صفحة الكاتب : وجيه عباس

هذيان وطني
وجيه عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جرّب أن تمارس العمى في مشهد يغص بالقتلة، وأن تكون أخرسا لايتسمع الى اصوات الفتنة التي تحيض بالقبح في هذا المشهد العربي الدامي، حاول أن تلجم شفاهك عن الصهيل وأنت ترد نباح العربان في الجزيرة العربية عن وطنك، جرّب كل شيء،وأقترح كل شيء إلا... ان تكون محايدا في قضية يكون فيه المذبوح هو وطنك.
حين يكون "داعش" تنظيماً ارهابيا في سوريا وثوريا في العراق حسب نظرية القرضاوي الضال المضل، وحين يكون الثوار.. ثيرانا في الموصل لاغتصاب الحرائر وممارسة القوادة السعودية والقطرية برعاية اللحى الوهابية، وفي الاعلام السعودي يكون هؤلاء الدواعش ذوي اخلاق وسيرة عقلائية، وحين يطالب أشراف السنة!! بتقسيم العراق ويطالب أشرار الشيعة! بوحدة العراق...الكرد الذين نالوا كفايتهم من البعث الساقط تحوّلوا الى شوفينيين أكثر من البعث في التعامل مع العرب، ربما كان ذلك تعويضا لنقص مفرط في الثقة بينهم وبين كل مايحيط بهم...ثق ببساطة: انك تعيش العمى الوقتي،حينها فقط سوف تقترح الدهشة في هذا الزمن الفجائي الذي داهمك وأنت تحرس جدار بيتك الذي يريد أن ينسفه الساقطون من الشجرة.
لن أكون غرابا اسود مثل انور الحمداني وهو يدّعي انه يتكلم بإسم المرجعية...أي مرجعية يتكلم بإسمها غراب أسود يعمل تحت أمرة عميل مخابراتي مزدوج!!، ولاغرابا أبقع مثل الخشلوك الذي لايريد أن ينام والاستعمار الغربي مستيقظ يحسب انفاس سيجاره الكوبي الهارب من الشطرة!..كيف يمكن له ألا يقاتل حتى لو عن طريق الموبايل اوبارتداء جلابيته الاماراتية في أسوأ الظروف الجوية!، لن أكون تاجرا اعلاميا مثل البزاز اعتاش على صدقات السياسيين،ولن اكون مجرما مثل خميس الخنجر وبطانته التي لاتعرف سوى التخوين والحقد الطائفي الاعمى، لن اكون ذباحا مثل حارث الضاري الذي حاول سرقة ثورة العشرين لحساب جده قاطع الطريق،ولن اكون ساقطا مثل ناجح الطيزان لامارس التهديف بالقلم على صدر عراقي محروق القلب مثل "ابوفراس الحمداني"، لن اكون كمشا مثل اغلب سياسيي الشيعة الذين اظهروا مواهبهم في نهب الخزائن وحين طالبهم الوطن بالحساب...خزّنوه في حساباتهم الخارجية!!... 
الجو المباشر لي حتى لو اختنق المشهد ببغايا البغدادية وهم يخلعون ثوب وطنيتهم أمام عراقي صادق مثل "عبدالامير علوان"، سأكون عراقيا لايبيع المواقف مثل الكثير، سأقف على مرمى إطلاقة من الجميع لاقول لهم: العراق لن يموت.
الوطن يقف على مفترق طرق بإنتظار من يأتي أو لايأتي، سيمر الكثيرون أمام وجهه الكريم.... سيكون شاهدا على السراق والقتلة الذين يمرون أمامه مثل كلب سائب لايترك خلفه الا نباحه المتواصل، سيكون قاضيا حين يقف الكثير الكثير في قفص الاتهام مثل أي قرد يتسلق الاشجار ليعود في النهاية الى الارض كأي بهيمة...سيكون العراق إماما معصوما عن الخونة حين يركعون أمام طهرة مثل قاتل أمام حكيم.
العراقيون يعيشون الحياة ويحوّلونها الى ذكريات مجمّدة ليعاودوا طبخها على نار هادئة، ربما من أجل أقناع أنفسهم أولا انهم عاشوا في هذه الحياة المملوءة بالقبح والدم والبعث وعزة الدوني!، سيقولون أنهم عاشوا، وحين أراد لهم العربان أن يموتوا...ماتوا أحرارا..ماتوا بعد أن ملأوا الأرض أجساد من كفّرهم في هذه الحياة، ربما أحرقوا لحى شيوخ الفتنة الذين تصوّروا أنهم ثمرة الاسلام وهم ثمرة الشيطان الذي يرقص الآن جذلانا بعد أن ضمن دولته في هذا الجهل المركّب الوافد الينا من القرن الرابع الهجري ومازال ينجب أبناء زناة الليل.
الطائفيون يمارسونها ويتهمونك بها!!، الجميع ينظر في المرآة ويصف غيره بما هو فيه أصلا،قتلتنا العواجل والدواعش، عاجل...في بيتنا العراقي داعش يبرق بالعاجل الى جميع القنوات البطيئة في الفهم العراقي...مابين العراق وبين داعش ومن يختبيء خلف لثامه رقعة شطرنج يدفع فيها الجميع بالجنود من أجل ان يعيش الحاكم... او المفتي الداعشي..قلاع تتهاوى ومحافظة تسقط بتآمر فيل ابرهة الموصلي من أجل ان تدير ظهرها لبغداد...وخيول تتسابق في الجري وهي تعلم انها لن تصل النهاية الا بعد أن...... تموت.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وجيه عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/21



كتابة تعليق لموضوع : هذيان وطني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net