تفجيرات باريس تجبر رؤوساء العالم على تغيير استراتيجية مكافحة الارهاب
أسفرت العمليات الارهابية التي شهدتها باريس مؤخرا عن تغيير الاستراتيجية المتبعة في مواجهة تنظيم داعش الارهابي، وبدء الحديث عن خطط مختلفة من اجل الحاق كثير من الخسائر في صفوف التنظيم، الذى عانى كثيرا بسبب الضربات الروسية في سوريا، وهو ما كشفت عنه العواصم الغربية من ظهور تصريحات مختلفة تشير إلى تعاون من نوع خاص ستشهده الأيام المقبلة من أجل مواجهة فعالة لتنظيم داعش.
وهو ما برز من تصريحات قادة العالم المشاركين في قمة الـ 20 بتركيا، والاشارة إلى ضرورة تشديد السيطرة على الحدود وزيادة تبادل معلومات المخابرات والتضييق على تمويل الإرهابيين.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمر صحفي "الهجمات المروعة في باريس بعد وقت قصير من كارثة طائرة الركاب الروسية وبعد تفجيرات أنقرة وهجمات تونس ولبنان تؤكد الخطر الذي نواجهه."
أضاف "اتفقنا على اتخاذ خطوات مهمة أخرى لقطع التمويل الذي يعتمد عليه الإرهابيون ومواجهة الفكر المتطرف للدعاية الإرهابية وتوفير حماية أفضل لنا من خطر المقاتلين الأجانب من خلال تبادل معلومات المخابرات ومنعهم من السفر."
وقال "فرنسا قالت دائما إنه في ضوء الطريقة التي تعرضت بها للتهديد بل وللهجوم من داعش فإنه من الطبيعي تماما أن تأخذ زمام المبادرة وأن تتخذ اجراء في إطار الدفاع المشروع عن النفس".
اوباما
من جانبه أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إن بلاده ستكثف غاراتها الجوية في سوريا التي تم فيها التخطيط لعمليات إطلاق النار والتفجيرات الانتحارية التي شهدتها باريس يوم الجمعة الماضي، داعيا خلال كلمة استثنائية أمام مجلسي البرلمان دعا أولوند مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى الإسراع بإصدار قرار ضد الإرهاب.
أضاف "ستكثف فرنسا في الوقت الحالي عملياتها في سوريا" واصفا هذا البلد بأنه يمثل "أكبر مصنع للإرهابيين عرفه العالم."
بينما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن استراتيجية الولايات المتحدة في القتال ضد مقاتلي تنظيم داعش لا تهدف إلى استرداد أراض يسيطرون عليها بل إلى تغيير المعطيات التي منحت "لمثل هذا النوع من الجماعات العنيفة المتطرفة" فرصة الظهور، واصفا تنظيم داعش بأنه ليس هذا بالخصم العسكري التقليدي."
أضاف بقوله "نستطيع استرداد أراض وما دمنا نحتفظ بقواتنا هناك سنكون قادرين على الاحتفاظ بتلك الأراضي، لكن هذا لن يحل المشكلة الأصلية المتعلقة بالقضاء على المعطيات التي تفرز هذا النوع من الجماعات العنيفة المتطرفة.
أوضح أن الولايات المتحدة ستتمسك باستراتيجيتها الحالية في مكافحة تنظيم داعش في سوريا والعراق واستبعد مجددا نشر قوات أمريكية على الأرض لأغراض قتالية، إلا انه سيجري تعزيز الاستراتيجية التي طرحناها لكن الاستراتيجية التي تم طرحها هي الاستراتيجية التي ستكون في نهاية الأمر.
يأتي ذلك في الوقت الذى أعلن فيه التحالف الدولى الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش أن غارات نفذتها مقاتلاته في سوريا والعراق أصابت 116 شاحنة وقود في خطوة هي الأحدث لتدمير المنشآت النفطية التي يستخدمها التنظيم المتشدد لتمويل عملياته، وأن الشاحنات التى تم تدميرها على مقربة من مدينة البوكمال السورية بشرق البلاد في واحدة من 23 غارة نفذتها طائرات التحالف ضد التنظيم الارهابي.
وتقع مدينة البوكمال في محافظة دير الزور في شرق البلاد التي يقول البنتاجون إنها تزود تنظيم داعش بنحو ثلثي عائدات النفط أحد أكبر مصادر العائدات للتنظيم.
