرأة بهما ؟ وكيف سيتذوق القاري الذي لا يعرف الإثنين تشبيهه البليغ العبقري ..؟ انها الرغبة في البحث عن الغريب والمختلف والإنسحاق أمام كتابات الغرب والنقل الحرفي منها للظهور بظهر المجدد الحداثي بغض النظر عن التواصل الحقيقي مع القارئ . أما الأكثر إضحاكا فهو وصف أحد كتاب القصة لبطل قصته قائلا: "كان شهما وجدعا يقف وسط أهله ك"القندس" الطيب يحميهم ويرعاهم بحنو "قندسي" رائع"الأكثر طرافة أن الكاتب وضع هامشا في أخر قصته ليعرف الناس بهذه الصفة اللوذعية التي لم يأت بها أحد من قبل فقال: "القندس حيوان كبير من القوارض يعيش في أنهار أوربا وأمريكا الشمالية يبني السدود في الأنهار من أفرع الشجر ليحمي أسرته من التجمد ,ويخزن طعاما ضخما له ولأسرته ", فهل كان الكاتب بحاجة ملحة لاستخدام هذا المجاز المنقول من روايات وقصص غربيه يعرف قراؤها "القندس" ومهاراته ؟ وهل خلت الثقافة العربية من أمثال للحنان أوالرجوله حتي يستعير صاحبنا من الغرب تشبيها يضطر لتعريفه في آخر القصة؟ وأذكر أن الشاعر الدكتور يسري خميس قد نبهني أن صاحبنا هذا قد عرف حكاية "القندس "من قصة لكافكا بنفس العنوان رغم أنها عند كافكا ذات دلالات جمالية وفلسفية أخري فنقل الإسم ليستعرض عضلاته المعرفية علي زملائه من الكتاب وعلي قرائه أيضا .
كما نبهني أحد الأصدقاء الي أن هناك رواية لكاتب سعودي نافست في القائمة القصيرة لجائزة البوكر وترجمت الي الفرنسية باسم "القندس" أيضا تدور أحداثها عن التفكك الأسري في إطار درامي إجتماعي نقدي
والشيء بالشيء يذكر فلقد ذكر لي أستاذنا الدكتور عبد الغفار مكاوي في حوار هاتفي قبل رحيلة المباغت وكنت أطالبه في الحوار باعادة طبع كتابه المهم "ثورة الشعر الحديث" فقال لي ضاحكا أنت تريد أن يقتلني بعض الشعراء العرب فاستغربت من تعليقه وسألته لماذا؟ فقال ضاحكا: أغلبهم نقلوا من نماذج الشعر الغربي والألماني التي قمت بترجمتها في هذا الكتاب فلقد نقلوا صورا شعرية كاملة تعد من أجمل مانشروه وعندما تطبع طبعة أخري من الكتاب سينكشف أمرهم للناس فينفضحون وقد يستأجرون من يقتلني وأغلبهم ممن يدعون الحداثة "لن أذكر هنا الأسماء التي ذكرها ولا المقاطع التي نقلوها" وضحك عمنا عبد الغفار مكاوي كثيرا وقال: الغريب أن أغلبهم نقل مجازات وصور لا علاقة لها بثقافتنا ومن يقرأها يعرف أنها صور ومجازات تنتمي لميثولوجيا وثقافة الغرب والثقافة الألمانية بالتحديد , وأضاف ضاحكا: المشكلة أنك إن كشفت مانقلوه سيقولون لك إنه "تناص" والحقيقه أنه "تلاص" كما يقول عز الدين المناصرة في كتابه الشهير!!. قلت له الحقيقه أنه مجرد تعريب ركيك للثقافة الغربية وإحساس بالدونية والإنسحاق أمام منجزها الإبداعي ورويت له قصة مقال الدكتور زكي نجيب محمود وحواري معه فقال ضاحكا : سواء كان تناصا أو تلاصا أو تعريبا ركيكا فهو خيبه قوية ولابد من فضح الذهنية التي تقف خلفها....
نعم ينبغي فضح هذا الاستعمار المجازي المخزي ووضع النقاط فوق الحروف وتحتها كما قال عمنا زكي نجيب محمود
هل أنقذنا الوطن من هشام جعفر ؟
بقلم د . مصطفى النجار
أنا منار الطنطاوى زوجة هشام جعفر معتقل فى سجن العقرب من اكتر من شهر، حياتى كانت عادية جدا أستاذة جامعية من كليتى للبيت والعكس والحياة ماشية بحلوها ومرها. فجأة خبط الباب بعنف افتح افتح، طلع ابنى يفتح لقى أمن الدولة، معقولة أكيد هزار أنا مش مصدقة ليه وعلشان إيه، لبست وخرجت لقيت البيت مليان ناس كل واحد فى حجرة وتفتيش، لزمت لا حول ولا قوة الا بالله تفاصيل كتير مينفعش أقولها عن اليوم العصيب ولا حاتكلم عن فترة احتجاز أكترمن ١٧ ساعة ولا حاتكلم لما شفت لأول مرة فى حياتى مسدس فى وجهى.
أنا حاتكلم عن مشاعر أهل المعتقل اللى بتكون مشاعرهم متضاربة ساعة أحس بانشراح شديد وأنه حيخرج ولما أعرف انه اتجدد له أعيش يومين تعبانة وعندى يأس، أكل ساعات بشهية ولما افتكر حبسته اللقمة تقف فى فمى مش حتى فى زورى، ابقى سقعانة وأحط عليا غطا ولما افتكره أشيله علشان أبقى زيه.
انا مكنش لى أى اتصال بحد من أهالى معتقل، دلوقتى بدور عليهم علشان آخد خبرتهم فى التعامل مع الناس اللى فى السجن وإيه اللى يروح وممكن يبقى محتاج إيه.
اكتشفت إن ده مش من حقى لأن الدولة لا بتسمح لا بزيارة لأسرته ولا للمحامى، ده سجن العقرب لشديدى الخطورة على البلد، خلاص حأتنازل مش عايزة زيارة، عايزة أدخل لبس شتوى ودوا، ده عيان.
اكتشفت إن ده كمان مش من حقى لا لبس ولا دوا. خلاص حأتنازل، أنا عايزة أدخل له دواء بس مش أكتر من كده أنا عارفة يا بلدى إنى طماعة بس معلهش دخلوا له دوا، حرام ده مريض لا مش من حقه، ده سجن العقرب! طيب أعمل إيه غير الدعاء؟ اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا!!
يقول الدكتور (حنا جريس) شاركت لسنوات مع هشام جعفر فى عدة مبادرات ومشاريع، ولو كان الأمر بيدى ولو كانت هناك شهادة تعطى للمواطن الصالح فى مصر لكان الأجدر بها هشام جعفر، ففى كل ما اشتركنا فيه كان هشام ولايزال وسيبقى مهموما برفعة الوطن وصلاحه، وحقوق الناس وكرامتهم، كان الساعى الدائم للدفاع عن المظلومين، كان من همومه إرساء حقوق المواطنة للجميع.
عرفت هشام جعفر وهو يقود أروع موقع يقدم الفكر الوسطى والاعتدال (موقع إسلام أون لاين)، عرفته يشارك فى صياغة وثيقة الأزهر للحريات، عرفته باحثا متميزا أقرأ أوراقه البحثية الصادرة من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وغيره، عرفته إعلاميا رصينا يقوم بصقل شباب الإعلاميين بالمهارات الإعلامية والأخلاق المهنية، عرفته إنسانا ودودا ومحبا لوطنه ومساعدا لكل من حوله، هو ذلك الرجل البشوش الذى يبهرك بأخلاقه الرفيعة وتواضعه الجم
. ما هى جريمة هشام جعفر الذى لا ينتمى لأى تنظيم، وعاش عمره يحارب التطرف ويفند حججه ويفضح زيفه؟ اختلطت أوراقنا وكثرت مظالمنا، إلى أين تمضى يا وطن؟ الحرية لهشام وكل مظلوم الحرية للجميع
سد النهضة والاعلام المصرى و "نيل المطالب بالتمني" !!
بقلم : ياسر بكر
.. على طريقة الأغنية المصرية: "يا مين يجيب لي حبيبي " التي سخر منها اللورد كرومر في كتابه بعنوان : " مصر الحديثة " والتي اعتبرها أحد أنماط الخطاب الذي يعكس حالة الكسل والخمول في الفكر والسلوك .. على نمط الأغنية راحت بعض قنوات" كايدة العزال أنا من يومي " الفضائية والتي تُعلي قيم "المكايدة الدعائية " على قيم الموضوعية في التناول بإغراق المتلقي المصري في تيار سلبي من المعلومات انحصرت فيها رموز الخطاب وغائية الصور في ثلاثة محاور :
المحور الأول : أن مصر محروسة بعناية الله، وأن ما من أحد أرادها بسوء إلا قصمه الله، في إشارة إلا ما يحدث من اضطرابات في أثيوبيا، وهو كلام من ساقط القول، فالله سبحانة وتعالى لا ينحاز للكسالى والخاملين الذين لم يأخذوا بالأسباب الحياتية التي شرعها لهم في كتابه الكريم، وفصلتها تفصيلاً سنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام .
المحور الثاني : أن بعض قيادات تلك الاضطرابات راحت تستغيث بقيادة مصر التي اعتبرته رمزاً قومياً أفريقياً، وراحت تقطع الطرق المؤدية إلى سد النهضة في محاولة لتحطيمه؛ لإصلاح ما أفسدته الشركات متعددة الجنسيات ومن يقف ورائها من حكومات وأجهزة استخبارات !!.
المحور الثالث : هو محاولة الإيحاء لمزاً أحيانا، وغمزاً أخرى وتلميحاً ثالثة أن وراء تلك الاضطرابات أصابع مصرية لأجهزه تملك قدرات معلوماتية عالية وإمكانات ضخمة لتحريك المنتفضين لتعويق مراحل إنشاء " سد النهضة" المتبقية؛ لتعود أثيوبيا وحلفائها إلي دولتي المصب لـ " تبوس القدم، وتبدي الندم على غلطتها في حقها !! " .
.. والحقيقة أن هذه المناهج من التفكير، وتلك الأنماط المًعلبة من التناول الإعلامي لا تمثل إلا حالة مرضية من "الهستريا الخبيثة"، تلك الحالة التي تختلط فيها الهستريا بجنون العظمة !!
والحقيقة الثابتة أيضا أن معاناة المنتفضين الأثيوبين من "الأورومو" تعود لسنوات طويلة سابقة على " سد النهضة " ومتغيراتالأوضاع في أفريقيا؛ فقد خضع هؤلاء لإجراءات اعتباطية من الاضطهاد والاعتقال والتعذيب والتوقيف لمدد طويلة دون سند من قانون إضافة إلي الحرمان من تولي الوظائف العامة.. ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بنزع ملكية أراضيهم .. مصدر رزقهم لصالح سياسات " الشركات المتعددة الجنسيات " وتتويجاً لما حققته تلك الشركات من انتصارات في مجال "حرب المياه" بإقامة سدود ومشاريع ري لتخدم آلاف الأفدنة المستأجرة من أغنياء العالم من أراضي دول فقيرة، ونقل المحصول مباشرة لدولهم أو بيعه في السوق العالمي .
"حرب المياة" بدأت في أواخر الخمسينيات مع بدء إسرائيل في تحويل مجرى نهر الأردن ( 1958 ـ 1968 ) ومع نهاية التحويل الكامل لمجرى النهر تحول الجزء السفلي من المجرى إلي مصرف، .. وتبعتها تركيا في مشروع الكاب على نهري دجلة والفرات لتتحول العراق أغني مناطق العالم من حيث المياه إلى منطقة فقر مائي يهدد أهله بكارثة بيئية .
وبالطبع لم تكن مصر ونيلها غائبين عن المخطط الشيطاني؛ .. ففي مارس 1974 نشرت مجلة " أوت " مقالاً بعنوان : " مياه السلام " للمهندس اليشع كلي مدير التخطيط طويل المدى في شركة تاحال وهي شركة مساهمة إسرائيلية تمتلك الحكومة الإسرائيلية 52 % من اسهمها، ويمتلك الباقي مناصفة الوكالة اليهودية والصندوق القومي اليهودي، كتب اليشع كلي : "لحل مشكلة المياه التي ستضر اسرائيل لمواجهتها لبضع سنوات قادمة ، ورأى اليشع أن الحل في إحضار مياه من نهر النيل إلى النقب الشمالي " ، وفي إبريل 1974 ومع أول زيارة لمندوب صندوق النقد الدولي لمصر لعرض حزمة من وسائل "الاغتيال الاقتصادي" لمصر، كانت هناك زيارة أخرى متزامنة مع الزيارة المصرية لدولة أثيوبيا لعرض حزمة من الإجراءات عصبها "بيع المياه" لدول حوض النيل وإسرائيل.
.. وتحققت أولى خطوات الحلم الإسرائيلي في السيطرة على مياه النيل وتحويلها لصالح اسرائيل؛ بإعلان الرئيس السادات في يوم الثلاثاء 27 نوفمبر 1979 أثناء إعطاء إشارة البدء في حفر ترعة السلام فيما بين فارسكور والتينة عند الكيلو 25 طريق الإسماعيلية ـ بورسعيد.
