كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

الإصلاح في النهضة الحسينية

 الأساس الذي أبتنت عليه هذه النهضة العظيمة هو الإصلاح ، وبكل معنى يمكن ان يبني عليه المصطلح مبناه . 
فالحسين عليه السلام قصد الإصلاح السياسي في نفس الوقت الذي قصد به الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي و إعلامي و النفسي لا سيما الديني بمعناه الحقيقي .
فالسياسة التي سادت في وقته هي سياسة الدعوة الى الإسلام بالسيف والرمح ، بعدما كانت بالحوار . 
فالفتوحات صارت أخذ كل شيء يملكه الغير والدعوة الى الدين بالسيف أولا وآخرا ، بعد ان كانت عبارة عن فتوحات فكرية ، يعني انتقل الفتح من الفكر الى السيف . وهذا بحد ذاته إنذار بإنهيار أي دولة تنشر فكرها كما كان يفعله يزيد ومن قبله معاوية . فالسياسة الإسلامية في الدعوة إليها كانت بالكلمة والاستناد الى الدليل ولا تستخدم السيف الا في حالات خاصة . فاللغة الدليل في معناه الدعوتي الأثر القوي لانها تكون مستندة الى أساس متين وعقل نير . اما لغة السيف في المقدمة ولغة اسلم وإلا قتلتك ونهبت أموالك ونساءك ،  تعبر عن ضعف فكر الطرف المقابل . 
اما الاقتصاد : فبيتُ المالِ بعد ان كان للفقراء فيه نصيب صار للأغنياء والحواشي ، والذهب والفضة التي كانت من زكاة الموسرين صارت لهم ولمن يدعم الحكومة بقوله ولسانه كالشعراء ووعاظ السلاطين ، ومن يقاتل من اجلها كالمجرمين والسفاحين . وبقى الفقير يعاني الأمرين . 
وكذلك الوضع الاجتماعي يكون متردي بسبب تردي الوضع الاقتصادي وغيره من الأوضاع التي تعد ذات ارتباط مع بعضها البعض . 
وأما الإعلامي  فواضح فعلي عليه السلام المدافع عن حمى الإسلام وأول المسلمين كما يقولون هم ، صار على المنبر سبه سنة . حتى ان الإشاعة المنتشرة بين صفوف المجتمع الشامي انه سلام الله عليه لا يصلي !!! .
والمهم ان الحسين عليه السلام إنما اراد هذا الإصلاح العام الشامل لكل مفاصل الحياة . وقولته المشهور (( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي )) تشير الى ما ذكرناه . 
فاليوم الذي يقول أنا على نهج الحسين عليه السلام عليه السعي لما أراده الإمام سلام الله عليه ، والعمل الحثيث للوصول للإصلاحات المتوخاة من واقعة الطف ، حتى يكون صادقا قولا وفعلا عندما يقول يا ليتنا كنا معك فنفوز فوزا عظيما .
طباعة
2014/10/30
4,168
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!