صفحة الكاتب : حميد الموسوي

الفلوجة بين عهدين
حميد الموسوي
في تسعينات القرن الماضي، وايام توجه صدام الى اعلان حملته الايمانية  اطلق سراح جميع السجناء المحكومين بتهمة التنظيمات الاسلامية ( الوهابية والحزب الاسلامي )،  ولاسباب عديدة حول صدام مدينة الفلوجة الى مركز استقطاب ديني غاضا النظر عن التيار الوهابي لممارسة تثقيفه لسكان المدينة وتوسيع انتشاره على حساب الحزب الاسلامي العراقي الذي كان له نفوذ هناك، وكان اصدقاؤنا الفلوجيون ايام خدمة الاحتياط يظهرون تذمرهم وامتعاضهم من انتشار الوهابية وسلوكياتها المنفرة للدرجة التي جعلتهم ينتقلون الى مناطق اخرى في الرمادي ،وبعد سقوط سلطة البعث في 2003صارت الفلوجة بؤرة لتجمع بقايا الحرس الخاص، والامن الخاص، والمخابرات ،والذين خلعوا الرتب والملابس العسكرية وارتدو ( الدشداشة ) القصيرة واطالوا اللحى خاصة وان الخبث والتلون والغدر من ابرز اسلحة البعثيين للوصول للسلطة ،لقد تم التخطيط لفصل الفلوجة من الجسد العراقي منذ ذلك الحين  وزرع مختلف الفيروسات الاجتماعية والحركات المتطرفة والتكفيرية في هذه المنطقة التي تعتبر خاصرة العراق كونها تتمتع بموقع جغرافي ستراجيتي يتوسط خارطة العراق ويربط بين الجنوب والغرب والجنوب والشمال والغرب والشرق
وتعرضت الفلوجة لعملية تغيير ممنهج ركز على استقطاب العناصر المتطرفة وعوائلهم  وطرد اي مواطن يؤمن بالفكر المعتدل والتعايش السلمي في وطن واحد اسمه العراق، ومنذ الشهور الاولى اعلنت تلك الزمر وقوفها بوجه عملية التغيير وحملت السلاح حتى اضطرت حكومة اياد علاوي للتصدي لها واخمادها ،لكنها انفتحت من جديد لايواء تنظيمات القاعدة بفضل المال الخليجي الذي اغرى معظم من تبقى من سكانها لتتحول الى حاضنة خطرة سارعت القوات الاميركية الى ضرب اوكارها ،ومنذ 2005واستغلالا لضعف الحكومات المتعاقبة،مع وجود غطاء سياسي لتلك التيارات تعاظم خطر اعداء التغيير من بقايا الصداميين المتخادمين مع العصابات التكفيرية وشيوخ الفتنه لتتحول الفلوجة الى مركز مالي واداري وتسليحي يغذي ويدرب الدواعش و جميع عصابات التخريب في بغداد وديالى وصلاح الدين والانبار والموصل والحويجة .وطيلة السنوات المنصرمة استنفذت الحكومات المتعاقبة كل وسائل التهدئة والاسترضاء والعفو التي لم تجد نفعا مع الساعين لاسقاط العملية السياسية وتدمير العراق ،فهبت قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي لتطهير الفلوجة من دنس الدواعش والمتخادمين معهم واعادتها الى اهلها الاصلاء الذين غلبوا على امرهم     
لكن اعداء العراق ووحدته وداعمي داعش وارهابييه يحاولون التشويش على المواطن السني والتاثير على  الراي العربي والعالمي وخلق اجواء مسمومة لعمليات التحرير في محاولة لاستخدام الفلوجة منصة لخطاباتهم التحريضية ومعولا لهدم العملية السياسية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/13



كتابة تعليق لموضوع : الفلوجة بين عهدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net