صفحة الكاتب : ابراهيم احمد الغانمي

لاتكرروا حماقات صدام
ابراهيم احمد الغانمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يتذكر العراقيون ومعهم اشقائهم الكويتين وشعوب اخرى الكوارث التي جلبها نظام المقبور صدام حسين عليهم جميعا. ومن الصعب جدا ان تمحى الصور الماساوية الرهيبة من ذاكرة واذهان ملايين العراقيين وغير العراقيين.
   صدام شن حربا عدوانية ظالمة على الجارة ايران، مازال كلا الشعبين يدفعون ضريبتها الباهضة، وبالخصوص العراقيين، فقد دفعت مليارات الدولارات كتعويضات وديون، ومازالت هناك عشرات المليارات يجب ان تدفع لجهات مختلفة.
   ثمان سنوات اكلت الاخضر واليابس، فقد خربت ودمرت مدنا بكاملها، واضرت بالبيئة، واسقطت اعدادا هائلة من الضحايا بين قتيل وجريح ومريض ومعدم، وقتلت ملايين الكائنات الحية وخلفت امراضا لم يعهد مثلها الناس من قبل. ناهيك عن كونها خلفت عداوات تحتاج الى وقت طويل لانهائها والتغلب عليها وتحويلها الى صداقات.
  للمرء ان يتصور ماذا يمكن ان تفعل حربا طاحنة تستمر ثمانية اعوام متواصلة ، والانكى من هذا ان تلك الحرب كانت عبثية بكل معنى الكلمة، ولايتعدى الهدف منها سوى ارضاء نزوات عدوانية والتعبير عن نزعات وعقد شخصية.
  ولم يكد العراقيون وشعوب المنطقة يتنفسون الصعداء حتى باغت المجرم صدام العالم بغزو دولة الكويت الشقيقة في ليلة ظلماء ليستبيح حرماتها ويقتل ابنائها من الصغير وحتى الكبير بلا استثثناء، وينهب ممتلكات اهلها ويدمر بناها ومنشاتها الحيوية..
   ولماذا كل هذا ..؟ انها ذاتها النزوات والنزعات والعقد التي دفعته الى شن الحرب على ايران طيلة ثمان اعوام.
   ونفس الكوارث التي خلفتها الحرب الاولى خلفها الغزو والحرب التي تبعته، لتزداد الماسي والكوارث والمعاناة ، ليلقي الحصار بكل تبعاتها على العراقيين ويسحقهم سحقا، ويحاصرهم حصارا شديدا لمدة اثني عشر عاما حتى جاء العام 2003 لتشهد حربا جديدة اسقطت صدام لكن العراقيون لم يفلتوا من نتائجها وتبعاتها.
   ونحن نستذكر كل ذلك بألم وحزن وحسرة ولوعة.. نقول هل من المعقول ان نلجأ الى نفس الاساليب والوسائل التي استخدمها المقبور صدام لحل مشاكله وخلافاته مع جيران العراق واشقائه. ونقول للذين يرفعون اليوم شعارات مشابهة لشعار ذلك المقبور لاستعادة حقوق العراق او المحافظة عليها هل تريدون ان تزيدوا من ماسي وكوارث بلدكم وشعبكم. ونقول لهم هل تريدون ان تخلقون لنا قادسية جديدة وام المهالك-عفوا ام المعارك-جديدة.
   شبع العراقيون وجيرانهم واشقائهم من العنتريات الفارغة، والشعارات الجوفاء، والادعاءات الزائفة.

e.ahmad@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابراهيم احمد الغانمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/22



كتابة تعليق لموضوع : لاتكرروا حماقات صدام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net