كربلاء.. حصن منيع على "الإرهابيين" وواحة تحتضن النازحين

ادى استتباب الوضع الأمني في منطقة "جرف النصر" الى تحول محافظة كربلاء، جنوبي بغداد، الى واحة جاذبة لأبناء المناطق المحاذية لها، تكللت بزيارة وفد من وجهاء قضاء الفلوجة في الأنبار، إلى مدينة كربلاء المقدسة، الخميس، لزيارة المراجع الدينية فيها، بحسب ما كشفه رئيس إسناد الفلوجة الشيخ عبد الرحمن النمرواي، امس الخميس .

وطيلة سنوات، أصبحت المدينة المقدسة محط انظار النازحين والباحثين عن الامن، بسبب استقرار الأوضاع الأمنية فيها والأجواء الدينية الخاصة التي تسود المدينة، لوجود مرقد الامام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) فيها.

وتحوّلت محافظة كربلاء الى ملاذ آمن، طوال السنوات الماضية، للناس الهاربين من جحيم العمليات المسلحة التي فرضها تنظيم "داعش" الإرهابي في الفلوجة والرمادي ومناطق أخرى محاذية لحدود المحافظة.

وتمكّن مقاتلو تنظيم "داعش" الإرهابي من السيطرة على الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وعلى بعض مناطق الرمادي، ما جعلهم على تماس مع حدود محافظة كربلاء التي فتحت الأبواب على مصراعيها لاستقبال النازحين والمهجرين والفارين من جحيم التنظيم الإرهابي.

وفي واحدة من مشاهد التعاون والتكاتف، استقبلت كربلاء الالاف من النازحين، كما استوطن عدد منهم المناطق المحاذية لمركز المحافظة مثل منطقة "عين تمر".

ويقول رئيس جمعية الهلال الاحمر العراقي في كربلاء حميد الطرفي، ان "توزيع السلات الغذائية بين العائلات النازحة في منطقة النخيب، غربي كربلاء، قائم على قدم وساق".

ولم تنقطع موجات النازحين الى كربلاء منذ 2003، واضطر أهالي "جرف النصر" الى اللجوء اليها بعد سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على المدينة.

وفي أوقات ذروة النزوح وصلت اعداد العوائل النازحة الى نحو الألف عائلة من المناطق الساخنة شمال وغرب العراق.

وعدّ الارهابيون، "جرف النصر"، منفذا الى كربلاء المقدسة، حيث توفر براريها ومزارعها، مخبئا آمنا لتكديس السلاح والرجال من كافة الجنسيات.

وفي الكثير من الأوقات، تسلل ارهابيون الى المدينة المقدسة وقاموا بأعمال تفجيرات.

ويبدو ان المدينة المعروفة بطابعها الديني، بدت على أهبة الاستعداد لاستقبال الحشود البشرية اليها، فإضافة الى المهجرين من الرماد وجرف النصر، استضافت المدينة آلاف النازحين من الموصل وديالى وتلعفر.

ويشير تصريح محافظ كربلاء عقيل الطريحي، لرويترز، الى "العبأ الكبير على المحافظة من جراء تحولها الى نقطة جذب للنازحين"، فيقول "لم تبق حسينية أو جامع في كربلاء وضواحيها إلا وبها عدد من العائلات النازحة.. وأيضا في الساحات العامة".

وفي حين دعا الطريحي "المنظمات الدولية والحكومة العراقية إلى الإسراع بإغاثة العائلات النازحة من شمال العراق"، نصّبت الحكومة المحلية، المخيمات، واتاحت للنازحين، البنايات الخالية للسكن فيها.

وقُدّر لهذه المدينة المتاخمة لأطراف الصحراء، والتي يزورها الملايين من المسلمين كل عام، لزيارة الأماكن المقدسة فيها، ان تظل على الدوام في صلب الاحداث في العراق والعالم، حيث جعلت منها مكانتها الدينية، واهميتها الاقتصادية والجغرافية، هدفا للإرهاب، وفي ذات الوقت "قبلة" الباحثين عن الامن والشعور بالطمأنينة الى جوار مرقدي الامام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام).

النهایة

المصدر: المسلة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/21



كتابة تعليق لموضوع : كربلاء.. حصن منيع على "الإرهابيين" وواحة تحتضن النازحين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net