صفحة الكاتب : معمر حبار

الكرسي زائل وإن طال
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في انتظار أن يأتي السائق، انزوى إلى زاوية من زوايا حظيرة السيارات ، يحتمي من تهاطل المطر صباحا. وبالصدفة لمح سيّارة رائعة الجمال، جديدة تلفت الأنظار، يتمناها كل من نظر إليها. سأل سائقها ممازحا .. لاتقل لي هذه للمدير الجديد. 
 
رد السّائق، والضحك يسبقه .. إنها للمدير الجديد.  ثم راح بمرارة يسرد ماقام به المدير السّابق .. من جهد طويل، ومسابقة الزّمن، والحثّ للحصول عليها، والسّعي لدى أهل الطَوْل، لينالها في حينها، ويفتخر بها أمام القريب والبعيد.
 
وبعد لحظات، استرجع من خلالها السائق أنفاسه، وقال بمرارة أشدّ من الأولى.. إن المدير السابق، لم ينل شرف ركوب هذه السيارة، رغم الذي قام به، للحصول عليها. 
 
وهاهو المدير الجديد، الذي لم يمر على تنصيبه 4 أسابيع، توضع بين يديه لؤلؤة تسرّ الناظرين، دون سعي منه، ولا علم له بأدنى التفاصيل.
فردد كل من كان ينصت للماضي الكئيب، والحاضر العجيب، المثال الجزائري الشعبي: "اخْدَمْ يَا الشَاقِي البَاقِي .. وَكُلْ يَا المَسْتْرَحْ".
 
حينها استحضر الجميع، قصة المدير الأسبق، حين قام بتحويل مقر إدارته إلى المكان الجديد، وجهّز مكتبه بما يُبهرُ الأعين، وسخّر الداخل والخارج في سبيل تحقيق حلمه، وأعلن حربا على كل من يعترض طريقه.
 
وتشاء حكمة ربك، أن يخرج من أضيق الأبواب، ويترك المقر الجديد، الذي أنفق في سبيله الممكن والمستحيل، للمدير الجديد، يجول فيه ويمرح، دون حول منه ولا قوة.
 
إن الكرسي زائل وإن طال. وصاحبه نازل عنه وإن جلس فوقه أمدا. وأرجله ستغوص ذات يوم أرضا. والعاقل من جعل الكرسي يطلبه، ويسعى إليه. والكيّس ينظر في من سيخلفه، لأنه في الأصل خليفة،  يصعد ثم ينزل ليترك مكانه لغيره.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/14



كتابة تعليق لموضوع : الكرسي زائل وإن طال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net