صفحة الكاتب : معمر حبار

آداب المنتصر.. وأخلاق المنهزم
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أسفرت الانتخابات البلدية في فرنسا عن انهزام الحزب الحاكم، وفقدانه لبعض الكراسي لصالح منافسيه. فما كان من الحاكم المنهزم، إلا أن اعترف بأخطائه ووعد بتصحيحها، فبدأ بتخفيض الضرائب، وتغيير رئيس الحكومة في انتظار خطوات أخرى.

 
المنهزم في الدول المتقدمة، يدرك جيدا أن الهزيمة فرصة لاستنهاض الهمم وتصحيح الأخطاء، ومحطة للإقلاع من جديد، فما هي إلا أيام حتى يتوج بالنصر، وينال الرتب الأولى.
 
والمنتصر يعلم أن للنصر أسبابه، وللقمة وسائلها، ودوام النصر بدوام أسبابه. فإذا ضيّع المرء سنن النصر، ضاع وأضاع. فلا الهزيمة تدوم، ولا النصر يدوم، وكل بأسبابه. 
 
 
وكمثال على ذلك، فازت امرأة لأول مرة في الانتخابات الفرنسية بالعاصمة باريس، بنزاهة بالغة، وكفاءة عالية، وهي تعلم علم اليقين، أن ماتحصّلت عليه باحترام السنن الكونية، وهي المرأة "الناقصة عقل ودين !"، يضيع بالتهاون والاستهتار. فالعواصم والكراسي في المجتمعات المتقدمة، يتقاسمها الرجل والمرأة، وينالها من آمن بالسنن الكونية للحكم وعمل بها، واعترف لمن أخذها وتربع عليها.
 
 
في نفس اليوم الذي تعلن فيه نتائج الانتخابات البلدية بفرنسا، فيهنئ المنهزم المنتصر. يعلن أردغان عن انتصار حزبه في الانتخابات البلدية بتركيا، فيتوعد منافسيه و"أعداءه !"، وهو في نشوة النصر. 
 
 
وبما أن المجتمعات تعرف في لحظة النصر والهزيمة، فإن من تمام التخلف أن يهدد المنتصر المنهزم. ومن تمام التقدم والتحضر، أن يسعى المنتصر للمنهزم، ليبدي له مايقوي عزيمته، ويساعده على تحمل آثار الهزيمة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/03



كتابة تعليق لموضوع : آداب المنتصر.. وأخلاق المنهزم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net