كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

ذكرى عزيز العراق [قدس الله سره ]

 في مثل هذا الوقت .. لابد لنا ان نتذكر قامة من القامات الوطنية التي ضحت بالغالي والنفيس من اجل بناء الوطن , وبذلت الغالي والنفيس
من اجل عزة وكرامة  العراقيين . الا وهو سماحة السيد الفقيد , عبد العزيز
الحكيم . قدس .القائد الذي لعب دورا محوريا بتهديم المنظومة العفلقية ووضع نهاية لحياة  الطاغية المستبد ,  المقبور  صدام حسين . وكان سماحته ..  يمثل مع  شقيقه , اية الله الفقيد  سماحة السيد محمد باقر الحكيم قدس .الخطر الاكبر..الذي يزعزع عرش الطاغية ويقظ مضجعه , ويرعب كيانه , ويفزع اعوانه رغم ترسانتهم الحربية , ووجود الالاف من الحراس الذين يحيطون بهم . وكان رحمه الله . من اصحاب القلوب الرقيقة تبكيهم المواقف الانسانية , وتسعدهم الابتسامة التي ترتسم على وجوه الفقراء .. عندما تمسح على رؤوسهم .. الايادي البيضاء التي لا ترتجي ثوابا الا من الله ! . لذا تجده  سباقا بتكريم  الايتام  والفقراء ,  لا يجد حرجا في زيارتهم وتفقدهم بنفسه ..والعمل على سد احتياجاتهم , وزرع الامل في نفوسهم . ومن يشاهد سماحته بينهم .. يكاد لا يصدق بانه ذاك الرجل الذي يشد وسطه يوم المعارك ,ويتوسط مقاتليه يشحذ هممهم , ويخطب بهم ويحمسهم على بذل الارواح من اجل عزة وكرامة عراقنا الحبيب . فتراه كالاسد .. ثابت الجاش , لا يرف له جفن , كاجداده احفاد الرسول ص .. عند الخطوب . وقد كان له الفضل بجمع كلمة الفرقاء تحت خيمة واحدة , والعمل على رص الصفوف لتفويت الفرصة على الاعداء الذين يتحينون الفرص للانقضاض على العراق وشعبه  . وكان  لسماحته  .. مكانة كبيرة في قلوب الشعوب والزعماء قاطبة   , وكانت امريكا تحسب لسماحته الف حساب , وتعرف جيدا  تاثيره المباشر على تحريك العملية السياسية وتوجيهها الوجهة التي يريد  , وتعلم.. ان سماحته ابن الحوزة العلمية وابن قائدها .. وكلمة واحدة  من سماحته  تكفي لقلب الطاولة على الرؤوس . وكانت الاحزاب والكتل ..على ما يرام , استطاع احتوائهم .بحكمته وسياسته المرنه , وبراعته في كسب القلوب وتقريب وجهات النظر , وتمتين روح الاخوة , والابتعاد عن التناحر  والتقاطع . واستطاع سماحته  ان  ينقي الاجواء  العربية وخاصة  الدول المجاورة  .. ويجعل منها علاقات  طبيعية .. من خلال زياراته المستمرة , والعمل على تليين المواقف المتشنجة , وفتح افاق التعاون المشترك على جميع الاصعدة .وتفكيك الملفات وحلحلت كل ما من  شانه ان  يقف  حائلا  دون  ترطيب  الاجواء العربية , واستمرار ديمومتها ..  هذا هو سماحة السيد  .. رحمه الله  . واليوم  في خضم التجاذبات الحزبية , والاختلافات المذهبية , والتباينات الاساسية بين الكتل , واختلاف نوايا الفرقاء , والشعور بالخيبة  والخذلان , نستذكر السيد الجليل  [ عزيز العراق قدس ] الذي كان يظلل الكل بامنه وسلامه , ويستريح الكل في خيمته  العراقية  التي يجد فيها, السني والشيعي والكردي والمسيحي والصابئي واليزيدي .كل ما يتمنى الابن من والد مؤمن , يشرق بوجه صبوح  وابتسامة تغنيه عن عما يريد . وفي غيابه كأن لسان حالنا ينادي [ رحم الله عزيزنا عزيز العراق .. لو كان بيننا لما وصلنا الى ما نحن عليه الان ]ا

 

طباعة
2014/02/11
3,103
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!