.. لكن السخط الشعبي حال دون تنفيذ مشاريع السادات وسياسته وانتهى الأمر باغتياله وتعثر إقامة تلك المشاريع؛ وسعت إسرائيل بكل ما أوتيت من وسائل للسيطرة على منابع النيل؛ وكانت تنتظر قيام دولة جنوب السودان لتباشر شراء مياه النيل منها لتصل إسرائيلعن طريق مصر بعد دفع رسوم مرور المياه المقررة لذلك (4 سنت عن كل متر مكعب )، وقد لعب البنك الدولي دورًا مشبوهاً في تنفيذ هذا المخطط؛ حيث سعى إلى تسهيل المخطط لتوصيل المياه إلى إسرائيل وبصورة قانونية ولما حالت مصر دون تحقيق هذا الأمر لجأت إسرائيل إلى ورقة ضغط أخرى هي "سد النهضة" الإثيوبي لخنق مصر .
أصبح " سد النهضة " حقيقة واقعة والمساس بمنشأته هو بمثابة إعلان لحرب عالمية ، ولا عزاء لإعلام " كايدة العزال أنا من يومي " في استخدام "خداع اللغة " للترويج لمعاني زائفة كطرح مصطلح (الأنهار العابرة للحدود) بدلاً من (الأنهار الدولية) و (الاستخدام الأمثل والتوزيع المنصف والمعقول) بدلاً من (توزيع الحصص) ومصطلح (المياه المتصرفة) بدلاً عن (المياه المتدفقة)، وتخدير الجماهير بالترويج لرفاهية الخيال عن "نيل المطالب بالتمني" على طريقة الأغنية الشعبية : "يا مين يجيب لي حبيبي " !!
الفيس اللى يجيلك من الريح
بقلم : هشام مبارك
ثلاثة أصدقاء أمريكي وفرنسي وصيني جلسوا يتباهون بأحدث ما حققته بلادهم في تكنولوجيا المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي فقال الأمريكي: إحنا عندنا الفيس بوك دلوقتي مش بيفتح بباسوورد عادي لا بقي يفتح ببصمة العين يعني أول ما الواحد مننا يبص للكومبيوتر يفتحله الأكونت بتاعه وقال الفرنسي: إحنا الفيس بوك عندنا بيفتح بالزفير يعني تقعد قدام الكومبيوتر وتسحب نفس عميق شهيق وتطلعه زفير بالراحة قدام الشاشة تقوم تتفتح صفحتك علي الفيس فورا فنظر الصيني لصديقيه وسألهما في بلاهة: يعني إيه فيس بوك؟
هذه النكتة قالها لي صديق صيني تعرفت عليه خلال زيارتي الأخيرة عندما سألته عن الأكونت بتاعه علي الفيس حتي نتواصل بعد العودة حيث قال لي وهو ينظر حوله في شك وريبة: بلاش تجيب سيرة الفيس بوك تاني في الصين لحسن تتفهم غلط، فضحكت قائلا: غلط ليه يا عم هي الفيس بوك كلمة أبيحة لا سمح الله ولا إيه؟ فقال وهو يضع يده علي فمي: تاني هتقولي الفيس بوك هو انت مش عايز تعدي الزيارة دي علي خير ولا إيه ثم أخذ يضرب كفا بكف وهو ينظر حوله كمن يبحث عمن يراقبنا وهو ويقول: جيب العواقب سليمة يا بوذا!
لم أكدب خبر وفي أول لقاء بمسئول بالخارجية الصينية سألته لماذا تغلق الصين الفيس بوك فانزعج بشدة وقال: «شن كن ماك لال»، ترجمتها بالعربي تقريبا إنت مال أهلك وقبل أن أسأله أي سؤال آخر قال وهو يرمقني من فوق لتحت: فنخ ديك شال يونج؟ وترجمتها تقريبا: فيه حد من الصينيين شكالك؟ فقلت بلغة صينية ركيكة وأنا أنظر لمرافقي الصيني الذي بدا مذعورا: «نيه ياه هالي هسن»وترجمتها: لا ورحمة خالي حسن فقال بلغة عربية واضحة: خلاص يبقي خليك في نفسك وبلاش تحشر نفسك في إللي ملكش فيه بدال ما تحصل المرحوم فسألته: المرحوم مين؟ فقال ضاحكا وهو يرزعني علي كتفي بقبضته القوية: خالك حسن ياجدع! فقلت له: طب خلاص يا خال سونج ضحكنا كتير وهزرنا كتير ممكن بجد تقولي انتوا ليه خايفين من الفيس بوك؟ فقال بثقة: احنا مبنخافش من حاجة لكن النمو السريع لوسائل التواصل الاجتماعي زاد عن قدرة الصين علي استيعابه من النواحي القانونية لذا قمنا بتكوين شبكة داخلية لنا نحن الصينيين فقط داخل الصين نتواصل من خلالها بكل صراحة ووضوح ومش بنخبي عن بعضينا أي حاجة وكمان بتغنينيا عن الفيس بوك وتويتر إللي مش وراهم غير وجع القلب فلم أتمالك نفسي وقلت بغباء شديد: أيوه بقي قول إنكم خايفين من عدوي ثورات الربيع العربي إللي لعب فيها الفيس بوك دور كبير فأخذ يقهقه حتي استلقي علي قفاه وهو يقول بالصيني هذه المرة: «خاربي نيهاو اربايك سبرنجنج»وترجمتها: ربيع إيه إللي انت جاي تقول عليه
كان صديقي الصيني الذي يرافقني في الزيارة يشير لي إشارات معناها: اتلم اعمل معروف لحسن كده خطر عليك وعليا فقلت للمسئول: خلاص بلاها فيس بوك فابتسم في ارتياح وقال، وهو ينظر لي بخبث: أنا مش عايز أخبط في الحلل لكن مش كده أحسن ما نعمل فيس بوك ونراقبه وكل الفيسبوكيين يدخلوا في سين وجيم وتحقيقات ومشاكل كتيرة، بص الفيس بوك دوشة ولوكلوك ورغي كتير وبيعلم السهر والصرمحة وبيعطل الناس عن شغلها تاني يوم وكمان بنعتبره تعدي علي حريات الآخرين وإحنا عندنا مثل في الصين بيقول: في النصف الأول من الليل ممكن تفكر لنفسك لكن في النصف الثاني يجب أن تفكر في الآخرين فقلت وأنا أضع النقط علي الحروف: يعني من الآخر كده بتطبقوا المثل الشعبي إللي بيقول: الفيس إللي يجيلك منه الريح سده واستريح فقال وهو يهبدني بكف جديد علي كتفي:»نيم بوذا ألا مكامك» وترجمتها:اسم الله علي مقامك
ضحكة صفوت الشريف
بقلم: محمد إبراهيم الدسوقي
حال إعلامنا المرئى والمكتوب الآن يبعث على الحسرة والشفقة معا، الحسرة لأن معظمه تحركه وتوجهه قاعدة «افضحنى من فضلك» فما أيسر الخوض فى أعراض الناس، وتلطيخ سمعتهم بسند وبدونه، ولم يتورع بعض مقدمى برامج «التوك شو» عن استخدام أحط وأحقر الوسائل، سعيا لجذب المشاهدين حتى لو كان الثمن المدفوع هو انتهاك كل المعايير المهنية والأخلاقية والاجتماعية المتعين توخيها ومراعاتها عند الظهور على شاشات الفضائيات، أو عند الامساك بالقلم لكتابة مقال، وتقرير اخباري. أصبحنا أمام مزاد يومى «للنخاسة الإعلامية» فى أسوأ وأبشع صورها، فهذه مذيعة شابة تلقت تدريبات عالية المستوى فى الاستفزاز وقلة الذوق، فمرة تطل علينا فى برنامجها مرتدية «شورتا ساخنا» وأخرى وهى جالسة داخل بانيو، ثم تستظرف وتقول إنها ستتعرض للانتقادات لجرأتها، وذاك زميل لها تخصص فى اهالة التراب على رأس مَن يصنفهم ضمن أعداء الوطن، فهو جهة الاختصاص فى تحديد المستحقين لنياشين وأوسمة الوطنية والمحرومين من الفوز بها، وهذا ثالث يُغرق فى الاستظراف والهطل المصطنع، ويطلب من مخرجه شراء برسيم لتناوله على العشاء بعد اكتشافه المتأخر أنه «مش فاهم وحمار». هذه النسخة البذيئة الحقيرة من الإعلام الهادم للمجتمعات استفحلت وانتعشت لأننا شجعناها ونصبنا من أصحابها نجوما وأبطالا ولم نردعهم ـ كمجتمع ـ لوقفهم عن التمادى فى طريق الغى والابتذال والاستهبال، وبعد أن ثبتوا اقدامهم على الساحة وظنوا واهمين أنهم فعلا أبطال ويحمون مصرنا من المتآمرين الأوغاد والمتربصين بها، يئن المجتمع منهم، ويبدى ضجره وتبرمه مما يشكلونه من خطر عليه وعلى قيمه وأخلاقياته، ومن هذه الزاوية تبدأ المأساة الكبري. فمكونات المجتمع الشاكية من «الإعلام الفضائحى» لا تدرى أنها تساعده باقبالها الشديد على التفاهات من الأخبار، والبرامج، والمسلسلات، والأفلام الغارقة فى اشاعة ثقافة السوقية والفجاجة بدعوى الواقعية، والتعبير عن قضايا المهمشين والمطحونين المعذبين فى الأرض. وللاستدلال احيلك للتفاصيل الواردة فى التقرير السنوى لمحرك البحث «جوجل» عن المجالات التى حرص المصريون على التنقيب عنها من خلاله فى عامنا الموشك على أن تغرب شمسه، حيث احتلت المقدمة الأفلام، والبرامج التليفزيونية، والموسيقي، وأخبار المشاهير من الفنانين والراقصات والشخصيات العامة، والجريمة، والأحداث الرياضية، وجاء فى ذيل الموضوعات الأكثر بحثا تلك المتعلقة بالشئون السياسية والاقتصادية. فالاولوية ممنوحة للمسائل الخفيفة اللذيذة غير المرهقة للعقل والقلب، فالجمهور يبحث عن الاثارة والمتعة والتشويق، البعض سوف يفسر ذلك بأن المصرى ناله ما ناله من الارهاق والشد العصبى إبان السنوات الأربع الماضية ويحتاج لاراحة أعصابه المتوترة، اتفق قليلا مع هذا التفسير، لكنه ليس صحيحا على اطلاقه، فغالبيتنا ــ بدون أن يغضب احد ــ تفضل النمنمة والفضائح بمختلف أنواعها، وتجرى ناحيتها بالأشواط كما يقولون. ما أريد قوله إن المناخ العام يوفر مساحات شاسعة يصول ويجول فيها «إعلام الفضائح» لكى يتواكب مع طلبات وتطلعات الجماهير الغفيرة غير المستعدة للمناقشات الجادة العميقة المساهمة فى تصحيح المسارات والاتجاهات فى بلد يعكف على إعادة صياغة مؤسساته وتوجهاته القومية ويسعى لتجميع المواطنين حول أهداف قومية عظمي، فبدلا من أن يسهم الإعلام فى تشكيل الوعى والذوق العام والارتقاء بهما بحيث يصبح المواطن شريكا فاعلا فى البناء والتنمية، إذا به يحوله لمتلق سلبى وظيفته الوحيدة الجلوس ساكنا مستريحا أمام الشاشة لمتابعة ما يبث من غث وخرافات، وتفاقمت الحالة حتى بلغنا مرحلة العبث القاتل. من جهتها فإن دوائر الإعلام لا تمتلك الشجاعة الكافية للاقرار بأخطائها وعيوبها الجسيمة، فهى لا تقدر على تنظيم صفوفها، ولم تحسن استغلال حيز الحرية الذى زاد عقب ثورتين شعبيتين، وتخلصها من الكثير من القيود والمحاذير المفروضة عليها أثناء عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وعندما تصدت لوضع مدونة سلوك اشتملت على عبارات وقيم عظيمة وجميلة ضلت سبيلها للتنفيذ بدليل ما نتابعه من سخافات ومهازل من الإعلاميين مع بعضهم البعض، وبينهم وبين الجمهور. وقمة التناقض أن الإعلام النافض عن ثوبه قبضة الرقيب والتعليمات الفوقية فى العهود الغابرة، والذى ظل يطلب منحه الحرية، يحاول العودة بعجلة الزمن للوراء بمطالبته بتعيين وزير للإعلام يتولى رسم الخطوط والحدود لها، ويكون المرجعية الحاكمة، وبعضنا جرفه الحنان لزمن صفوت الشريف، الذى أجاد ضبط ايقاع وحركة الإعلام بما فيه القنوات الخاصة الممولة من قبل رجال الأعمال، وأتخيل رد فعل الشريف على المشهد الإعلامى الراهن، واعتقادى أنه سيضحك كثيرا وسيقول بينه وبين نفسه: «فين أيام زمان، حينما كنت اضبط ايقاعه ونبضاته». كذلك فإن إعلامنا لا يقر بأنه لا يجيد تقديم النماذج الجيدة الواجب أن تكون فى مقدمة القافلة، فالأضواء مركزة على فتاة لم تبلغ الحلم بعد ترقص وسط الحارة ممسكة «بسنجة» وفتاة المول التى توقف بسببها برنامج ريهام سعيد، وحواديت الجن والعفريت وأمنا الغولة، وخناقات الراقصات، وموضة الفنانات.. الخ. بالله عليك احسب ما خصص من مساحات ووقت للحديث عن بطل شجاع فذ، مثل الجندى محمد ايمن شويقة الذى ضحى بحياته لانقاذ رفاقه لدى مداهمة وكر من أوكار الإرهابيين فى سيناء، وقارنه بما حازه موضوع توقف برنامج ريهام سعيد من اهتمام وتغطية وتعليقات، بلا ريب سيفوز الأخير، فنموذج المجند الشهيد يتم المرور عليه مرور الكرام قبل الانتقال لفقرات الشعوذة ومهاترات «الفيس بوك» و«تويتر». إعلامنا يحتاج لوقفة متأنية مع الذات حتى لا يتحول لدبة تقتل صاحبها مثلما يفعل حاليا.