تشديد الاجراءات في فرنسا
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الغارة خطط لها قبل هجمات باريس يوم الجمعة ونفذتها أربع مقاتلات من طراز إيه-10 وطائرتان حربيتان من النوع إيه.سي-130 متمركزة في تركيا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الغارات دمرت أكثر من ثلث الشاحنات في المنطقة البالغ عددها 295، وقالت قوة المهام المشتركة في البيان إن تسع غارات أخرى ضربت عددا من الأهداف على مقربة من ست مدن سورية أخرى بينها مواقع قتالية متنوعة ومبان ووحدات تكتيكية.
وفي العراق أصابت 13 غارة خمس وحدات تكتيكية فضلا عن مبنيين يستخدمهما التنظيم.
حيث سبق وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ستصعد العمليات التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة مع التركيز على المنشآت النفطية في إطار الجهود التي تبذلها لتقويض قدرة التنظيم على تمويل عملياته.
وفى الوقت ذاته، توقعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن يكون تنظيم "داعش" بصدد التحضير لشن هجمات جديدة، مشابهة لاعتداءات باريس الدامية، وأن هذه ليست العملية الوحيدة المخطط لها.
وأعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان أن تنظيم داعش يحضر على الأرجح لشن هجمات أخرى، شبيهة باعتداءات باريس الأخيرة ، موضحا في كلمة ألقاها في مركز أبحاث في واشنطن "أعتقد أنها ليست العملية الوحيدة التي خطط لها تنظيم داعشن والأجهزة الأمنية والاستخبارات تعمل لكشف عمليات أخرى قد تكون قيد التحضير.
حداد على ضحايا باريس فى قمة الـ 20
أعلن برينان أن التنظيم الارهابي لا يكتفي بأن تقتصر أنشطته الدامية على العراق وسوريا، وبتأسيس فروع محلية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، بل وضع برنامج عمليات خارجية يطبقه الآن ويؤدي إلى مفاعيل مدمرة، إلا أن أجهزة الأمن والاستخبارات حتى في هذه اللحظة تعمل بكد ونشاط للتدقيق في الأعمال الإضافية التي يمكن أن يقوموا بها".
ومع توالى تبادل المعلومات بين أجهزة الاستخبارات الغربية بشأن الجناة في الاعتداءات الأخيرة في باريس، كشفت تقارير أمنية فرنسية إن العقل المدبر لاعتداءات باريس من المرجح أن يكون البلجيكي من أصل مغربي عبد الحميد أباعود ويبلغ من العمر 27 عاما، ويعتبر أباعود المدعو "البلجيكي"، أحد أبرز وجوه تنظيم "داعش" في أوروبا، وهو متورط في العديد من العمليات الإرهابية على الصعيد الدولي، واسمه عبد الحميد أباعود، عمره 27 عاما، اسمه الجهادي "أبو عمر" أو "البلجيكي"، ومن المرجح أنه يكون العقل المدبر لاعتداءات باريس التي قتل فيها 129 شخصا وجرح فيها المئات.
وينحدر "البلجيكي" من منطقة ديلونوي الشعبية في ضواحي العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث يقيم عدد كبير من المهاجرين خاصة المغاربة،
وفي فبراير الماضي، وأكد عبد الحميد أباعود بينما كانت السلطات البلجيكية لا تزال تبحث عنه، لمجلة "دابق" الإلكترونية الصادرة عن تنظيم "داعش" أنه تمكن من الدخول إلى سوريا.
ويظهر أباعود في تسجيل فيديو يخاطب فيه الكاميرا بينما يقود سيارة تسحب جثثا مشوهة نحو حفرة، وحكم القضاء البلجيكي غيابيا عليه بالسجن لمدة عشرين عاما في يوليو ضمن محاكمة شبكات تجنيد جهاديين في بلجيكا إلى سوريا.
وبرز اسم أباعود في الصحف البلجيكية منذ العام 2014 بعد أن قام بخطف شقيقه يونس وأخذه إلى سوريا عندما كان لا يزال في الثالثة عشرة من عمره، وتقدم والد أباعود عندما انقطعت عنه أخبار نجليه بدعوى مدنية ضد ابنه البكر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat