أرى الإحْسانَ إنْ صدقتْ يُعاني
لأنّ الشرَ مَطلوقَ العِنانِ
بها بشرٌ بلا باءٍ تعالتْ
أزِحْ باءً ترى عَجبَ الزمانِ
وما الإنسانُ من خيْرِ تعاطى
ولكنْ شرّهُ وطنُ المعاني
ومَن يسعى إلى العلياءِ يَشقى
فلا بشرٌ بها يُزجي التهاني
وما آلتْ إلى فردٍ بيُسرٍ
دماءُ حشودها أسّ المَكانِ
ولا حكمٌ بلا سيفٍ حُسامٍ
له الأجْيالُ في طرفِ الرهانِ
فهلْ عاشتْ بها أممٌ سلاما
وهلْ تعبَ الترابُ مِن الهَوانِ
فتلكَ أصولها والكِذبُ يَبقى
مُداولةً بدائرةِ الثواني
رمى بسِهامِها يَسعى لشَأوٍ
وراميها سَيرميهِ التداني
فكنْ جَلِدا ولا تأمَنْ زماناً
وإنْ سمقتْ فقاتلكَ التفاني
ومَنْ وصلَ القيادَ يكونُ ضدا
لجمْع الناسِ مِنْ وضَرِ الشنانِ
وما حَسُنتْ ولا زانتْ لفردٍ
وما عَرِفتْ سِوى خُدَعِ الأماني
ومَنْ يرنو إلى حُلمٍ جميلٍ
ينالُ قساوةً ذاتَ احْترانِ
فتلكَ طبائعٌ والناسُ حَيْرى
تسايسُها بموجبةِ المِرانِ
نفوسُ الخلقِ ما بقيتْ تواصَتْ
بمرضعةٍ لسيّئةِ الشجانِ