قضية المستشار ناجى شحاتة
بقلم: حمدي رزق
واتصل المستشار محمدى قنصوة بكاتب هذه السطور طالباً الكف عن ذكر اسمه، مدحاً أو قدحاً، قائلاً «القاضى لا يُمدح ولا يُذم»، كانت الحملة آنذاك ضارية على المستشار الجليل، كان متصدياً لقضية رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، لكنه لم يقبل دفاعنا، ترفعاً، وترفيعاً للعدالة أن تستنيم للمدح أو تستنفر من القدح، هكذا كان القضاة يخشون على أنفسهم من أنفسهم مدحاً أو قدحاً.
إذن هى قاعدة قضائية مستقرة، القاضى لا يُمدح ولا يُذم، بالضمة، وبالمثل القاضى لا يَمدح ولا يَذم، بالفتحة، فإذا ما تورط القاضى فى مدح وذم، حق عليه المدح والذم.. وهذا ليس تدخلاً أبداً فى سير العدالة، أو تأثيراً على القضاة، أو خروجاً عن المستقر من إخراج العدالة من قواعد حق النقد، معلوم هناك قواعد قانونية متبعة للنقض ليس من بينها الصحافة.
تنصل المستشار ناجى شحاتة من حوار المدح والذم المنشور فى الزميلة «الوطن» لا يعفيه من المساءلة القضائية، والحوار منشور على موقع «الوطن»، أين المجلس الأعلى للقضاء من هذه القضية الخطيرة، قاض يحكم بين الناس، ويقسّم الناس أخيارا وأشرارا، فيمدح هذا حباً، ويقدح فى حق ذاك كرهاً، القاضى لا يحب ولا يكره مثل بقية الناس.. ماذا تبقى لديه من عدل ليحكم به بين الناس؟.
إذا كانت كراهية المستشار شحاتة لثورة يناير تنضح سطورا وأقوالا، كيف نأتمنه على محاكمة شباب هذه الثورة؟.. دعك من موقفك الشخصى منهم، وإذا كانت كراهيته للإخوان طافية فى حواره الذى أغرق «يوتيوب» صوتاً وصورة، كيف نأتمنه على محاكمة رموز وشباب هذه الجماعة؟.. سيبك من موقفك الشخصى منهم، ونح الموقف السياسى جانباً، المنصف من يطلب للإخوان محاكمة عادلة وإلا ما مغزى إحالتهم إلى القضاء، إذا كان الحكم بإعدامهم ثابتاً فى حوار هذا القاضى!.
عندما يفصح القاضى عن خبيئة نفسه هكذا فى حوار مسجل بالصوت والصورة، ماذا عن ضمير القاضى؟.. إذا كان هذا هو ضميره قبل الحكم، كيف ينبنى حكم على ضمير لوثته السياسة؟.. واضح أن المستشار «شحاتة» صاحب موقف سياسى، وهذا ليس عيباً فى شخصه، هو حر، ولكن هذا مكانه خارج ساحات المحاكم تماماً، لا مكان لقاضٍ مسيّس فى القضاء، وهذا يخرجه من القضاء، وينزله من على المنصة، كيف يحال قضاة رابعة إلى الصلاحية، وهذا حق، ويترك المستشار «شحاتة» هكذا يحكم بين الناس؟.
القاضى الذى تعتمل بداخله العوامل السياسية، وينظر فى قلوب الناس سياسياً، ويفصح عن ميل قلبى وفكرى واتجاه سياسى، أليق به أن يعمل بالسياسة، والباب مفتوح، وطالما هو ناشط سياسى هكذا، فلينشط حزبياً فى سياق العمل الحزبى والسياسى والباب مفتوح.
حوار «شحاتة» مع «الوطن» يشكك فى جل أحكامه، ويورثنا شكاً فى إعداماته، كيف لقاضٍ أن يفخر بأنه قاضى الإعدامات، فليتواضع قليلاً لله، وليقل كما يقول العظماء من سدنة العدالة الأجلاء، الحكم عنوان الحقيقة، أما الحقيقة فعلمها عند الله.
المستشار «شحاتة» خرق الناموس القضائى المعتبر بهذا الحوار، وإذا تغاضى المجلس الأعلى للقضاء عن هذا الحوار، سيفلت الزمام بالكلية، وستنزل المنصة إلى وحل الشارع، وستتحول المحاكمات من ساحات المحاكم إلى استديوهات الفضائيات، ولن يصمد حكم واحد تحت القصف العشوائى صحفياً وفضائياً وإلكترونياً، وستنتهك حرمة العدالة، وسيصبح القضاة فى مرمى النيران، كيف تحرمون التعليق على أحكام القضاء، والمستشار «شحاتة» يعلق على أحكام محكمة النقض!!
استمرار المستشار «شحاتة» على المنصة بعد هذا الحوار يكلفنا كثيرا، ويكلف أكثر كثيرا القضاء الذى نفخر بقضاته وننزلهم منزلة الأنبياء، ويعطى رخصة لكل من يضمر للقضاء الشامخ شراً.. وهم كثر!.
تَرَحَّمُوا على زمن البذاءةِ المُحتشمة
بقلم: يحيى حسين عبد الهادى
(إن الله لا يُحِبُّ الفُحْشَ ولا التَفَحُّش) حديث شريف... قَبْلَ رُبع قرنٍ، كان المصريون يردون (غيرَ مُصدقين) قاموس الشتائم التى يرددها وزير الداخلية زكى بدر (غَفَرَ اللهُ له) فى مؤتمراته (الجماهيرية) غير المُذاعة إعلامياً.. بدأ الرجلً فُحشَه بسَبِّ رموز المعارضين لسياسات مبارك والطعن فى شَرَفِهم، فلما لم يحاسبه أحدٌ اعتُبِرَ ذلك دليلاً على رِضا مُبارك.. فأوغل الرجل فى الانحدار أكثر إلى أن وصل إلى الدَرْكِ الأسفل فى مؤتمرٍ شهيرٍ أصاب لسانُه فيه الجميع (باستثناء مبارك طبعاً).. كان اللقاءُ فى بنها أمام خمسة آلاف رجلٍ وامرأة واستخدم ألفاظاً يَعَفُّ القلمُ عن كتابتها وتمنع رقابة الآداب (والأهرام) نشرها.. بدأ بالهجوم التقليدى على جماعة الإخوان ومرشديها من الأول للأخير، ثم انتقل إلى رموز المعارضة كإبراهيم شكرى.ومحمد حلمى مراد وخالد محيى الدين وفؤاد سراج الدين .. ثم قِمَم الصحافة والفكر كأحمد بهاء الدين ومحمد السيد سعيد ويوسف إدريس وفتحى رضوان.. ثم طَالَت البذاءةُ مسئولين سابقين، واختتم وَصلَةَ السَبِّ والقذْفِ بزملائه من المسئولين الحاليين بادئاً بعاطف صدقى رئيس الوزراء وحسب الله الكفراوى وزير الإسكان .. نشرت صحيفتا الشعب والأهالى وقائع المهزلة ولم يتحرك مبارك .. قَدَّم فؤاد سراج الدين وإبراهيم شكرى احتجاجاً للرئاسة ولم يتحرك مبارك.. فقط عندما أرسل أحمد بهاء الدين مقالاً غاضباً للأهرام، طلب مبارك من بدر أن يستقيل وتم سحب المقال من المطبعة .. كان مما قاله بهاء (كُنتُ أقلّ المشتومين حظاً من الشتائم .. ومِثلِى من لم يشتم إطلاقاً.. ولكن كان ثَمَّة شعورٍ يشمل الجميع دون استثناء بالإهانة العميقة البالغة، فقد سَبَّ من الرموز والأفراد مَنْ إذا سَبَّهم فكأنه سَبَّ الشعبَ المصرى كله.. وبذاءةُ السِبَاب لم يكن لها مثيل .. وما قرأتموه فى جريدتى الشعب والأهالى ليس إلا عُشر مِعشار ما قاله بالفعل، فأكثرُه لا يُنشر ولا يُقال.. أكثرُه مما إذا قاله فردٌ لآخر فى حارةٍ لأُلقِىَ إلى السجن.. إنَّ مِنْ حق الدولة أن تقبض على مواطنٍ وتحاكمه وتعدمه ولكن ليس من حقها أن تجعل شرطياً يصفعه على قفاه، فالإهانة شئٌ آخر.. فما بالُنا إذا كانت الإهانةُ جماعيةً تشمل الناس جميعاً؟! وكيف يعيش ناسٌ فى وطنٍ وفى عهدٍ وهم يشعرون أنهم _ بالاستعارة من دوستويفسكى _ «مُذَلُّون مُهَانُون» بين شعوب الأرض؟ والذُلُ والمَهَانَةُ يجرحان الشعوب بأقصى مما يجرحها الجوعُ ذاتُه) انتهى كلام أحمد بهاء الدين، الذى تَتَبَدَّى طِيبَتُه ونقاؤه فى استشهاده بدوستويفسكى وهو يخاطب رئيساً لم يُعرَفْ عنه أنه قرأ فى حياته كتاب أدبٍ أو شعر.
لا أدرى ماذا كان يقول بهاء لو امتَدَّ به العُمرُ إلى أيامنا التى صِرنا نَتَرَحَّمُ فيها على زمن هذه البذاءة المحتشمة (إذا جاز التعبير) .. لم تَعُد البذاءةُ مُحاصَرَةً فى مؤتمرٍ غير مُذاعٍ يحضره خمسة آلاف فقط، وإنما صار الطَفْحُ يتدفق علينا من شاشاتٍ يشاهدها عشراتُ الملايين فى بيوتهم على الهواء.. وأُضيفَ إلى بذاءة اللفظ بذاءة الفِعل (أو ما يُسمَّى التسريبات) وصار المتفحشون هم نجوم المرحلة.. تتسابق عليهم الفضائيات، ضيوفاً ومذيعين.. ووصلت (المَسخَرَةُ) حَدَّ أن المُتَفحشين صاروا هم أصحاب الفضيلة الذين يمنحون صكوك الوطنية لمن يَرضَى عنهم مُحَرِّكُوهُم.. وكما كان يفعل قُدوتُهم فى البذاءة من ربع قرن، يُغَلِّف الشتامون الجُدُد سِبابَهم بالهتاف للرئيس ولمصر ثم يستبيحون الجميع قولاً وفعلاً.. لا أقصد بالجميع المعارضين فقط، وإنما حتى المؤيدين من ذوى الصوت المختلف.. والأجهزة الغبية مبتهجةٌ ظَنَّاً منها أن ذلك يحفظ الدولة، مع أن كل الدول التى سقطت حولنا لم تسقط إلا بمثل هذه المُمارسات.. لا أُعفى من المسئولية بعضاً من فرقاء السياسة الذين غَضُّوا الطرف عن البذاءة فى حق خصومهم (وابتهجوا بذلك أحياناً).. مع أن البديهى أن الذى أَبْذَأَ فى حق خصمك أولاً، سيُثَنِّى بك ولن يستثنى أحداً إلا أهله وعشيرته من فَسَدَة نظام مبارك .. أتحدث هنا عن البذاءة لا الاختلاف.. ولكن مسئولية الدولة أكبر.. ليس لأن صَمْتَها سَرَّبَ لكثيرين شعوراً مُبَرَّراً بأن فى الدولة مَنْ يقف خلف هذه الممارسات، لا سيما وأن هؤلاء المتفحشين لم يُعرف عنهم إلا الانبطاح الكامل لكل الأنظمة، إذا طُلِب منهم أن ينهشوا شريفاً فاقوا رَدَّاحات الحوارى، وإذا طُلِب منهم أن يصمتوا بادروا بقطع ألسنتهم.. وإنما لأن صمت الدولة على استمرار هذا التَفَحُّش يُقَوِّض أُسُسَ الدولة بالمفهوم القانونى.. الدولةُ لم تقم بواجبها كدولةٍ عَبْرَ مؤسساتها المختلفة.. للنيابة دورٌ لم تقم به دون انتظار بلاغاتٍ (مع أن هناك بلاغات).. وللمنطقة الاقتصادية الحرة لمدينة الإنتاج الإعلامى دورٌ لم تقم به (وقد كنتُ عضواً بمجلس إدارتها قبل عزلى وأعرف يقيناً أنها تملك إيقاف المتفحشين مذيعين وبرامج وقنوات).. أما التنصت على الحياة الخاصة للمواطنين وفبركتها ثم (تسريبها) للمتفحشين فى انتهاكٍ فاضحٍ للدستور فهو مسئوليةٌ مباشرةٌ للدولة، سواء كانت هى التى تَنَصَّتَتْ وفَبْرَكَتْ وسَرَّبَتْ، أو لم تُعاقِب وتَمْنَع مَنْ تَنَصَّت وفَبْرَك وأذاع.. حدثت واقعة زكى بدر فى عهد رئيسٍ حكى المقربون منه رواياتٍ عن نكاته البذيئة التى كان يُحِبُّ سَمَاعَها وترديدها.. المُفارَقةُ أنه بعد رُبع قرنٍ وفى عهد رئيسٍ يقول عن نفسه ويُجمِعُ القريبون منه على أنه عَفُّ اللسان دَخَلَ المُتفحشون البرلمان!!!.
