هل أن المذهبَ دينٌ؟!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يتحقق إضطراب مقصود في تأزيم العلاقة ما بين الدين والمذهب , مما يؤدي إلى إنحرافات سلوكية وتداعيات ضارة بالمذهب والدين.
وكل دين فيه مذاهب أو مدارس وتشعبات متعددة , ولا يخلو أي دين من ذلك , وخصوصا الأديان السماوية الثلاثة , أما غيرها من الأديان ففيها من التفرعات والتعددات ما لا يخطر على بال.
وتشعب الدين الواحد ومسارات المذهبية فيه , ليست جديدة , وإنما هي معروفة في الأديان القديمة , في سومر وأكد وآشور وبابل , وفي الديانات المصرية , وغيرها من ديانات الأرض السالفة.
ولا يزال هذا السلوك مرافقا لأي منطلق عقائدي وإجتماعي , فالأحزاب تتفرع أو كما يقال تحصل فيها إنشقاقات , والعائلة الواحدة تتفرع , والعشيرة كذلك ولهذا فيها الأفخاذ وغيرها من المسميات.
والأرض الواحدة تعددت وتنوعت جغرافيا , وأصبحنا نعيش في قارات وأوطان , والوطن تعدد ما فيه بتقسيمات إدارية متنوعة.
تلك حالة سلوكية خلقية لا تشمل البشر وحسب وإنما جميع المخلوقات الأرضية , وربما تكون قانون كوني وثابت وجودي , يتحكم بإرادة الديمومة والتواصل والبقاء المحكم المنضبط , وفقا لنواميس نعرف بعضها ولا نعرف الكثير منها.
ولهذا فأن تفرع الأديان إلى مذاهب سلوك طبيعي , وضروري لإستمرار الدين , والمذهب في حقيقته مدرسة ورؤية وإقتراب وفقا لوعي وإدراك معين , ينطلق من فرد أو مجموعة أفراد , ويتم البناء عليه وتطويره والبحث في معانية ومنظاره , وآليات تفاعله وفهمه ضمن منظومة الدين الذي أوجدته.
ويكاد جميع أئمة المذاهب والمدارس الدينية , يتفقون على أن المذهب عبارة عن عمود من أعمدة الدين الذي يكون خيمتها جميعا.
ولا يمكن للمذهب أن يكون خيمة لوحده , لأنه سيضيع في متاهات التلاحي والخسران , أي أن المذهب لا يمكنه أن يكون دينا , وإنما تعبيرا عن الدين وفقا لمنظار ورؤية ذات معايير وضوابط وأدلة وبراهين.
والمذهب طريق لدين وليس دين , وسبيل لمعرفة الدين , والتفاعل الصادق مع جوهر القيم والمفاهيم الأساسية للدين.
وفي مجتمعاتنا يتحقق إنحراف وتشويه لمعنى المذهب والدين.
فترى الناس تتمترس في مذاهبها , وتحسب أنها صاحبة الحقيقة المطلقة وغيرها على ضلال وإنحراف , مما دفع إلى سلوكيات لا تمت بصلة للدين, من تكفير وتضليل ورجم بالغيب وتدمير للبلاد والعباد.
وتم الإستثمار في هذه الإنحرافات الفكرية والتعبيرية عن هذه المدرسة أو تلك , وفقا لمجتزءاتٍ تعمي الناس عن رؤية المفاتيح الأساسية للدين , وتدفعها إلى الغلو والتطرف والقيام بأعمال السوء النكراء , وهي تدّعي الدين.
والآخرون من غير الدين لا يفهمون , إلا أن هذا يمثل الدين , وأن الدين آثم لأن أبناءه يتقاتلون ويدمرون ويخربون , وكأنهم لا يؤمنون بالرحمة والمحبة والألفة والسلام والتسامح.
وهذا يعطي صورة سلبية عن الدين ويحقق العدوانية عليه , وهو يقول ويبشر بأن أبناء الدين هم أعداء دينهم فكيف بالذين ليسوا بالمنتمين لهذا الدين.
أي أن التفاعلات الجارية بسبب الإنحرافات الإدراكية العقائدية , يتم توظيفها لإعطاء المبررات والتسويغات اللازمة للإنقضاض على الدين.
فهل من صراط مبين , ورؤية واضحة , وإرادة توحيدية , تعبّر عن معاني الوحدانية والرحمة والرسالة الإنسانية للدين , بعيدا عن السلوك المتصاغر المتجاهل لقيم ومبادي الدين العريقة السمحاء التي جاءت لهداية بني البشر كافة؟!!
