كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

زوجات الملك الأربعة

هذه حكمة من موروثنا الاجتماعي ، يروى انه كان لملك في قديم الزمان 4 زوجات ، كان


يحب الرابعة حبا جنونيا ويعمل كل ما في وسعه لإرضائها ، أما الثالثة فكان يحبها


أيضا ولكنه يشعر أنها قد تتركه من أجل شخص آخر ، الثانية كانت هي من يلجأ إليها عند


الشدائد وكانت دائما تستمع إليه وتتواجد عند الضيق ، أما الزوجة الأولى فكان يهملها


ولا يرعاها ولا يؤتيها حقها مع أنها كانت تحبه كثيرا وكان لها دور كبير في الحفاظ


على مملكته ، مرض الملك وشعر باقتراب أجله ففكر وقال : أنا الآن لدي 4 زوجات ولا


أريد أن أذهب إلى القبر وحيدا فسأل زوجته الرابعة: أحببتك أكثر من باقي زوجاتي


ولبًيت كل رغباتك وطلباتك فهل ترضين أن تأتي معي لتؤنسيني في قبري ؟ فقالت:(مستحيل)


وانصرفت فورا بدون إبداء أي تعاطف مع الملك ، فأحضر زوجته الثالثة وقال لها :أحببتك


طيلة حياتي فهل ترافقيني في قبري ؟ فقالت : بالطبع لا : الحياة جميلة وعند موتك


سأذهب وأتزوج من غيرك فأحضرالزوجة الثانية وقال لها :كنت دائما ألجأ إليك عند الضيق


وطالما ضحيت من أجلي وساعدتيني فهلا ترافقيني في قبري ؟ فقالت : سامحني لا أستطيع


تلبية طلبك ولكن أكثر ما أستطيع فعله هو أن أوصلك إلى قبرك حزن الملك حزنا شديدا


على جحود هؤلاء الزوجات وإذا بصوت يأتي من بعيد ويقول : أنا أرافقك في قبرك ، أنا


سأكون معك أينما تذهب ، فنظر الملك فإذا بزوجته الأولى وهي في حالة هزيلة ضعيفة


مريضة بسبب إهمال زوجها لها فندم الملك على سوء رعايته لها في حياته وقال : كان


ينبغي لي أن أعتني بك أكثر من الباقين ولو عاد بي الزمان لكنت أنت أكثر من أهتم بها


من زوجاتي الأربعة  في الحقيقة أحبائي الكرام كلنا لدينا 4 زوجات الرابعة الجسد :


مهما اعتنينا بأجسادنا وأشبعنا شهواتنا فستتركنا الأجساد فورا عند الموت الثالثة


الأموال والممتلكات : عند موتنا ستتركنا وتذهب لأشخاص آخرين الثانية الأهل


والأصدقاء : مهما بلغت تضحياتهم لنا في حياتنا فلا نتوقع منهم أكثر من إيصالنا


للقبور عند موتنا الأولى العمل الصالح : ننشغل عن تغذيته والاعتناء به على حساب


شهواتنا وأموالنا وأصدقائنا مع أن اعمالنا هي الوحيدة التي ستكون معنا في قبورنا ،


يا ترى إذا تمثل عملك لك اليوم على هيئة إنسان ، كيف سيكون شكله وهيئته ؟؟؟  هزيل


ضعيف مهمل ؟ أم قوي مدرب معتنى به ؟


khalidmaaljanabi@yahoo.com

طباعة
2011/04/28
3,388
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!