حكاية سعيد عبد الخالق وفلاشات الفاسدين تكررت مع الفخرانى
ادانةُ الفخرانى لا تغسلُ ثوبكم
بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
قبل رُبع قرنٍ كان الكاتب الراحل سعيد عبد الخالق مُحَرِّرُ باب العصفورة فى جريدة الوفد يَشُن حملةً صُحفيةً على وزير الداخلية الأسبق زكى بدر ومسئولٍ عربىٍ شهير (غَفَرَ اللهُ لهم جميعاً). اتصل المسؤول بسعيد للالتقاء فى أحد الفنادق لتوضيح ما قد يكون التبس عليه .. ما كاد الضيفُ يصل حتى انزلقت من يده حقيبةٌ على الأرض وما كاد سعيد ينحنى ليناولها له حتى انقضَّت كتيبةٌ كاملةٌ من رجال المباحث والصحفيين والمصورين بإشرافٍ مباشرٍ من زكى بدر ليتحول الأمرُ إلى فضيحة رشوةٍ بالصوت والصورة (هكذا قالوا) بطول وعرض الصفحات الأولى من صُحُف الدولة .. بَرّأَ القضاءُ سعيد عبد الخالق بعد ذلك طبعاً.
منذ ثلاثة شهورٍ تم القبض على النائب السابق حمدى الفخرانى فى منزل نائبٍ سابقٍ يُطلق على نفسه (المُعالج الروحانى) بتهمة طلب رشوة مليونية للتنازل عن دعوى (لم يرفعها) لاسترداد أرضٍ (لا يملكها لأنها تخص شركة النيل لحليج الأقطان التى عادت للدولة) .. أَمَر المستشار ياسر فاروق التلاوى المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة (وابن الدكتور فاروق التلاوى أحد من اختصمهم حمدى الفخرانى) بحبس حمدى على ذمة التحقيق .. تم تجديد الحبس عدة مراتٍ، وفى المرة الوحيدة التى أُخلِىَ فيها سبيله كانت بكفالةٍ مليون جنيه(!) لم يقدر عليها الرجل فأكمل ثلاثة شهورٍ فى محبسه إلى أن حَكَمَت محكمة جُنَح منذ أيامٍ بحبسه سنتين مع الشغل والنفاذ بتهمة الابتزاز وسنتين مع الشغل والنفاذ بتهمة استغلال النفوذ، وهى العقوبة التى قال عنها محاميه إنها من خارج قانون العقوبات الذى يقضى فى حالة استعمال النفوذ بالحبس أو غرامة لا تتجاوز 500 جنيه وقد اختار القاضى الحبس وأضاف إليه الشغل والنفاذ وهو ما لم تتضمنه المادة .. هذا إذا تعاملنا بجديّةٍ مع موضوع استغلال حمدى للنفوذ أصلاً وهو رجلٌ بلا منصب .. حتى ما رَوَّج له إعلام أمانة السياسات من رئاسته لجمعية مكافحة الفساد فقد نفاه الفخرانى من اللحظة الأولى وتحدَّى أن تكون هناك جمعيةٌ بهذا الاسم .. وقد ثبت صدقُ الرجل وكَذِبُهم ولكن بعد أن راجت الأكذوبة وفعلت أفاعيلها .. مثلما راجت حكاية ثبوت الواقعة بالصوت والصورة، ثم جاءت أوراق التحقيق المنشورة خاليةً من تفريغ التسجيلات الصوتية، أما الصورة فقد جاءت شبه متطابقة مع ما حدث لسعيد عبد الخالق منذ رُبع قرن.
لستُ ممن ينتقدون أحكام القضاء وأثق فى أن حمدى سيقف ذات يومٍ أمام قاضٍ آخر يُنصفه .. لكن حتى لوكانت التُهَمُ حقيقية (لا قَدَّر الله) فإن المرء لا يملك أن يمنع نفسه من الدهشة من أن تحكم محكمة جُنَح (وليست جنايات) بحبس رجلٍ أربع سنوات بسبب الشروع فى ابتزازٍ واستغلال نفوذ (وهو ما يدخل فى باب النوايا) بينما حُكِم على ابنى مبارك بثلاث سنوات بتهمة السطو الفعلى على مالٍ عامٍ قدره 125 مليون جنيه فيما عُرِف بقضية القصور الرئاسية .. ورَأَت محكمةٌ أخرى أن ممتلكات حبيب العادلى التى تقترب من مائتى مليون جنيه (غير ما لم تتمكن الأجهزة الرقابية من حصره!) هو مالٌ حلالٌ مشروعٌ ليس فيه شبهة استغلالٍ لأى نفوذ(!).
قلبى مع حمدى الفخرانى وأدعو الله أن يُفَرِّج كَرْبَه وكَرْبَ أسرته لا سيما ابنته الطبيبة المثقفة ياسمين، التى عرفناها فى كفاية قبل أن نعرف أباها .. أما حمدى فقد أصبح فى بؤرة الضوء فجأةً عندما ذهب ليشترى قطعة أرضٍ من وزارة الإسكان فقيل له لا يُوجد، فَأَسَّرَ له أحدُ العاملين بأن الوزارة نفسها أقطعت أحد رجال الأعمال ملايين الأمتار مجاناً ليقيم عليها (مدينته) .. ذهب حمدى بشكواه إلى مجلس الدولة ولم يأبه أحدٌ بالقضية باعتبارها مرفوعةً من غير ذى صفةٍ، فإذا بمجلس الدولة يقبل دعواه باعتباره أحد أصحاب هذا المال العام ثم يصدر الحكم المجلجل ببطلان هذا التخصيص الفاسد وانتهى الأمر بعد سنواتٍ بإعادة حقوقٍ للدولة بنحو عشرة مليارات جنيه (لم يأخذ منها حمدى مليماً) .. بعد ذلك لم يترك حمدى صفقةً مشبوهةً إلا واستخدم حقه كأحد مُلاّك هذا المال العام للطعن على فسادها.
حمدى (من معرفتى به) رجلٌ طيب القلب ليس به ذرة سياسة، يتدفق لسانه بما يشعر به دون رَوِّيةٍ أو مُراجعةٍ .. وهو ما أوقعه فى صدامٍ مع كل القوى السياسية تقريباً، لكن الأدهى أنه وجد نفسه من حيث لا يدرى فى صدامٍ مع مواطنين عاديين غير فاسدين اشتروا أراضٍ بأسعارٍ باهظةٍ ممن اشتروها من الدولة فى صفقاتٍ فاسدةٍ بسعر التراب .. ليس ذنب حمدى بالقطع ولكنها خطيئة الدولة التى لم تلاحق الفاسدين الكبار .. لم تحاسبهم الدولة .. لأنهم كانوا هم الدولة.
حكى الأسطورة الإغريقية أن قريةً كانت كل نسائها عاهراتٍ إلا واحدة شريفة .. لم تنتقدهن بل وحتى لم تَدعهُنَّ للفضيلة .. لكن طهارتها كانت تُشعرهُنَّ بالتلوث فلم تَرتَحنَ إلا بعد أن لَوَّثْنَها وكأن تلويثها يغسل سُمعَتَهُنَّ .. يوم أن قُبِضَ على حمدى الفخرانى (الذى أدعو الله أن يكون بريئاً) قطعت فضائيات أمانة السياسات برامجها ولم تُخْفِ شماتتها وتَحَزَّمت فرقةٌ كاملةٌ من الفاسدين وبدأت وصلةً من الرقص على جُثة الرجل، ظَنّاً منهم أن إدانة الفخرانى تغسلُ ثوب فسادهم .. مع أن ما حدث حقيقةً هو أنهم قاموا بتذكيرنا بالجريمة الأصلية التى لم يُحاسَب عليها أحدٌ رغم ثبوت فسادها بأحكامٍ باتَّة .. فضلاً عن أنها ارتُكِبَت فى حق التسعين مليون مصرى وليس فى حق الأستاذ/ صموئيل المحامى (إن كان له حق).
أتحدث عن بيع شركات المحالج (وليس شركة النيل فقط) وهو قطرةٌ فى مستنقع الخصخصة .. لا أتحدث عن قرار البيع فى حد ذاته كحلقةٍ فى سلسلةٍ من الإجراءات التى أدت إلى تدمير القطن المصرى (زراعةً وصناعةً) فهو فى النهاية قرارٌ سياسىٌ يحتمل الصواب والخطأ .. ولكننى أتحدث عن بيع أراضٍ قيمتها أربعة مليارات جنيه بأقل من ربع مليار(!) أو شركة المحالج الأخرى التى بِيعت لأحد أعضاء أمانة السياسات (أصبح فيما بعد وزيراً!) اشترى الرجل خمسة عشر محلجاً مساحتها 600 ألف متر فى أجود الأماكن على النيل بمحافظات مصر بمبلغ 60مليون جنيه بما فيها الوديعة التى تملكها الشركة (45 مليون جنيه) أى أنه اشترى هذه الشركة الكنز بحوالى 15 مليون جنيه فقط .. وقد وصلت قيمة الأرض بعد أقل من عشر سنواتٍ إلى حوالى ستة مليارات جنيه أى أكثر من 400 ضعف ثمن الشراء (وهو ما لايحدث إلا فى تجارة المخدرات).
جميلٌ أن تنتفض الأموال العامة (مباحث ونيابة) للتحقيق فى بلاغ مواطنٍ مُعالجٍ روحانى، ولكن أليست هذه الجرائم وغيرها من جرائم الخصخصة من جرائم الأموال العامة أيضاً مثل قضية حمدى الفخرانى، وتزيد عنها أنها تأكَدَّت بأحكامٍ قضائيةٍ باتة أشارت إلى المجرمين بأسمائهم؟ .. فهل نطمع فى أن تمتد صحوة الأموال العامة لملاحقة هؤلاء المجرمين الذين لم يُحَقَّق مع واحدٍ منهم (مجرد تحقيق) ولم يُحبس احتياطياً (ولو لساعةٍ) ولم يُجَرَّس فى الفضائيات، بل إنهم استصدروا قانوناً باطلاً يُحَصِّن فسادهم بمنطق (عفا اللهُ عما سلف) مع أن الله يقيناً لا يعفو عما يخص حقوق العباد .. هل نطمع أن يقوم رجال الأموال العامة بملاحقة هؤلاء الذين سرقوا أموالنا ويُخرجون ألسنتهم لنا ويطلّون علينا من فضائياتهم باعتبارهم وجهاء المرحلة .. لاحِقوهم قبل أن يتم استوزارهم.
أخلاق للبيع ...!
بقلم: انجي مصطفى
كعادتي عندما أهم في الكتابة، تصارعني الأحداث و المستجدات السياسية ، أيهم يستحق أن أسلط عليه الضوء ، تبعا لجسامة تأثيره على مصر و المصريين ، أو لضرورة تنبيه المسئولين له ،عل وعسى أن يلق الاهتمام و العناية اللازمين ،تاركة المستجدات الأقل شأنا إلى مرات قادمة ربما تأتي أو لا تأت ، بيد أن الوضع هذه المرة انتهى بالتعادل ، كيف لا وكل الأحداث تتقافز بجنون أمام ناظري في نفس ذات التوقيت . فبرلمان الشعب قدم فروض الولاء و الطاعة للقيادة السياسية باكرا بحق و قبل حتى انعقاده ، ناسيا أو عاقدا العزم أن ينزع سلطاته الواحدة تلو الأخرى تحت أقدام السلطة السياسية ، طواعية ليس كرها ، تزلفا و قربا ، فطالعنا مصطفى بكري ( ممثل الشعب المفترض ) بتصريح عجيب مفاده أنه لن يصدر منه مطلقا أي قرار يعارض الرئيس ! و ها هو حزب الوفد ( العريق ) يحذو حذوه ، و يعلنها أنه سيقف خلف ظهر الرئيس ،ربما أسوة بعزمي مجاهد الذي أعلن أن جل ما سيفعله في البرلمان هو أن يمدد فترة ولاية الرئيس في الدستور المستفتى عليه إلى 6 سنوات ، و قد ظهر للعيان أن الجميع يتسابقون فيما بينهم ، أيهم أكثر تصعيرا للخد، بلا تفسير لهذه الهرولة العجيبة. و يبدو أن نواب الشعب قد غاب أو غُيّب عنهم حقيقة دورهم النيابي ، فالمجلس هو صاحب السلطة التشريعية و الرقابية على أداء السلطة التنفيذية، الممثلة في الرئيس و الأجهزة المعاونة، سلطتهم في ذلك تعادل أو تتفوق على سلطة الرئيس ذاته ، و الذي يخول لهم الدستور المستفتى ، و الذي يعتزمون استباحته ، سحب الثقة منه بموافقة ثلثي أعضائه . و قد فرشت الهرولة تلك و تقديم فروض السمع و الطاعة ، الطريق أمام السيسي للاستمرار في استصدار القوانين بصفته التشريعية المؤقتة، و التي ضرب بالكيان التشريعي القائم ممثلا في مجلس النواب عرض الحائط كأن لم يكن ! مع انه لو صبر قليلا لأيقن ان المجلس لن تخرج مهمته عن مهمة " البصمجي " على كل قراراته . و قد طغت على الأحداث الحالية مشاهد جنسية مزعومة ومنسوبة للنائب خالد يوسف مخرج ثورة 30 يونيو ، احتدت معها الأصوات المطالبة للأجهزة المعنية بمحاكمته و نزع عضويته ، حيث يبدو أن خالد انتهج نهجا لم ينل رضا ذوي الأمر ، ظهر جليا في همهمات الاعلاميين ، من أنه أراد أن يصبح زعيما داخل البرلمان ، فما وجدوا في هتك حياته الخاصة ،و استباحة عرضه و عرض فتاته أي غضاضة ، ضاربين بالأخلاق و القيم و الأعراف المجتمعية، التي تمنع فضح العلاقات الحميمية كل الحدود الانسانية. مما جعل التضحية بشرفه قربانا يقدمونه عن طيب خاطر و تشفي مصحوبا بالتلذذ و التلصص على مذبح الأخلاق و القيم ، محمرين أعينهم لمن تسول له نفسه السير على نفس النسق و المنوال . فاستحق مجلس الشعب معه ، أن يبدل مسماه بدون أي تجني أو تحفظ إلى "مجلس الرئيس" ، حيث تسود أجندات نوابه، رضا الرئيس و سعادة الرئيس و اطمئنان الرئيس ، أما الشعب الذي وكلهم عليه ، فلهم الله خير وكيل ! و مازلنا مع نوادر و طرائف البرلمان ، حيث حصد توفيق عكاشة أعلى الأصوات ، راسما العهد العكاشي بكل جدارة ، فالرجل لا يمكن اعتباره على درجة من العلم تؤهله في عالم خيالي تعيش فيه أسر على شاكلة " دونالد دك " لذاك المنصب ، فما بالك و قد نال أعلى الأصوات ! و يا ليت الأمور ، انتهت عند هذا الحد ، بل ارتحلت من عالم والت ديزني إلى عالم هتشكوك ، فطالعتنا الصحف بالتقاء الأخير مع وزير التربية و التعليم ليرسموا للطلبة مناهج التعليم !! ويا مصر لا تحزني ، فذاك نصيبك من ارث تجهيل متعمد تم على أسس و قواعد مرسومة ،على استحياء ربما في عهد مبارك ، منزوعة من كل براقع الحياء في العهد الحالي ، وقد أخرج للناس لسان حاله الذي أنطقه تامر أمين في جملته الشهيرة ، " لو مش عاجباك البلد غور وورينا عرض اكتفاك " ! و عكاشة ، استمرأ لعب الدور الجديد ، فانتفخت أوداجه أمام رولا خرسا و هو يغلظ من صوته، يريد تروضه على الحصافة و عمق الكلمات ، فوصف ساحة البرلمان و مبانيه بالثوب المرقع ! و لا أدعوكم يا سادة إلى فهم عبارته الغريبة ، فو الذي نفسي بيده ، لو حاول أعتى الأطباء النفسيين تحليل عبارته فما استطاعوا اليه سبيلا ، رغم اشتهار المصريين بالتبرير لمن يحوز رضاهم ، و قبل أن يتحفنا بوصف المجلس ، أدهشنا باقتراح السماح بالمظاهرات داخل المجلس ، و هو ليس مستغربا ممن هم على شاكلته أن يهينوا توقير المجلس، و بعد أن سبقهم اليها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بكوتة الفلاحين و العمال ، غير منتقصة من قدرهم ، انما متفهمة لدوافع القيادة السياسية في سوق أذهن الطيبين من المصريين ،بعيدا عن المشاكسين المتسببين لهم بصداع دائم ما داموا . و من البرلمان إلى قناة السويس ، حيث استمر انخفاض عوائد القناة للشهر الرابع على التوالي ، مسجلا بذلك أدنى مستوياته منذ فبراير الماضي ، تاركا العديد و العديد من التساؤلات المنطقية حول كيفية اعداد دراسات الجدوى ، و من المسئول عن فشلها ، و عن حقيقة تأكيد السيسي في خطبة من خطبه أمام الميكروفون، من أن القناة قد كفت تكاليفها في بداية تشغيلها ؟ بيد أن ميكروفون السيسي كان أوفر حظا عن مثيلة ميكروفون الجزيرة ، الذي شهد "موقعة الميكروفون" لصاحبها سامح شكري ، و الذي وصفه عزمي مجاهد ب " الدكر " ،و لا أدري عن أي " دكر " كان يقصد مجاهد ، الدكر الذي نكس رأس مصر في المفاوضات ، أم الدكر الذي نفش ريشه على ميكروفون ، لا حول له و لا قوة ! و هل الموقعة أريد بها اخافة الجانب الأثيوبي ،و إظهار أن مصر تغضب فتثور فتغلي فترغي فزبد فتضرب الميكروفونات ؟؟ تغير المجتمع كثيرا في الآونة الأخيرة ، و أضحت القيم كما الخبز و الكرامة و الحياة الآدمية ، ترفا لا يستحقه المواطن المصري ، وأضحى الخنوع و الذل و الانكسار و الاستئساد على الضعيف ،أخلاقا بديلة مطلوبة ، فأضحى السمع و الطاعة ، و كف التبجح و نبذ الزعامات ، سمة من سمات العهد الحالي ، و قد ساقها مصطفى النجار في تغريدته الأخيرة، و التي وصف بها حال مصر، أنها استقرت في أدنى مراتبها الأخلاقية ، حيث أضحت دولة اللا أخلاق ، و أزيد على النجار بتساؤل أخير ، و هل هناك دولة ؟
نقطة على السطر
بقلم / محمد كمال
اشتقرار اشيوبيا الشقيقية ؟
قبل النقطة – بنقطة تؤكد فيها المحروسة الطيبة عدم التشفي في اشتقرار اشيوبيا .. يا سلام :
الخارجية رداً على ما شهدته بعض المدن الإثيوبية من اضطرابات
مصر .. تتمنى الاستقرار للشعب الإثيوبي ولدولة إثيوبيا
مصر .. هذا الأمر يعد شأناً داخلياً إثيوبياً
مصر .. تتطلع إلى استمرار استقرار الأوضاع
و استكمال برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة
بما يعود بالنفع والرخاء للشعب الإثيوبي الشقيق .
( بناءالسد ما زال يعلو و يعلو يوما بعد يوم )
– يا حكومة بلاش طيبة القلب اللي هتودينا في توكر ؟
1- " بح خلاص" ..في ما يبدو أن فرص القائمين على الائتلاف البرلماني " دعم مصر" الذي يستهدف تكوين أغلبية برلمانية باتت في مهب الريح بعدما استمر نزيف الانسحابات من الائتلاف المتهم بممارسة ضغوط عبر قيادات أمنية لإجبار نواب على الدخول فيه.
( لانريد " الجمل " يتمخطر تاني يا سامح )
2 - فضائية " الثورة " التابعة لجماعة الإخوان
و التي تبث من دولة تركيا ستوقف البث بسبب أزمة مالية ؟
ستسعى بشكل حثيث لحل الأزمة ليعود البث مرة أخرى
مصاار مقربة من جماعة الإخوان
هنك تضييقا على جماعة الإخوان في تركيا
هن عدام " رشا " بمياه سد النهضة !!
3- قدر مجلس الأعمال السعودي - المصري حجم استثمارات السعوديين المتعثرة في مصر بنحو مليار ونصف المليار دولار من أصل 27 مليار دولار تتضمن 14 قضية منها ست قضايا زراعية وثماني قضايا تجارية وصناعية ؟
المسؤول على حضانة هذه المشروعات
4 - انا منهم و بكل ثقة ؟
كشفت دراسة حديثة أن 75% من مستخدمي الجوال يفتحون " واتساب " قبل غسل وجوههم بعد استيقاظهم من النوم مع إدمان العالم في استخدام مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي والدردشة .
آخر السطر :
قال ايه – " خفة الدم " اقرب لقلب المرأة من الرومانسية ؟
كشفت دراسة أمريكية أن الرجل الذى يتمتع بخفة ظل وروح الفكاهة هو الاكثر جاذبية بالنسبة للنساء فبعيدا عن الوسامة والثراء وبعض المقومات التى يعتقد البعض أنها العوامل الرئيسية التى على أساسها تقع النساء فريسات للعشق بالنسبة للرجال جاءت هذه الدراسة لتضرب بهذه الأفكار عرض الحائط وتؤكد أن " خفة الدم تكسب" .
يعني حاول تكون اسماعيل ياسين لا عبد الحليم حافظ ؟
تحية للاهرام فى عيده
بقلم : أحمد الجمال
يكتبون أو يتكلمون مستخدمين صيغة المؤنث أو المذكر، ولا يتوقف أحد عند الفرق بينهما، طالما الكتابة عن الأهرام الصحيفة أو المؤسسة، وأيضًا الجورنال والصرح والتاريخ والدور، وعند مرور ما يقرب من قرن ونصف القرن على كائن ما ويبقى حيا فاعلا مؤثرا لا ينتقص من فاعليته وتأثيره حركة خطه البياني بين قمم صاعدة وقيعان هابطة، فإننا نجد أنفسنا ملتزمين بالتأمل والرصد والتحليل.
لنا أن نتأمل ونرصد الارتباط العضوي الوثيق بين "الفرد" على رأس الأهرام إدارة وتحريرا وبين حركة ذلك الخط البياني، وهذا ليس قدحا في حق شخص بعينه، ولا تقييما لقدراته الفكرية والمهنية، وإنما مفتاح لتحليل مضامين حقب التاريخ السياسي والفكري والثقافي، وأيضا الاجتماعي المصري، وقد نجد ما يجوز أن نطلق عليه "الفرد التاريخي" أو "الكاريزما" بمعنى أو آخر، أو نجد ما يجب أن نعفيه من سياق التحليل، لأن الحالة في المبتدأ والمنتهى تستحق اعتماد قاعدة "إن الله حليم ستار"، والأخرى "لكل مجتهد نصيب إن أخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران".. يعني مأجور.. مأجور.. بالثواب وليس بمعنى آخر!!
عن نفسي فتحت عيني على أبي يعود من عمله مدرسا ووكيلا وناظرا وكلتا يديه مشغولتان، ويتغير ما بإحدى يديه بين يوم وآخر، أما اليد الأخرى فما تمسكه لا يتغير عبر عشرات السنين.. إذ كان يمسك الأهرام مطويا، وقد يصيب أصابعه آثار الأحبار، التي تزول بالوضوء لصلاة الفرض! وكثيرا ما كان يغفو والجريدة على صدره وبين أطراف أصابعه ويا ويله من يحاول أن يسحبها بهدوء ليقرأها أو ليرتاح الوالد في غفوته!.. ثم تكون الواقعة حالكة إذا تصادف وسأل عن أهرام يوم سابق، ويتبين أنه تم التصرف فيه بالطريقة الشعبية التقليدية مفروشا فوق الطبلية أو معجونا لمسح الزجاج!! لا مؤاخذة! وعبر العقود ارتبط الوجدان المصري، وخاصة الفئات الاجتماعية المعنية برصد ومعرفة ما يجري في "البلد"، والراغبة في جرعة معرفية ثقافية غير معقدة ولا مقعرة ـــــ ارتبط ـــــ بالأهرام وخاصة في مراحل صعود الخط البياني وثباته في القمة دهرا إلى أن أصابه ما يصيب كل الظواهر الإنسانية الاجتماعية من علامات الاضمحلال والضعف.. وأزعم أنه ظل في الحالين بلغة أهلنا "عتقى"، حيث يكون "الدهن في العتاقي"، وبقي غيره يتحرك في المسافة بين "الأكلات السريعة"، حيث تغطي النكهات الحريفة ومحسنات الطعم على رداءة الصنف، وبين الصنف الجيد لكنه مسلوق!!.. وآسف للتشبيهات.
ثم إن الأهرام في مرة من مرات قمم خطه البياني، رغم أنها قمم تختلف في مضمونها وأهميتها، وصل إلى وضع كان البعض ومازال وأظنه سيستمر يرجعه إلى علاقة خاصة فكرية وإنسانية وسياسية بين الفرد التاريخي الذي يرأس إدارته وتحريره، وبين "الكاريزما"، الذي كان يرأس البلد وترتبط به شعوب في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وأعني بالوضع ما كان عليه الأهرام المؤسسة. إذ حدث تحول نوعي في الإصدار اليومي بعدما رأت مصر نفسها بتنوعها على صفحاته.. وهو تنوع مختلف المجالات.. فالقارئ المعني بالخبر والقصة الإخبارية والتقرير والتحليل والتحقيق والحوار يجد بغيته.. وذو الميول الإسلامية والآخر ذو النزوع العلماني وغيرهما التقدمي الاشتراكي يجد ما يقرأه رصينا بأقلام رفيعة القدر سامقة الهامة.. وهكذا الحال فيمن يهتم فقط بالرياضة، ومن لا يريد وجعا لدماغه يجد بغيته في مادة صحفية، كثيرا ما احتلت الصفحة الأخيرة.. وحتى غاوي الأحزان فلديه صفحة الوفيات.. أشهر صفحة كان يقال دوما إنها أكثر صدقا من غيرها إلى أن دخل النزوع البشري نحو التميز فصرنا نقرأ فيها من يذكر بالنعي الأجداد الراحلين ليعلن كم باشا وكم بك وكم رتبة عسكرية وكم وزير، كانوا في السلسال، بل إن البعض لا يتورع عن الإعلان عن الحسب والنسب الشريف لآل البيت والنبي عليه السلام!
ومع الإصدار اليومي آنذاك طالع المصريون إصدارات أستطيع أن أصفها بالجبارة كالسياسة الدولية والطليعة، اللتين لم يطاوعني كياني في أية مرة أردت أن أتخلص فيها من أعدادهما المرصوصة أعلى "دواليب" المكتبة بل يحدث عشرات المرات أن تمتد الأيادي إلى "الطليعة" خصيصا لقراءة ما فيها، حيث تجليات العقول التقدمية وفي مقدمتها أبوسيف يوسف!
وعندما احتدم الصراع ضد العدو الصهيوني كان الأهرام حاضرا في قلب الصراع.. وأقصد بالقلب ليس ميدان القتال على الجبهة وإنما صميم الجانب الحضاري والثقافي والفكري والمعلوماتي، ووجدنا مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية قد تأسس واختير له مجموعة من أكفأ شباب مصر، الذين لا يظهرون في الاحتفالات ولا يتاجرون أو يزايدون بما أدوه.. وأذكر منهم أو في مقدمتهم حاتم صادق وسميح صادق – ليسا قريبين – وجميل مطر وعبد الوهاب المسيري وأحمد عفيفي وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة بأسمائهم، ومع هؤلاء تم استدعاء كفاءات شابة في العديد من المجالات، وخاصة تلك التي تتصل بالصراع العربي ــــ الصهيوني، وهنا جسد المركز ردما للفجوة بين الصحافة السيارة وبين الجهد الأكاديمي، وبين صانع القرار ومتخذه وبين التحليل العلمي المعتمد على قاعدة معلومات متجددة كل يوم بل كل لحظة.. ولم يعد سرا أن المركز كان سبق أجهزة الدولة المعنية في تقديم التقارير العلمية والمعلوماتية للرئيس جمال عبد الناصر، وكان ذلك ضمن خطة إعادة بناء القدرة المصرية والانتقال بمفهوم القدرة من امتلاك الأسلحة وإعداد الجيوش فقط، إلى المجال الأوسع للمفهوم الذي يشمل جوانب عديدة على رأسها المعلومات والتحليل العلمي والتماسك الاجتماعي والثقافي!
هكذا كان الأهرام في إحدى ذرا خطه البياني يضم شيوخ الفكر والثقافة كالحكيم ومحفوظ ومؤنس وعائشة عبد الرحمن ولويس عوض وفوزي وطاهر، ويفسح المجال للشباب في الإصدار اليومي وفي مركز الدراسات الذي اتسع عمله بعد ذلك، وكان الانتساب إليه نيشانا يتباهى به صاحبه!
وهكذا كان الأهرام شبيها بالوطن الذي يصدر لأبنائه، مع حرص على أن الالتزام مختلف عن الإلزام، وأن التعبير عن التنوع الفكري والثقافي والسياسي في الوطن لا يتصادم مع الإصرار على أن يكون الأهرام قاطرة تشد التكوين كله إلى الأمام بالتنوير والحداثة.. وكان كما وصفه الفرد التاريخي محمد حسنين هيكل "إطلالة مصر على القرن الحادي والعشرين".. ترى ماذا تبقى في الأهرام، وكلنا نلاحظ الجهد الجهيد الذي تبذله إدارة تحريره في اللحظة الراهنة، تحية للأهرام في عيده الأربعين بعد المائة، وتحية لكل جهد ساهم في أن يبقى الأهرام معينا لا ينضب
طفولة صحفى ووردة الوفاء
بقلم : سمير شحاتة
بعد 40 سنة خدمة، نال فرحات 3شهادات استثمار بثلاثين جنيها، وقصيدة تقول «يعجز عن مدحك الكلام، كنت للطهارة علما
وللنزاهة إمام، قضيت عمرك فى الوظيفة ولم تغتن وخرجت منها يامولانا كما خلقتنى»، مشهد لفؤاد المهندس فى فيلم «البيه البواب» مختزلا حال موظف رفيع المستوى عندما يشعر بأن الحياة تتبخر وأرض الاستقرار تهتز بإحالته للمعاش.
اتذكر هذا المشهد دائما مع أساتذة وزملاء يحالون للمعاش، ولامسئول يشد على أياديهم، ولايمنحهم حتى لفافة ورق لكلام معسول بطريقة «فرحات»، كلمة طيبة تقول «لن ننساكم»، كانت تكفى لجبر الخواطر، وجاء يوم الوفاء للأهرام بعيده الـ140، ليؤكد ان حبل الوصال لم ينقطع، تلاقت الأجيال وانتفضت مشاعر الحب لمعشوقتنا «الأهرام» التى تضيف وقارا وتاريخا لمن يعمل به
تداعت الذكريات، فؤاد إبراهيم المدير العام إبان رئاسة الأستاذ حسنين هيكل للأهرام، أصدر قرارا استثنائيا بتعيين طفل فى الرابعة عشرة من عمره، كانت فرقة الأهرام المسرحية بإشراف الناقد والفنان سعيد عبدالغنى، تقدم عرضا بمشاركة زوزو ماضى وزهرة العلا مع أسرة الأهرام، ويحتاج طفلا، فكنت هذا الطفل، تعينت بستة جنيهات وخمسة وعشرين قرشا، فى وقت كان بداية الراتب 12 جنيها، ربما اعتبرونى نصف موظف! أكملت الاعدادية حتى ليسانس الآداب ودبلومة النقد الفنى، متنقلا داخل الأهرام فى أكثر من مكان، أتوقف أمام ثلاثة منها، العمل بمكتب رئيس التحرير «على أمين» فى فرز الشكاوى الإنسانية، وبريد الأهرام وقت أسسه الراحل جلال الجويلى، ثم مع أستاذى كمال الملاخ الذى علمنى كيف أمسك القلم لأكون صحفيا فى منتصف السبعينيات، لهم أهديهم وردة يوم الوفاء..
عن " أوضة " صناعة الاعلام .. عيب كده
بقلم : د . محمود عطية
علي طريقة «عيب كده» خرج علينا بيان غرفة صناعة الإعلام بعدما بث أحد مقدمي البرامج الفضائية صورا للحياة الخاصة لمخرج شهير. أتعجب لماذا لم تتنحرر غرفة صناعة الإعلام قبل ذلك حين تم التمثيل بجثة ثورة يناير عبر إذاعة العديد من التسجيلات المسيئة لشباب الثورة علي فضائية ثانية ولم نعرف مصدر تلك التسجيلات ومدي مشروعيتها. هل كانت غرفة صناعة الإعلام تخشي شيئا أم علي رأسها بطحة حين سكتت عن ذلك؟..
يبدو أن السكوت علامة رضا الغرفة مما شجع مقدمة برامج في فضائية ثالثة أن ترهب فتاة تطالب بحقها من شاب تحرش بها بعرض صور مخلة زعمت أنها للفتاة.. ولم نفهم لماذا عرضت تلك الصور ؟!
الغريب أن مقدم الصور المخلة فجأة ظهر معتذرا عم بثه لنا من صور وتعلو وجهه حكمة العفو عند المقدرة... وكأن مجرد اعتذاره يضع حدا للجريمة الأخلاقية ويا دار ما دخلك شر.. وكأنه يسامح فيما شاهدناه ويرضي عنه ويبدو أن غرفة صناعة الإعلام متضامنة بما لم تفعل شيئا غير بيان يذكر جميع مديري القنوات بضرورة اعتبار مدونة السلوك الإعلامي الموقعة من نقابة الصحفيين.. بيان يكتفي بما يردده الأب الحنون عيب ما تعملش كده
.
ولا أفهم بالضبط ما نوع الاستفادة التي تعود علينا كمشاهدين حين نشارك مقدمي الفضائيات تلصصهم وتجسسهم علي حياة المواطنين الخاصة؟.. أيريدون إيهامنا أن ما يبث من فضائح حرصا علي الشرف والأخلاق أم من باب حرية الإعلام وبالتالي إخافة المسئولين حتي يعيقوا التصديق علي القوانين التي تؤيد حرية الإعلام المستقاة من الدستور..؟!
أبسط مبادئ حرية الإعلام هي الإحساس بالمسئولية المجتمعية والحفاظ علي تماسك المجتمع وتحرره من الخوف والرهبة وتأكيد سيادة القانون وضمان الحياة الخاصة وحقها في عدم الخوض فيما يعنيها.
بالتأكيد ما تم بثه وإذاعته هي الفوضي بكل ما تحمل من معني ولا تمت لحرية الإعلام في شيء.. وعيب كده
لماذا هذه الفضائية؟
بقلم: د. وحيد عبدالمجيد
كلما أُثيرت قضية تطوير الإعلام المرئى الرسمى أو «ماسبيرو» تتجدد المطالبة بتأسيس ما يُطلق عليه فضائية إخبارية مصرية تخاطب العالم. كما يتجدد الحديث حول هذه الفضائية حين تحدث أزمة كبيرة، فيظن البعض أن المشكلة تعود إلى ما يسمونه غياب وجهة النظر المصرية أو عدم وصول صوتنا إلى الأطراف المعنية بهذه الأزمة، أو إلى المجتمع الدولى بوجه عام. ويُقال عادة إننا فى حاجة إلى هذه الفضائية لمخاطبة الآخر باللغة التى يفهمها، أو للتوجه إلى العقل الغربى بصفة خاصة، أو لتقديم صورة صحيحة لما يحدث فى مصر. ويبدو الأمر أحياناً كما لو أن هذه الفضائية هى الحل السحرى الذى سيحول مصر إلى دولة حديثة متقدمة ديمقراطية مزدهرة تنتمى إلى العصر الذى نعيش فيه، وأنها بديل عن العمل لبناء هذه الدولة، وعن دور السياسة الخارجية والتحرك الدبلوماسى. وكان الحديث عن هذه الفضائية قد بدأ قبل ظهور كثير من مواقع التواصل الاجتماعى، أو فى بداية هذه المرحلة من ثورة الاتصالات، أى حين كانت القنوات الفضائية هى التى تتصدر وسائل الإعلام فى العالم. كما بدأ الحديث عن هذه القناة قبل أن تضيف الثورة الرقمية إلى إنجازاتها المتسارعة خدمة ترجمة ما تنشره وتبثه وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية إلى عدة لغات. ويعنى ذلك أن الكثير من المحتوى الإعلامى الذى تنشره وتبثه وسائل الإعلام المصرية يمكن أن يُقرأ أو يُسمع باللغة الإنجليزية ولغات أخرى بشكل فورى، إذا أراد أى شخص فى العالم ذلك. وكل ما يفعله هو أن يضغط على مربع فى داخله كلمة ترجمة translate، فيجد المقال أو التقرير، وكذلك صوت المتحدث فى فيديو على «يوتيوب»، باللغة التى يعرفها. ولكنه لا يفعل ذلك إلا اذا توافرت لديه ثقة فى أن هذا المحتوى يضيف قيمة ويتمتع بقدر معقول من المهنية والمصداقية. ولذلك فما نحتاج إليه اليوم ليس تأسيس قناة فضائية موجهة إلى العالم فى عصر صار «التوجيه» فيه عملاً من أعمال الماضى، بل تطوير الإعلام المصرى بعد انتشاله من الهاوية التى هوى فيها كثير من وسائله الخاصة. ولتكن البداية بالإعلام المرئى الرسمى عبر تطويره ليصبح إعلاماً عاماً مفتوحاً ومنفتحاً وقائماً على الكفاءة المهنية والإنجاز.
