صفحة الكاتب : مروج العبيدي

الوجه الآخر لﻻرهاب
مروج العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 للإرهاب اشكال وانواع متعددة يختلف في وسائله الاجرامية والتدميرية من شكل الى اخر ولكن تأثيره المدمر يكاد يكون متشابها في نتائجه على الهيكلية البنيوية للمجتمعات. والفساد الاداري والمالي احد هذه الاشكال الارهابية والذي يعتبر من الآفات المتناهية الخطورة  والتي تصيب المجتمعات والافراد دون استثناء وتمتد جذورها اعماق التاريخ واليوم تأخذ ابعادا واسعة تشمل انحاء العالم ولكن بدرجات مختلفة.

كلمة الفساد بصورة عامة هو سوء استعمال السلطة والوظيفة العامة للكسب الخاص بصورة مباشرة كالابتزاز والرشوة ونهب المال العام وسرقة اموال الدولة , او قد يكون بطريقة غير مباشرة عن طريق تعيين الاقارب والمعارف وتمييزهم عن الباقين ضمن المحسوبية او المنسوبية.

وقد برز دور الفساد مؤخرا بعد انتهاء الحكم السابق وانهيار المؤسسات الحكومية الرصينة وظهور المؤسسات البديلة والتي افتقرت الى العناصر المهنية المتميزة والى المعالجات العلمية, فأصبحت كل دوائر الدولة ساحات صراع تعددي وتحزبي تمكن من شق الصف الوطني حتى باتت كل مؤسسة مرتعا ومستوطنا صغيرا لمافيا معينة  تتمحور حول اهداف المحاصة الطائفية  و دعم بقائها والحفاظ على مطالبها الشخصية عن طريق الكسب اللا مشروع  تحت رعاية عناصر مسؤولة ومشوبة بالفساد السياسي الداعم للنشاطات الارهابية بغض النظر عن المسؤوليات المعهودة لها والتي من شانها تفعيل دور تلك المؤسسات بالشكل الذي يضمن انتاجية البلد وازدهاره اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.

فلا توجد دائرة رسمية او غير رسمية او اي قطاع خاص او عام يخلو من هذه الافة ولكن الذي نراه ان الجهات التي تتبنى مكافحة الارهاب ولجان النزاهة تكاد تشك في قدراتها على مكافحة هذه المشكلة الخطيرة فترمي بمسؤوليتها على عاتق السلطات الحكومية والمسؤولين في الدولة.

ونحن لا ننكر دور الحكومة الحالية تجاه مكافحة  الفساد ومحاولتها السيطرة على كل الخروقات الداخلية والخارجية عن طريق تشكيل وتوجيه ومتابعة لجان متخصصة للرقابة الداخلية للمؤسسات الحكومية وتكثيف الجهود وتوحيدها بعيدا عن التوجهات والضغوطات السياسية والطائفية، وربما يشاطرها مجلس النواب بنسخته الحالية على ذلك، وﻻننا لم نعهد من الحكومات السابقة ومجلس النواب بدوراته المنصرمة اي نوع من التنسيق لمكافحة هذه اﻻفة فهذا ﻻ يعطينا الحق بان ننكر وجود بوادر تعاون بين هاتين السلطتين والذي نتمنى ان يثمر بتحييد هذه الظاهرةالخطرة ولو قليﻻ..

ولنا بان لا ننسى دور الاعلام الفاعل والمهم في القضاء على آفة الفساد المالي والاداري عن طريق البث و والتوعية  النزيهة بين افراد المجتمع بتنظيم حلقات دراسية ومحاضرات نوعية وتنموية من شانها رفع روح العمل الشريف ونشر القيم والاخلاق المهنية والوظيفية بالشكل الذي يحث عليه الدين الاسلامي وما تمليه الانسانية على تطبيقه واتباع منهجيته، آملين ان ياخذ اعﻻمنا دوره الحقيقي بهذا اﻻتجاه.

ولان الضمير هو المصدر المحرك لكل الافعال البشرية في اي مجتمع , فان موته (ﻻ سامح الله)من الاسباب الاولية في تفشي هذا الوباء الذي استفحل بشكل وحشي ومدمر . لذا وجب ايعاز هذه الضمائر بوخزات متوالية تعيد النبض فيها عن طريق المتابعة والتوجيه المستمرين واتباع الوسائل الفعالة للحد من هذه الظاهرة التي اصبحت تشكل خطرا يفوق خطر الارهاب بكل تفاصيله التدميرية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مروج العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/02


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : الوجه الآخر لﻻرهاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net