صفحة الكاتب : رشيد السراي

الهزيمة المستحقة خير من النجاح المزيف
رشيد السراي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل عشرين سنة كنت طالباً في إعدادية الشطرة وأنا في قاعة الامتحانات العامة (البكالوريا) في أول امتحان فوجئت بمجيء المشرف على القاعة نحوي وبعد التحية همس في أذني "إذا محتاج أي مساعدة أنا حاضر" وبعد "صفنة" وما أصعبها في الامتحان تذكرت الرجل فهو مدير مدرسة في الناصرية وتربطه بعمي (الله يرحمه) وأولاده علاقة طيبة وشاءت الصدف أن يكون مديراً لقاعتي الامتحانية.
أجبته حينها بلا تردد "ولعل كون الامتحان الأول امتحان إسلامية دخل في ذلك من ناحية المواضيع"الإسلامية" والسهولة" أجبته "أشكرك ما محتاج شي".
 
بعد الخروج من الامتحان تحدثت لبعض أصدقائي المقربين عن الموضوع فلاموني لوماً شديداً وطلبوا مني الاستفادة من وجوده في الامتحانات القادمة.
 
جاء الامتحان الثاني وكان امتحان عربي وكانت الأسئلة من أصعب الأسئلة خلال عدة سنوات فجاء المشرف باتجاهي مرة أخرى وهنا عادت بي الذاكرة إلى كلام أصدقائي وصرت في نزاع مع نفسي هل هي فعلاً فرصة حقيقة علي أن لا أضيعها وسأندم على عدم فعل ذلك أم إنها اختبار علي اجتيازه بنجاح، وصل الرجل قربي وهمس بنفس الكلام-طبعاً بحسن نية ولم يرد شيء مقابل ذلك- وأضاف "الأسئلة صعبة واكدر اجيبلك الحل".
فقررت الاستمرار في الرفض وأن أضع نهاية لهذه العروض التي أربكتني فقلت:
"اشكرك استاذ بس لو بذراعي لو ما تسوة" 
 
فتعجب الرجل وامتعض بعض الشيء ولكنه تفهم الموقف لاحقاً.
 
عندما رجعت إلى البيت وكانت إجابتي دون الطموح للأسف كتبت في إحدى صفحات دفتر مذكرات لي وقتها تسلية لنفسي وللاستفادة من الدرس "الهزيمة المستحقة خير من النجاح المزيف".
ولست نادم على تصرفي ذلك بل أعتبره أحد أسباب التوفيق ولله الحمد والمنة إذ أخذ بيدي نحو الصواب.
 
هذه رسالة إلى طلبتنا الأعزاء وهم يخوضون الامتحانات-متمنياً لهم التوفيق لما فيه خير انفسهم ومجتمعهم- مفادها الغش نجاح مزيف.
 
وإلى سياسيينا وإلى كل صاحب مشروع لا تفرح بنجاح مزيف واستفد من الهزيمة المستحقة.
 
ورسالة تذكير لي فأمثال هكذا موقف تتكرر بين الحين والآخر بصور مختلفة والتوفيق من الباري جل شأنه في تجاوزها بسلام.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رشيد السراي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/26



كتابة تعليق لموضوع : الهزيمة المستحقة خير من النجاح المزيف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net