سر مقابلة عبدالناصر
بقلم: أكرم السعدنى
من أخطر أسلحة السعدنى على الاطلاق هى لسانه وسخريته.. وهى اسلحة يستخدمها السعدنى دون ان يفرق بين حاكم ومحكوم أو غنى أو فقير فإذا حبكت معه النكتة فإنه يدعها تأخذ مجراها على لسانه ولا يحسب حسابا لما يمكن أن يترتب عليها بعد ذلك واحيانا جلبت له هذه القفشات والنكات مصائب عظمى وجرجرته إلى سجون ومعتقلات ولكنها لم تستطع على الاطلاق أن تنال من سخريته أو تضع حولها لجاما.. وذات يوم قابل فيه السعدنى جمال عبدالناصر فإذا به للمرة الأول والأخيرة فى حياته وهو ينظر فى وجه الرئيس عبدالناصر فيصف شعاعا لايمكن ان تقاومه فعل هذا الشعاع مالم يستطع الضرب والسجن والتعذيب أن يفعله مع السعدنى فقد اصيب بداء الصمت.. واذا تكلم فإن ردوده كانت غير سعدنية على الاطلاق.. ولم يكن السعدنى يعلم شيئا عن سر هذا اللقاء الذى جمعه بالرجل الذى اهان السعدنى وأذله فى المعتقلات لمدة ١٨ شهرا بلا تهمة ليخرج بعد ذلك وهو اشد الناس ايمانا به وفيا لمبادئه لدرجة انه وهو فى مرضه الشديد كان كلما شاهد له صورة أو تكلم عنه احد انهارت مقاومته ودخل فى نوبة بكاء على زمان الرجل الذى عشقته الجماهير فى انحاء عالمنا العرب.. وكنت محاولا التخفيف عنه أقول له.. لقد اهانك عبدالناصر وعذبك فى معتقلات وسجون القلعة والواحات. فيرد قائلا.. اهانني.. نعم.. ولكنه اعز مصر واعود إلى الاستاذ بهاء الذى التقى السعدنى فى الكويت وكان السعدنى قد خرج من مصر بعد ان رفض الرئيس السادات أن يعود للكتابة مرة أخرى بعد ان سجنه فى قضية مراكز القوى لمدة عامين كاملين، بينما خرج الاستاذ أحمد بهاء الدين بعد ان اختلف فى كثير من سياسات الرئيس السادات.. وفى الكويت دارت حوارات ندمت اشد الندم لاننى لم اسجلها وصارح الاستاذ بهاء السعدنى قائلا: ان جمال عبدالناصر بعد نكسة يونيو ادرك ان الميثاق لم يصل إلى الناس الذين خرج ناصر منهم.. وهم الفلاحون والعمال وعندما بلغته احدى ∩النكت∪.. عن الميثاق.. سأل عامل فلاح.. ايه رأيك فى الميثاق فرد الاخير.. لا ياعم البلومونت أحسن منه!!
وهنا قرر ناصر ان يتولى اعادة صياغة الميثاق كاتب صاحب حس شعبى وكان الرئيس قد استمع إلى مسلسلات السعدنى فى الاذاعة وكانت من اجمل ما قدمت الاذاعة المصرية مسلسل ∩الولد الشقي∪.. والذى تناول السيرة الشخصية للسعدنى فى حارة سمكة التى نشأ وتربى فيها أما المسلسل الآخر فكان ∩الجدعان∪.. وفيه تناول السعدنى اعاجيب الانتخابات فى بر مصر والتربيطات والمقالب التى شهدتها كواليس الانتخابات وكانت لغة السعدنى بسيطة ساخرة محببة إلى النفس يتقبلها المسئول مع ان السعدنى يوجه اليه اقسى انواع الاتهامات ولكنه يضحك لها قبل غيره ولا يملك الا ان يحترم صاحب النقد لانه يمثل الشارع المصرى بحق وحقيقة وعندما استمع ناصر إلى هذا المسلسل تحديدا اصبح السعدنى من ايامها فى دائرة اهتمام الرجل.. حتى جاء اليوم الذى استدعى فيه الزعيم الخالد من ذاكرته السعدنى ليصبح سفيره لدى البسطاء والمهمشين والغلابة فى بر مصر.. ولكن المرض كان اسرع واقوى والمؤامرة التى وقعت فى عام ٦٧ كان لها اسوأ الاثر على ناصر.
وهكذا كتب للميثاق ان يظل حبيس ضفتى كتاب لغته بليغة اى نعم.. ولكنها لا تصلح لمخاطبة الناس الذين خرج منهم جمال عبدالناصر حسين وانجاز اليهم وعاش ومات من اجلهم.
عبد الناصروأتاتورك
بقلم : فهمى هويدى
يتحدثون في اسطنبول عن كتاب جديد باسم «شاه بابا».. من تأليف أحد المؤرخين المتخصصين في التاريخ العثماني، اسمه مراد بارداتجي، واهمية الكتاب تكمن في انه يسلط اضواء جديدة على علاقة التفاهم وليس التخاصم بين مصطفى كمال اتاتورك والسلطان العثماني وحيد الدين خان، فيذكر مثلا ان لقاء سريا تم في عام 1919 بين السلطان ومصطفى كمال باشا داخل مسجد «يلذر» باسطنبول، وفيه تم الاتفاق على ان يتولى الثاني قيادة مقاومة قوات التحالف الاوروبي التي اجتاحت السلطنة، حتى اصبح نظامها مهددا بالانهيار، وفي اعقاب ذلك الاتفاق، الذي اقسم مصطفى باشا على المصحف خلاله بأن ينهض بالمهمة التي كلفه بها السلطان وحيد الدين، وحدد عناصرها في 21 نقطة، توجه الرجل الى الاناضول، وصد زحف القوات اليونانية.. ونجح في النهاية في ان يحفظ لتركيا تماسكها في مواجهة الغزاة الذين ارادوا اخضاعها وتفكيكها.
ما يهمنا في هذه الجزئية هو انها تشكل اسهاما اكاديميا في انصاف مصطفى كمال وتقديمه في صورة خالية من التحامل الشديد الذي انطلق منه البعض، او التقديس المفرط الذي لجأ اليه آخرون. ذلك ان الاولين ركزوا على سجل شروره واخطائه الجسيمة، في حين ان الآخرين رفعوه الى مصاف القديسين، ولأنه ألغى الخلافة وقاد عملية تغريب تركيا، الامر الذي استصحب اتخاذ سلسلة من الاجراءات، استهدفت إحداث قطيعة بين الاتراك ومحيطهم الاسلامي وثقافتهم واعرافهم التقليدية، فإن اصحاب الاتجاه الاسلامي لم يغفروا له ما فعله. فشنوا عليه حملة واسعة النطاق، رسمت له صورة شيطانية منفرة، تأثر بها المسلمون في كل المكان من خلال سيل الكتابات التي تعرضت للتحول الذي طرأ على تركيا، وافاضت في رصد القرارات التي صدرت والاجراءات التي اتخذت لمحاربة مظاهر التدين وتغيير الهوية التركية، عبر اقتلاعها وإلحاقها بالهوية الغربية، ولا اخفي انني كنت واحدا من هؤلاء الذين لم يروا الا وجها واحدا للرجل، ولم يتح لهم ان يروا الاوجه الاخرى، فشاركت بالتالي في التهوين من شأنه والتنديد به.
حين وصل حزب العدالة والتنمية ذو الخلفية الاسلامية الى السلطة في تركيا، فإن قادته تحدثوا عن مصطفى باشا مؤسس الجمهورية بلغة مختلفة، عبرت عن التصالح مع الرجل واحترامه، وهو ما اسهم في ايجاد مناخ جديد فتح الباب للتعامل مع ملفه ومواقفه من منظور مغاير اكثر توازنا.
فقد اعطيت اخطاؤه حجمها، والى جانب ذلك فإن انجازاته كبطل وطني انقذ البلد من الانهيار اخذت مكانها في ادراك شريحة واسعة من المثقفين والناشطين الاسلاميين.
ان شئت فقل انه لم يعد ذلك الشيطان الذي قلب البلاد رأساً على عقب، ولكنه استعاد انسانيته، كقائد وزعيم وطني له اخطاؤه الجسيمة وانجازاته العظيمة.
ارجح ان يكون ذلك التطور الايجابي راجعاً الى المناخ الديموقراطي، الذي تراجع في ظله بصورة نسبية التوتر بين الاسلاميين والعلمانيين. وهو المناخ ذاته الذي اوصل نفرا من ذوي الخلفية الاسلامية الى السلطة، الامر الذي فرض عليهم ان يتجاوزا حسابات ومرارات الفئة او الجماعة، وان يقدموا عليها مشروع الوطن الذي يحتوي الجميع ويظللهم.
هذا الذي حدث في تركيا ذكرني بموقف الاسلاميين في مصر والعالم العربي من عهد الرئيس جمال عبدالناصر، ذلك ان نسبة غير قليلة منهم لا ترى في تلك المرحلة سوى اشتباكه مع الإخوان المسلمين وتعذيبهم وتلفيق القضايا بحقهم، ولايزالون يحاكمون تجربته كلها من ذلك المنظور السلبي. وكانت النتيجة انهم ظلموه ميتا مثلما ظلمهم هو أحياء. اذ لم يروا في تجربته انجازات اخرى مهمة، من قبيل دفاعه عن الاستقلال الوطني ورفضه للهيمنة الاميركية وانحيازه الى الفقراء واطلاقه للنهضة الصناعية في البلد... الخ.
صحيح اننا لا نعيش الاجواء الديموقراطية التي تشهدها تركيا، ومن ثم لا يتوافر لنا المناخ الصحي لانصاف عبدالناصر كما أُنصف اتاتورك، الا ان لنا عقولنا التي ينبغي ان نستنير بها في تصويب نظرتنا الى المرحلة الناصرية، خصوصا ان الذين جاءوا بعد عبدالناصر اثاروا تعاطف الناس معه من حيث لا يحتسبون او يرغبون. ذلك ان ما فعلوه عمق من جرح الوطن، الامر الذي اصبح يفرض على كل مواطن شريف ان يسمو فوق جراحه الخاصة لكي يحتشد مع غيره لانقاذ الوطن مما يحيق به.
لغة الإعلام في ظل حوسبة اللغة العربية
بقلم: الدكتور زهير عابد
يقع البعض من الإعلاميين في أخطاء لغوية عند إعداد وصياغة الرسالة الإعلامية، وهذا يعيق وصول الرسالة وفهمها بطريقة سهلة وسلسلة بالنسبة للقارئ، الذي بحاجة ماسة إلى بساطة الأسلوب وسهولة التعبير، مع المحافظة على قوة مضامينها ورصانة معانيها، في كلمات ذات تأثير فعال على جذب القارئ والتأثير عليه.
لذا مطلوب منا أن نحمي اللغة العربية من الكلمات النشاز والشواذ التي يحاول البعض إقحامها وإلصاقها في اللغة العربية من خلال الرسالة الإعلامية في الكثير من وسائل الإعلام العربية، من خلال بعض المثقفين المعدودين على الأمة العربية وهم في الأصل يخدمون أجندة خارجية مستشرقة من الغرب الذي لا ينكب على محاولة أذا الأمة بشتى الطرق ومنها تغريب اللغة العربية من خلال وسائل الإعلام، على اعتبارها هي العولمة والثقافة التي يجب عليها أن نحملها لكي نستغني عن لغتنا.
ومن أدواتهم الحديثة وسائل الإعلام الجديدة وما تحمله من رسائل تحاول تشويش العربية والعمل على تغيير بعض مفرداتها، لذا سعى الباحثين العربي في التصدي لهذه الظاهرة، من خلال ما يعرف بحوسبة اللغة العربية بصفة عامة- وحوسبة المعجم بصفة خاصة- من الميادين العلمية التي ازدهرت حديثا، وازدادت أهميتها في عصر يتعاظم فيه دور الآلة والتقنية في صناعة المعرفة.
فاللسانيات الحاسوبية وتطبيقاتها أثارت موضوعات لغوية جديدة لم تتفطن لها من قبل، وأقحمت مفاهيم ومصطلحات مستجدة على هذا الميدان، مما أدى إلى تقديم رؤى جديدة غيرت من نظرتنا تجاه طبيعة اللغة. وأيقظت إفهامنا إلى دراسات لغوية من زوايا متعددة تخدم تطبيقات حديثة ، بحيث تحفظ للعربي لغته عند تعامله مع هذه التطبيقات فلا تضمحل صلته بموارد هويته بانتشار التقنية في التعليم والأعمال وبقية مناحي الحياة.
مما دفع الكثير من الباحثين ومنهم الباحثة الفلسطينية (إيمان دلول) على البحث في هذا الموضوع واستقصاء الآليات التي يستطيع بها الإنسان التعامل مع اللغة الطبيعية تحليلاً وتركيباً، ثم العمل على نمذجة هذه الآليات وتوصيفها:لأجل توظيفها على الحاسوب، وجعله يتمتع بكفاءات مقاربة لمهارة الإنسان اللغوية. والتي وقفت في دراستها على قضايا معجمية وصرفية، ودلالية مهمة، منها قضية عين الفعل، وتعدد المعاني وفق السياقات الممكنة، والمعاني المجازية وحدودها، وقضية التشتت الدلالي في اللغة العربية.