وهل سنرعوي ونتعلم أن المذهب قوة للدين وليس دينا يهدم الدين!!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . صادق السامرائي

يتحقق إضطراب مقصود في تأزيم العلاقة ما بين الدين والمذهب , مما يؤدي إلى إنحرافات سلوكية وتداعيات ضارة بالمذهب والدين.
وكل دين فيه مذاهب أو مدارس وتشعبات متعددة , ولا يخلو أي دين من ذلك , وخصوصا الأديان السماوية الثلاثة , أما غيرها من الأديان ففيها من التفرعات والتعددات ما لا يخطر على بال.
وتشعب الدين الواحد ومسارات المذهبية فيه , ليست جديدة , وإنما هي معروفة في الأديان القديمة , في سومر وأكد وآشور وبابل , وفي الديانات المصرية , وغيرها من ديانات الأرض السالفة.
ولا يزال هذا السلوك مرافقا لأي منطلق عقائدي وإجتماعي , فالأحزاب تتفرع أو كما يقال تحصل فيها إنشقاقات , والعائلة الواحدة تتفرع , والعشيرة كذلك ولهذا فيها الأفخاذ وغيرها من المسميات.
والأرض الواحدة تعددت وتنوعت جغرافيا , وأصبحنا نعيش في قارات وأوطان , والوطن تعدد ما فيه بتقسيمات إدارية متنوعة.
تلك حالة سلوكية خلقية لا تشمل البشر وحسب وإنما جميع المخلوقات الأرضية , وربما تكون قانون كوني وثابت وجودي , يتحكم بإرادة الديمومة والتواصل والبقاء المحكم المنضبط , وفقا لنواميس نعرف بعضها ولا نعرف الكثير منها.
ولهذا فأن تفرع الأديان إلى مذاهب سلوك طبيعي , وضروري لإستمرار الدين , والمذهب في حقيقته مدرسة ورؤية وإقتراب وفقا لوعي وإدراك معين , ينطلق من فرد أو مجموعة أفراد , ويتم البناء عليه وتطويره والبحث في معانية ومنظاره , وآليات تفاعله وفهمه ضمن منظومة الدين الذي أوجدته.
ويكاد جميع أئمة المذاهب والمدارس الدينية , يتفقون على أن المذهب عبارة عن عمود من أعمدة الدين الذي يكون خيمتها جميعا.
ولا يمكن للمذهب أن يكون خيمة لوحده , لأنه سيضيع في متاهات التلاحي والخسران , أي أن المذهب لا يمكنه أن يكون دينا , وإنما تعبيرا عن الدين وفقا لمنظار ورؤية ذات معايير وضوابط وأدلة وبراهين.
والمذهب طريق لدين وليس دين , وسبيل لمعرفة الدين , والتفاعل الصادق مع جوهر القيم والمفاهيم الأساسية للدين.
وفي مجتمعاتنا يتحقق إنحراف وتشويه لمعنى المذهب والدين.
فترى الناس تتمترس في مذاهبها , وتحسب أنها صاحبة الحقيقة المطلقة وغيرها على ضلال وإنحراف , مما دفع إلى سلوكيات لا تمت بصلة للدين, من تكفير وتضليل ورجم بالغيب وتدمير للبلاد والعباد.
وتم الإستثمار في هذه الإنحرافات الفكرية والتعبيرية عن هذه المدرسة أو تلك , وفقا لمجتزءاتٍ تعمي الناس عن رؤية المفاتيح الأساسية للدين , وتدفعها إلى الغلو والتطرف والقيام بأعمال السوء النكراء , وهي تدّعي الدين.
والآخرون من غير الدين لا يفهمون , إلا أن هذا يمثل الدين , وأن الدين آثم لأن أبناءه يتقاتلون ويدمرون ويخربون , وكأنهم لا يؤمنون بالرحمة والمحبة والألفة والسلام والتسامح.
وهذا يعطي صورة سلبية عن الدين ويحقق العدوانية عليه , وهو يقول ويبشر بأن أبناء الدين هم أعداء دينهم فكيف بالذين ليسوا بالمنتمين لهذا الدين.
أي أن التفاعلات الجارية بسبب الإنحرافات الإدراكية العقائدية , يتم توظيفها لإعطاء المبررات والتسويغات اللازمة للإنقضاض على الدين.
فهل من صراط مبين , ورؤية واضحة , وإرادة توحيدية , تعبّر عن معاني الوحدانية والرحمة والرسالة الإنسانية للدين , بعيدا عن السلوك المتصاغر المتجاهل لقيم ومبادي الدين العريقة السمحاء التي جاءت لهداية بني البشر كافة؟!!
وهل سنرعوي ونتعلم أن المذهب قوة للدين وليس دينا يهدم الدين!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat