معركة وترلوو ما بين نابليون والقوى المتحالفة ضده , حصلت في يوم 18\6\1815 , أي قبل مئتي عام بالتمام.
نابليون الذي يعلن عن نفسه أينما تذهب في باريس , لايزال رمزا مؤثرا ومنتصرا رغم هزيمته , وقد تألق قائدا فذا متميزا ما بين 1804- 1815 , لكنه لم ينهزم ولم يأفل وهجه وتخبو قوته وقدراته, القيادية , وخلد في ضمير التأريخ كبيرا.
وفترته تذكرنا بالحروب العنيفة ما بين الدول الأوربية , وكيف أنها مضت في صراعاتها التي ختمتها بالحرب العالمية الثانية المروعة , لكنها إستيقظت وأدركت أن لابد من تغيير نهج التفاعل والتواصل , حتى تجسد بالإتحاد الأوربي , الذي ألغى أي مسعى لحرب.
وتحتفل هذه الدول اليوم بالذكرى المئوية الثانية , لمعركة غيّرت مسيرة التأريخ الأوربي , ووضعت أسسا لإدراك جديد.
والعجيب في الأمر أن القائد الذي إنهزم في هذه المعركة عاش منتصرا , والمنتصر على هامش التأريخ , مما يعني أن خسارة معركة لقائد بقدرات نابليون القيادية والإلهامية , لا تدمر صورته الأصيلة المترسخة في وعي الأجيال.
نابليون , الذي يعرفه كل الناس الذين جاؤا من بعده وذهبوا , وبقي متفاعلا مع الوفود البشرية القادمة للسعي فوق التراب.
فلماذا خلد حيا نابليون , ونسي غيره؟
هل لأنه عبّر عن قدرات اللاوعي البشري الساعية للبطولة والإنغراس في ضمير الزمن؟
أم لأنه أكد سلوكا ثوريا جديدا حفز ما فينا من طاقات كامنة وتطلعات متطامنة , لا نعيها ولا ندركها؟
لكن الدرس الذي علمه نابليون لأوربا , أنه ألغى مفردة مستحيل من معاجم لغاتها , فأنجزت ما لم تتمكن من إنجازه قبله!!
نابليون فجّر الطاقات الأوربية والبشرية , وثوّرها وحمّسها للتغيير وإمتلاك مهارات صناعة الحياة , كما أنه أثبت لها بأن الأمم والشعوب لا تكون إلا بقائد يلهمها العزة والكرامة والبطولة.
فهل تعلمنا من نابليون أهمية الروح القيادية المشيّدة لكبرياء الوجود الوطني؟!!

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!