إن مقومات اللغة العربية نفسها تحمل في جيناتها ما يجعلها تتبوأ المقام الأول لو استفدنا أيما استفادة من الأنطولوجيا التي تشتمل على المفردات مع مواصفات معانيها، فوجود المعاجم المحوسبة والموارد اللسانية المتاحة، مثل: المسارد، والمكانز، والمدونات النصية، تُعدُ الركيزة الأولى لبناء أنطولوجيا اللغة العربية؛ لأنها تعد الجيل الجديد في للمعاجم العربية.
وهذا يفتح الباب أمام العديد من المهتمين من إعلاميين وكتاب ومؤلفين ومحررين، لتحرير النصوص الإعلامية، والاستفادة من هذا المعجم في صياغة اللغة الإعلامية، وما يوفره من دعم فني في تصميم وإنجاز أنطولوجيا الأفعال العربية.
فالحلم بمعجم عربي- عربي موحد، أو محرك بحث مرن يشمل حل المعاجم العربية، يكاد يكون حقيقة؛ ولو تضافرت فيه كل الجهود وخلصت قبله كل النيات لتوحدت المعاجم في معجم واحد، فنحن أمة واحدة لدينا ما يوحدنا أكثر مما يفرقنا.
أنا ومحمد البواب
بقلم : علاء عريبى
محمد بواب عمارتنا انتقدني بشدة بسبب المقال الذي كتبته عنه الأسبوع الماضي، واتهمني بالطبقية، صحيح لم يستخدم هذه المفردات، لكن خلاصة كلامه أن ما جاء فى المقال يناقض معاملتي له، وتأكيدي الدائم بأنه مثل ابني، ولا أخفى عليكم لقد حزنت جدا لحزنه، وحاولت أوضح له أن العمود كتب بأسلوب ساخر، وأن السخرية ليست منه كشخص ولا من وظيفته كحارس للعقار.
ــ يا ابنى المقال يجمع بين الخيال والواقع
ــ اللى قراه لى لا يفهم الحقيقي من المزيف، واللى فهمه قاله لى.
محمد، كما سبق وذكرت لكم، عمره 40 سنة، اسمه محمد فتحى مهدلى محمد عابدين، من قرية تتبع مركز ابشواى بالمنوفية، اسمها الجلابة، وهو يعاتبني لامني بشدة لأنني خصصت المساحة للكتابة عنه وليس عن الفقراء، وقال: كنت اكتب يا باشا عن قريتنا، فيها 3 آلاف بيت، ليس بها مجارى، ولا طريق ممهد، ولا مدرسة، نسبة الأمية 100%، أغلب الشباب والرجال عمال يومية، الجلابة يا أستاذ علاء من القرى الفقيرة جدا، ولا أحد يلتفت لنا.
ــ والأطفال ما تعلمتش بسبب الفقر أم لعدم وجود مدرسة؟
الاثنان، وبعدين اسمهم عيال مش أطفال، كلمة أطفال دى للناس اللى بتشرب لبن الصبح، وبتاخد السندوتشات فى شنطة المدرسة.
سبق وحكي لى أنه قام بتربية إخوته، بعد ان انفصل والده عن والدته، بدأ حياته العملية، كان عمره خمس سنوات، نزل إلى سوق العمل لكى يصرف على البيت، محمد حكى لى عن بعض المهن التى التحق بها، منها إطفاء الجير فى الجيارة، كان عمره ست سنوات، كان يمسك بخرطوم المياه ويقف على الجير ويرشه بالماء، محمد أقسم لى أن الجير كان بياكل فى رجله، وكان يعود إلى البيت آخر النهار ماشيا على ركبته وكيعانه، يوميته بين 10 و 25 قرشا، والدته اقترحت ان تشترى له جزمة بلاستيك بجنيه، رفض بشدة لأن إنفاق الجنيه على الجزمة يعنى أن اخوته لا يجدون ما يأكلونه لعدة أيام سوى وجبة واحدة.
ــ يا باشا ابعت الصحفيين تنزل القرى وتشوف الناس الغلابة
ــ عندنا زملاء فى كل محافظة
ــ مش بيبعتوا لكم أخبار المحافظ ومدير الأمن، بقولك الناس الغلابة، والله بلدنا كلها انتخبت السيسى، وانتظرنا يبعت لنا حد يبص بس علينا
ــ هو هيبص على إيه ولا إيه
محمد فاجأني خلال حديثنا بتمييزه بين المثقف والمتعلم، كنا نتحدث عن الذى قرأ له المقال وفسره له بأنه تقليل بالإنسان، محمد شبه المتعلم بهارد الكمبيوتر يتلقى معلومات دون ان يستفيد منها، والمثقف هو الذى يحلل هذه المعلومات ويحولها لرأى.
ــ اتعلمت منين الفرق ده
ــ يا باشا واحد فى ظروفى كان ممكن يكون مجرم، لكننى أتربيت على الحلال، واخترت أربى اخواتى بالحلال، واشتغلت مهن كتيرة اتعلمت منها ومن الناس اللى تعاملت معاهم.
ذكر أنه نزل القاهرة وعمره 10 سنوات، واشتغل فى محل ميكانيكى بجسر السويس، وكان ينام فى المحل، جمعته كانت خمسة جنيهات، كان يدخرها مع أحد أقاربه، وتأتى والدته كل شهر تأخذ المبلغ، وضحك بسخرية وقال: تخيل كان اخو الأسطى بيشتغل معى فى المحل، وأنا اتعلمت الصنعة عنه، الأسطى اتغاظ لأنني أنصح من أخوه، علقنى من رجلى طول النهار ونزل فى ضرب.
ــ عارفين فى البلد إنك بواب
ــ طبعا بواب مش وكيل وزارة، ما كلهم كده فى البلد، اللى بواب واللى عامل يومية، أنا مش متعلم
ــ دا أنا كتبت انك متعلم
ــ هتعلم فين؟، ومنين؟، هو إحنا كنا لاقيين نأكل
من عناوين الآخبار
بقلم : ماجد عطية
• رغم الحملة الشديدة على دونالد ترامب - المرشح للرئاسة الامريكية، فإن استفتاء للرأى العام الامريكى أظهر ان 64% من الامريكيين الناخبين متعاطفين معه!!
وكالة رويترز
• المواطنون الامريكان السود جمعوا 150 ألف دولار لصالح المعوقين ضحايا اطلاق النار فى(ساربرناردينو).. المواطنون “جماعة مسلمون متحدون” من اجل ساربرناردينو..
الشرق الأوسط السعودية
• بعد ان سمعت زعيق واكاذيب وروايات خيالية.. أبحث فى الاعلام عن آداب الحوار.. فما وجدت؟
البابا تواضروس.. فى العظة الاسبوعية وبعد عودته من القدس
• البترول والفحم الذى استولت عليه اسرائيل من سيناء خلال فترة الاحتلال(67-1973) تفوق قيمته عشرة اضعاف حكم التحكيم الاخير(مليارى دولار)..
تقرير سيادي مصري
• “الارهاب العادل” شعار “داعش” عن خططه المقبلة.. فؤاده:”أقتل ما يقع تحت يديك من الكفار لأن دمهم مستباح”..!!..
جريدة الحياه الدولية السعودية
• 25(خساير9 - بدلا من(يناير)..” دى ثورة(بت 60 كلب) لانها هدمت الاخلاق”..
المستشار ناجى شحاتة من على منصة المحكمة - جريدة “الشروق” المصرية
• ثورة 25 يناير انتكست وعادت بنا إلى ما قبل 25 يناير.. وأكثر انتكاسة..
اسامة الغزالى حرب- جريدة الاهرام
• 23 ولاية امريكية اعلنت رفضها الشديد الاستقبال لاجئين سورين وغير سورين
جريدة واشنطن بوست
• فى امر اعلان السعودية عن “التحالف الاسلامى” بقيادتها: هل”الوهابية” تجيز اشتراك جنود مصر المسيحيين فى عمليات التحالف الاسلامي؟
ابراهيم عيسى فى جريدة” المقال”
• كبيرة السن رئيسة الجلسة الاجرائية لمجلس النواب: الدكتورة آمنة نصير الاستاذة بجامعة الأزهر.. مخاطبة النواب:
“اغسلوا قلوبكم قبل الدخول”..”لا للتعليم الدينى..” كتاب اخلاق ( يدرس لجميع التلاميذ)..
• روسيا تطالب الولايات المتحدة الامريكية ان تتوقف عن” تقسيم الارهابين إلى طيبين وأشرار” خلال الحوار حول مستقبل سوريا..
جريدة”المصرى اليوم”
• مديرة اليونسكو ترحب ببيان الاتفاق الصادر عن مؤتمر قمة المناخ المنعقد فى باريس:” نتمنى تغيير العقول إلى جانب تغيير المناخ”..
• شمس مصر تكفيها.. محطة شمسية فوق كل منزل أمل المستقبل دون اية مخاطر..
د. محمد السبكى رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة
عز الدين شوكت
بقلم : هدايت عبد النبى
رحل عن دنيانا فجأة الصديق و الأخ العزيز عز الدين شوكت. بالنسبة لى شخصيا، عز كما كنا نناديه، كان صديقا شخصياً لأسرتى من خلال زمالتنا فى الاهرام. هو انضم الى أسرة الاهرام فى سنة ١٩٦٨ حينما دعاه خبير اليونسكو الذى كان يترأس قسم المعلومات فى ذلك الوقت الاستاذ محمد حمدى ليطور به مع آخرين خدمة المعلومات فى الاهرام.
كان عز يحسن إدارة علاقاته بالناس، فهو ودود، محب للناس، حبل المودة معه لا ينقطع. احيانا كنا جميعا نطلق عليه تسمية «بيت العز» نسبة الى شخصيته الكريمة و عطائه مع الآخرين.
عز الدين شوكت كان خبيراً دولياً فى مجاله-المعلومات-و اثرى مؤسسات كثيرة أنضم إليها بهذه الخبرة. كانت له رؤية كونية فسبق عصره و سبق جيله فى قطاع المعرفة المعلوماتية.
وفى شبابه عمل مع عدة محطات تليفزيونية أمريكية وغيرها ففتح المجال لعدد كبير من الصحفيين للعمل فى مجال العمل الصحفى على الشاشة الصغيرة، و كان من الرواد فى هذا المجال.
ذكريات و ذكريات المودة والصداقة و الزمالة منها أنه كان يطلق على والدتى نادية حسين مظهر الطوبجى «ميس إليMiss Ely “نسبة الى تشابهها فى الشكل مع ربة الاسرة فى مسلسل بايتون بلاس Peyton Place الشهير. و كان يحب اولاد اختى كوكو حين ولدا حسين ومحمد، واستمرت صلته بمحمد لانه صديق شخصى لآمنة ابنته.
يعنى نحن نتحدث عن صداقة تفوق السنوات الأربعين من عمرينا. ولكن الدنيا أخذتنى سنوات و سنوات وانا بعيدة عن الوطن ثم وانا أعد لمجلة حقوق الناس للإصدار منذ سنة ونصف السنة فلم أعد أرى احداً إلا من هم فى دائرة هذا العمل وأسرتى المباشرة واندم كثيرا لأننى لم استوقفه فى آخر مرة رأيته بنادى الجزيرة لنتحاور عن ماذا جرى فى حياتنا.
أتذكر اليوم بعضا من ذكرياتى فى صحيفة الاهرام حين كنت عضوا فى القسم الدبلوماسى كانت تغطيتى للصحيفة محصورة ما بين وزارة الخارجية فى التحرير وفى الجيزة أى فى مربع محدد وبقية القسم يجوبون الدنيا طولا وعرضا بالسفر فما كان من عز ان هب للدفاع عنى و قال للمسؤولين «هى هدايت مندوبة مربع التحرير - الجيزة و لا إيه»؟
عز الدين شوكت خرج من عائلة عسكرية فقد كان والده أميرالى بالجيش المصري.
و لكن عز لم يبق داخل الحدود فقد اخذه العمل الى واشنطن حيث عمل ملحقا إعلاميا لمصر و شرف مصر هناك و هو عمل مع الراحل الاستاذ محمد حقي، الذى كان مستشارا إعلاميا لمصر فى العاصمة الامريكية، و توفى منذ أسابيع أيضاً. الاستاذ محمد حقى كان فى الاهرام رئيساً للقسم الخارجى و اول رئيس لى عملت معه.
و بعد عودته من واشنطن عمل عز مع صاحب السمو الملكى الامير طلال بن عبد العزيز ال سعود، الرئيس والمؤسس لبرنامج الخليج العربى للتنمية (أجفند). و خلال تلك الفترة عملت المملكة العربية السعودية على جس النبض من خلال حديث صحفى يدلى به الامير طلال لصحيفة الاهرام لعودة العلاقات المصرية العربية بعد كإمب ديفيد و القطيعة، و اختارنى عز لإجراء الحديث و كان قد نشر فى الاهرام و كان صداه كبيرا.
ثروته من مؤسسة الأهرام هى أسرته حيث تعرف على زوجته هناك، زميلته وزميلتنا فى الاهرام ليلى حافظ اسماعيل، وكان من بين مناصبها مديرة لمكتب الأهرام فى باريس. و أنجب منها يحى وآمنة وله حفيدة من يحى هى الجميلة تايا.
رحم الله عز الدين شوكت واحد من قدامى الأهراميين و من أعمدتها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat